سراب الامل |
08/02/2006 11:08 PM |
( فلا أقسم بما تبصرون ومالاتبصرون )
سبحان الله!!!ماذا تركت هذه الآية بعدها؟ إنها قمة الإعجاز والتحدي الى الأبد، فكل شيء هو مما نبصر ومما لانبصر ، لكن حتى في عالمنا المحدود وبمداركنا المحدودة ، ما الذي نبصره بأعيننا وماالذي لا نبصره؟ يصعب الجواب على هذا السؤال لعدم الجزم في حصر العلوم والمعارف والأسماء في اي مرحلة من مراحل الحياة على هذا الكوكب، لكن لعل نظرة عاجلة على طبيعة الضوء الذي هو وسيلة الإبصار والرؤية يقرب لنا هذه الصورة.
فهناك فرق بين الضوء المرئي والضوء بشكل عام ، فإذا قيل الضوء المرئي فالمقصود به تلك الموجات الضوئية التى تستطيع عين الانسان استقبالها والنظر للأشياء بواسطتها وهذه لا تشكل نسبة تذكر في سلم الطول الموجي للضوء او الموجات الكهرومغناطيسية، حيث تقع موجات الضوء العادي (الضوء العادي وألوانه السبعة المعروفة) في المدى ما بين 400 و700 نانوميتر(النانوميتر =جزء من بليون جزء من المتروذلك على تدريج السلم الذي يبدأ من أقل من 1.ر. نانوميتر في حالة الأشعه قصيرة الموجة عالية الطاقة (أشعة جاما) الى ان يصل الى اكثر من كيلومتر في حالة الموجات الطويلة وقليلة الطاقة (موجات الراديو).
فالإنسان بواسطة الضوء المرئي ييبصر ما حوله كما أنه يرى الكائنات الدقيقة في الميكروسكوب الضوئي والأجرام الكبيرة بالتسلكوب الضوئي ،و لم يكن يبصر اكثر مما يراه بعينه المجردة قبل اكتشاف هذين الجهازين، ولست بصدد الحديث عن هذا الجانب بل سأفترض أن كل ما قد يكتشفه الانسان مما يمكن رؤيته بالضوء المرئي بغض النظر عن صغره وكبره الى يوم القيامه هو مما يبصره الانسان . لكن السؤال ماذا عن العوالم الأخرى؟ ما حجم هذه المنظورات بموجات الضوء المباشر إلى غيرها من الأشياء التي لا يمكن ادراكها إلا بواسطة أجهزة خاصة لهاالقدرة في التعامل مع انواع الموجات الأخرى كاشعة جاما والأشعة السينية وفوق البنفسجية وتحت الحمراءوغيرها؟
من الصعوبة بمكان تحديد هذه النسبة و يمكن الأقتراب منها عندما نحسب نسبة مدى طول موجات الضوء المرئي الى المسافه الكلية على سلم توزيع الطول الموجي للموجات الضوئية . من المعروف أن خط التوزيع الموجي للأشعة يتدرج من أقل من 01ر. نانوميتر في حالة اشعة جاما الى اكثر من واحد كليومتر في حالة موجات الراديو، ولو وحدنا وحدة الطول لأصبح السلم متدرجا من أقل من 1.ر. إلى ألف مليار (000ر000ر000ر1000) نانوميتر ، وفي هذا السلم يقع الضوء المرئي بألوان طيفه المشهورة من بين 400 إلى 700 نانوميتر أي في حدود 300 نانوميتر من التدرج الكلي وهذا يشكل فقط نسبة واحد إلى ثلاثين مليار. وبهذه النسبة الضئيلة ترى أيها ألإنسان ما حولك من الأشياء ، تخيل لو انك تستطيع أن ترى بجميع موجات الضوء المعروفة الى الان ، كيف سيكون شكل وحجم ولون الأشياء و الكون من حولك؟ بل تخيل انك تستطيع ان تدرك ما لم يبلغه علم البشر اليوم فكيف سيكون الكون هذا؟؟ تذكر هذه التساؤلات وغيرها على ضوء ما سبق عندما تقرأ مثل هذه الآيات (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (ويخلق ما لا تعلمون) (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) (ومااوتيتم من العلم إلا قليلا).
|