![]() |
شاعر وقصيده
الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد ( 1188 هـ / 1774م ) ابن الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية ، وهو الحاكم الثاني ، وقد ترجم له العلاّمة المؤرخ الشهير حميد بن محمد بن رزيق في تاريخه ( الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ) فقال : ( الإمام سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي اليمني الأزدي ،كان الإمام سعيد شجاعا شهيرا بفصاحة اللسان ، ناظما للشعر ، عارفا لمعانيه وبيانه ، مميزا بين الركيك منه والحسن ، إذا تحدث لا يُمل حديثه ، وإذا أكثر حكم )
وترجم له الشيخ العلامة نور الدين السالمي في تاريخه ( تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان ) ج2 ، فقال : كان الإمام سعيد أديبا لبيبا معدودا من أدباء عصره ، ومما ينسب إليه من الشعر قوله متغزلا : ـ * يا من هواه أعزه وأذلنـــي كيف السبيل إلى وصالـــــك دلني * وتركتني حيران صبّا هائما أرعى النجوم وأنت في نوم هني * عاهدتني ألا تميل عن الهوى وحلفت لي يا غصن ألا تنثني * هبّ النسيم ومال غصن مثله أين الزمان وأين ما عاهدتني * جاد الزمان وأنت ما واصلتني يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتني * واصلتني حتى ملكت حشاشتي ورجعت من بعد الوصال هجرتني * لما ملكت قياد سري بالهوى وعلمت أني عاشق لك خنتني * ولأقعدن على الطريق فأشتكي في زي مظلوم وأنت ظلمتني * ولأشكينك عند سلطان الهوى ليعذبنك مثل ما عذبتني * ولأدعين عليك في جنح الدجى فعساك تبلى مثل ما أبليتني وكتب إلى أخيه سلطان بن أحمد بقولة : ـ * إذا شحت الخضراء بالوبل فالتمس تجد جود سلطان على الناس كالمطر * فإن عزّ مطلوبي فليس شماتة وإن حصل المطلوب فالفوز بالظفر ومن شعره : ـ * لهفي على عيش مضى ما ذقت أحلى منه شيء * لما ذكرت عهوده جرت الدموع وقلت أي تنازل السيد سعيد عن زمام الحكم لإبنه السيد حمد ، فقام بالأمر خير قيام ، وتحمل المسئولية ، وواجهته القبائل وأحسن إليهم وقرّب العلماء والفضلاء ، ومدحه الشعراء وأغدق عليهم ومن مما قيل في السيد حمد قول الشيخ الفصيح سالم بن محمد الدرمكي بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها : * ما بين بابي عين سعنة واليمن سوق تباع به القلوب بلا ثمن * تجروا بما احتكروا به وتحكموا فجواب من يستام منهم لا ولن * المسك من أبدانهم والعود من أردانهم والزعفرن من الوجن وكان السيد حمد بطلاً عظيم النفس كبير الهمة ، قام بالأمر كنائب عن والده الإمام سعيد أبن الإمام أحمد المُترجم له .. وقد توفي السيد حمد في عهد والده عام 1206 هـ/1791م ، وهو ليس بإمام ولا سلطان كما وَهِم بعض المؤرخين ، وقد رثاه شعراء ذلك العصر بمراثٍ كثيرة ، منهم القاضي الفصيح سالم بن محمد الدرمكي في قصيدة رائية مطلعها : * لما قضى حمد لم يبكه البشر حتى بكاه الحصى والنخل والشجر كما رثاه في قصيدة ميمية أخرى مطلعها : * جبل الجبال الراسيات تهدما فأسكب عليه من مدامعك الدما ورثاه الشيخ سليمان بن أحمد الفضلي بقصيدة مطلعها : ـ * سطت الهموم وصالت الأتراح ونأى السرور وشطت الأفراح * فالأرض حالكة الأديم فما بها شمس ولا قمر ولا مصباح ورثاه كذلك القاضي عبد الرحمن البطاشي بقصيدة مطلعها : * أرى أم تمزج القند بالصبر فكم در دبيس جلّ قل له صبري وخَلد الإمام سعيد بن أحمد إلى الراحة وعاش زماناً طويلاً في بلدة الرستاق ، وتوفي عام 1225 هـ / 1810 م في عصر السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي . |
بـــــــــــارك اللــــــــــــه فيــــــــــــــــك
الله
على الشعر وتاريخ عُمــــان الله على صِياغتك المُتميزة للمواضيع الله عليك يا Brave+Heart! وعلى برااعتك أسأل الله لك التوفيق دائماً ولك خالص الإحترام والتقدير,, |
المشارك الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أروع ماقرأت وفي ميزان حسناتكم نسأل الله التوفيق،،، |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قصيده رائعه ونتمنى المزيد |
أخي العزيز ..... استفسار وأرجو الافاده فاالقصيده جميله ودائما نسمعها فهل هي لمن ذكرت ولملذا لانسمع عنه.
|
أشكركم جميعا على ردودكم على هذا الموضوع ....
بالنسبة لإستفسار = السموحة = فإن القصيدة فعلا للإمام /سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي وبإمكانك قراءة الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ... حسب معلوماتي أن الإمام/سعيد - لم يدم أمدا طويلا في الحكم، حيث أنه كان هائما بالشعر، في فترة زمنية كانت تتطلب حاكما لعُمان ذا قوة في التخطيط العسكري ومجارات القوى الخارجية الطامعه في عمان - لذلك تنازل عن الحكم لأخيه حمد - ولأن معظم الكتب التي تحدثت عن عمانا تاريخيا كانت تنظر بتركيز نوعا ما عن الحروب ضد مختلف الطامعين - وبالتالي يذكر القاده العسكريين وليس الشعراء، هذا ما اعرفه عن عدم ذكر إسمه كثيرا في الكتب - |
تسلم اخوي ع القصيدة الجميلة
ويعطيك الف عافية |
تسلموا على الموضوع الرائع...ننتظر المزيد
|
|
الساعة الآن: 01:50 PM |
vBulletin ©2000 - 2025