ب][®][^][®][رّه صلى الله عليه وسلم بأبيه من الرضاعة:
لا يقتصر البر على الأم المرضعة ؛ فالأب من الرضاعة جدير كذلك بالبر والصلة ، وقد كان عليه الصلاة والسلام حريصاً على البر بأبيه من الرضاعة ، كيف لا وقد قضى سني عمره الأولى في عطفه وبيته ونال من رعايته واهتمامه ؛ فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً على إسلامه وإكرامه ، وقد سبق ما يخص الثاني في الحلقة السابقة ، أما بالنسبة لإسلامه فقد قال ابن إسحاق:حدثني والدي إسحاق بن يسار عن رجال من بني سعد ابن بكر، قالوا: قدم الحارث بن عبد العزى أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حين أنزل عليه القرآن، فقالت له قريش: ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا؟، فقال: وما يقول؟، قالوا: "يزعم أن الله يبعث بعد الموت، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه ويكرم فيهما من أطاعه، فقد شتَّت أمرنا، وفرَّق جماعتنا.
فأتاه فقال: أي بني مالك ولقومك يشكونك، ويزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت ثم يصيرون إلى جنة ونار؟".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعم أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت، لقد أخذت بيدك، حتى أعرفك حديثك اليوم".
فأسلم الحارث بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم: "لو قد أخذ ابني بيدي، فعرّفني ما قال، لم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة(1).
فتأمل رحمته عليه الصلاة والسلام وصدق محبته لأبيه ، تلك المحبة التي كان يدركها جيداً الحارث حتى قال (لو قد أخذ ابني بيدي، فعرّفني ما قال، لم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة)
فصلوات ربي وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
][®][^][®][