: ₪ نجومـ هدي الله // حبـــــــــر الأمة و فقهيههــآأا ₪
اقتضت حكمة الله تعالى وإرادته أن جعل قلوب بعض عباده المؤمنين أوعية للقرآن فحفظوه وفهموه وعملوا بتعاليمه ، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وتأدبوا بآدابه ، وتخلقوا بأخلاقه ، ثم علموه للمسلمين حتى وصل إلينا صحيحا مرتلاً ..
ومن الذين حفظ الله بهم كتابه الكريم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما - الإمام العلم الحبر البحر الحجة في التفسير وغيره من العلوم ....
مولده : ولد والنبي - صلى الله عليه وسلم- بالشعب فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم- فحنكه بريقه وذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات.
وكان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم ، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور ، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين ، ثم رجع إليها واليا عليها ،
قال ابن عباس : كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.
و يقول ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة ، قال: فوضعت له وضوءا من الليل ، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس ، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
و عن طاووس قال : ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى ، يعني ابن عباس ، فاستغنيت به.
قال مسروق : كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس ، فاذا تكلم قلت أفصح الناس ، فاذا حدث قلت أعلم الناس .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به ، احفظ الله يحفظك ، اذكر الله يذكرك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واذا سألت فاسأل الله ، واذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان النصر مع اليقين ، وان الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا ، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا ، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.
كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة ، مستدير الوجه ، جميله أبيضه ، وليس بالمفرط البياض ، سبط اللحية ، معتدل الجسم ، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره ، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها ، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وأشهر ، أو اثنتين وسبعين ، وصلى عليه ابن الحنفية ، وكان مرضه ثمانية أيام .

|