سعودى و مصرية:-
ترقص الطائرة السعودية فرحاً بقدومي و تشم رائحة أرض قلبي الذهبي المعطرة بروائح الورد الأبيض و هى الأرض الخصبة الصالحة للغرام و الإنتاج العاطفي فى كل فصول العام فوق مدرجات مطار القاهرة رائع التصميم و الإحكام.
يطير بي حذائي الشعبي الأبيض بكل رقة و حنان إلى مقعدي الصبور الذي يحملني فوق كتفيه خلف غرفة قيادة الطائرة العملاقة البراقة حتى أصل مبتغاي فى أرض المملكة السيمفوينة
العمل هو مفتاح الأمل هو أساس الصحة و طرنا من المطار إلى بيت أخينا فارس الأطهار ثم إلى سكن المعلمين الانبهار.
وقابلنى رسول النور على أبواب مدرسة منار السبيل الأهلية بحفر الباطن حيث الشعب المحب للحياة الرقيق والعريق و الفريق.
و العمل الإضافي يبحث عني و الدروس الخصوصية تخاف و تفر مني.
مكتب للإيجارت و بيع و شراء الفيلات كان يأتينى كل يوم بأجهزته و معلوماته كى أعمل له و اصحابه اصغر منى و عشقوا فني و حرفي.
بدأت الجماهير السعودية تحبني و تزورنى و منهم ابو ركان سيدالمكان الذي انتقلت إلى رحمات الله زوجته بعدما فر مِن عمره الستون عاما كلهم تقبيلاً و غراما و افراحاً و آلاما.
أولاد أبو ركان يعرفون قيمة الأب و طلبوا منه الزواج و التوقف عن الحزن و العلاج.
كان يصدهم بقوة رافضاً فكرة تكرار التمليك و التدليك متذكراً أمجاد الراحلة المذهلة فى الليل و النهار متضرعاً لله فى بيت الرحمن الذى بناه من نهر أمواله أن يسكنها فسيح فراديسه.
ويقابل الأصدقاء فى الديوان و يتساهرون و يفرحون و يتهجدون .
ابا راكان فارس الشيوخ المصباح ألح عليه اصحابه إلى أن يغير جو حزنه فاستجاب و اصاب، و حجزوا تذاكر الطيران لأفخم الأوطان، للعامرة الساحرة القاهرة.
و قابلتهم الحياة بعد نزولهم من الطائرة تلبس قميص نوم احمر بعطر باريسي بارع الثمن.
استراحوا و بدأوا فى لقاء الأهرامات و الزيارات و أبا راكان تعض قلبه الأحزان.
ابا محمد صديق الحكيم و حكيم الأصدقاء حاول أن يقضي على جحيم وحدته بتزويجه من انثي جميلة مُعتقة.
امتنع ابا راكان فى البداية و استجاب للضغوط مع منتصف النهاية.
تزوج ابا راكان من مطلقة مصرية من حي المهندسين. اخت صديق ابا محمد.
كانت نادية شابه مصرية مضي من عمرها أربعة و أربعون عاما تزوجته بابسط تكاليف.
و لا نعرف ماذا فعلت بزوجها السعودى طوال الليل و آخر النهار؟ .هل هو الرقص بالفستان الأخضر القصير؟ هل هو التدليك و لحوم الديوك؟ هل هى أمواج الحنان و الأحضان ؟ لا ادري .
انتعش الزوج السعودى وصغر ثلاثين عاما و اخضر ورق اغصان قلبه و ازدادت حيويته و نسي أسرته.
و طلب ابا راكان من زوجته المصرية زهرة المهندسين العودة معه للسعودية فرفضت رافضاً منقطع النظر .
وفرد عليها خلاص السعودية تبقي معكِ هنا.
و رجع اصحابه إلى الديار السعودية تاركين الزوج السعيد يطير فوق بحار هناء الوجود. يفرح و يأكل و يسود و يغنى و يعيد و يرقص و يجود.
ذهب الأولاد إلى صديق ابيهم المقرب و القريب فحكى الحكايه و قطعوا تذاكر عودة و ذهاب لبلد الشباب مصر.
و طاروا لأبيهم قابلوه و طلبوا منه ان يعود للمسجد الذى بناه فرد عليهم الله نعبده فى كل مكان.
ذكّروه بحبه و إخلاصه للميتة المرحومة بأمر الله أمهم فقال الله ينتقم منكم و من امكم ضيعت عمري و الله ما اسيب المصرية لو ربطتونى فى جناح الطائرة.
تركوا ابيهم و دعوا له بالسعادة و عادوا لوطن العبادة و يحفرون لأببهم نهر المال و زيادة و يدعو لهم بالنجاح و الريادة
فطاعة الوالدين أحلى عبادة و خاصة عندما ينقر فى أعشاش قلوبهم سن الشيخوخة.
.......................................
عبداللطيف أحمد فؤاد