
04/12/2011, 12:35 PM
|
 |
لا اله الا الله محمد رسول الله
علوم الصحة والشفاء
|
|
|
|
حوار بين مبصر وبصيرة
السلام عليكم
حوار بين مبصرٍ وبصيرٍ
قال الذي في عينيه بياض بنبرة صوت عزيزة :
ما لكم تتعلقون بأستار الدنيا – أنتم معشر أهل البصر – تتمسحون بجدرانها وكأن حجارتها قد نزلت من الفردوس ؟!
ما لكم تعطون جناح البعوضة قدر الآلهة ..ماذا غرّكم ؟ ما الذي تبهرج لكم ؟
كيف تنعمون بها أجسادكم وغرائزكم وتتركون لأرواحكم مرارة كاس تتشربها
بالجوع والتشرد والضياع ؟
" ما لكم كيف تحكمون"؟!
بالله ...منذ متى وانتم تركضون وتلهثون ولو عراة أو حفاة وراءها ولم تدركوها ؟
وان منكم من احد أدركها فهل دامت أو ستدوم له ؟
فقلت : لو أنك أبصرت الدنيا لعذرتنا !
فقال بحجة بائنة : ما عذركم إلا أقبح من ذنبكم..فو الله لو كنت بصيرا في كنف هذه الدنيا لتمنيت أن أعمى إذ لا أطيق أن أبصر نقائصها وسفاسفىء أمورها ودنوها..
بالله ألم تلاحظ معنى اسمها : الدنيا ؟
ألم تتفكر بمعنى خلافها كي تعيها..؟
فقلت : إن خلافها أن تقول : العليا !
فقال : فما لكم تطلبون الدنيا وهي الفانية وتهربون أو تتهربون من العليا وهي الباقية..؟!
فقلت : إنّا لمغلوبون على أمرنا ..!
فقال : وماذا تقصد ؟
أتقصد أنك خلقت لتلقى في النار ؟
أو انك خلقت بلا إرادة أو بلا عقل به تختار ؟!
إن قصدت هذا...فما أجهلك
وان لم تقصده فما أخبث تجاهلك !
فقلت : وماذا تنصحونا أنتم أهل البصيرة والهدى ؟
فقال مع تنهدات رافقت أنفاسه : اعلم أن الدنيا سجن من نار , وما يطفىء النار سوى الماء , وأنت ذائق حرّها إلا بقدر ما تكون ماء صافيا زلالا خالصا نقيا .
فقلت : وكيف أكون ماءا بأوصاف ما ذكرت ؟
فقال وابتسامة شفقة اعتلت شفتاه : لا تكون ماءا في سجن النار إلا في سلامة الظاهر والباطن ؛
فاعمل على تطهير باطنك بإزاحة الكبر والغرور والحسد والغل والشرور وما شاكل ذلك من ألوان الفجور ,
واعمل على إصلاح ظاهرك بحسن تحليتك لباطنك إذ الظاهر نتيجة لسبب وهو الباطن.
فقلت : فما الكمية اللازمة لإطفاء تلك النار ؟
فقال : أن تكون بحرا يغص باطنك بالدرر والجواهر !
فقلت : ادع الله لن يجعلني من أهل البصيرة لا البصر ؟
فقال بعدما ربت على كتفي بكفه العطوف :
أن تكون ذا بصيرة مع بصر وتصبر خير لك من أن تكون ذا بصيرة بغير بصر سواء صبرت أم لم تصبر .
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات

|