|
موضوعات عامة المواضيع التي لاتشملها أقسام المنتدى |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
استفزاز ..
نبدو أحياناً كالأسماك تماماً .. فمن الصعب علينا التأقلم والاندماج في ظروف وأماكن أخرى غير الأماكن التي اعتدناها ، وعلى الخصوص حين تتباين فيها العادات والقيم .
بدت لي في منتهى الضعف حين أبصرتها ، امرأة كبيرة في السن تقف وسط الشارع المكسو بطبقة من الثلج الخفيف ، تأخذ نفساً عميقاً ثم تحكم لف معطفها حولها جيداً قبل أن تتابع سيرها وهي تدفع عربة ثقيلة أمامها .. كما بدا لي وجهها شاحباً وعيناها غائرتان وكأنها لم تتناول عشائها البارحة . ذكرني منظرها هذا بجدتي حين كانت تضع أمامي فطوري المكون من الحليب الساخن وقطع من الجبن والخبز لأتناولها في شتاء بارد وإن لم يخلو من تدفئة ، تتركني بعدها لتنتقل إلى حيث عملها في المطبخ وفي أرجاء البيت .. كنت أتابعها تقوم بأعباء بيتها وحدها دون أن تطلب مساعدة من أحد .. ظلت هكذا حتى كبرت برغم تخاذل صحتها في الأيام الأخيرة رحمها الله . تساءلت وأنا أرى هذه السيدة .. ماالذي يضطرها للخروج وحدها في هذا الصباح وفي هذا الجو الشاتي ؟ ثم نفضت كتفي مُسلماً إلى أنها ربما لم تجد من يقضي لها حاجتها .. وأقررت بأن لطبيعة الناس والمكان في كل المجتمعات مقاييس أخرى غير التي أعرفها أنا في مجتمعي !! . شعرت بالشفقة عليها فأقبلت ناحيتها .. عرضت مساعدتي بأدب : _ سيدتي هل يمكنني خدمتك ؟ شكرتني بلطف .. لكني أبديت لها صدق رغبتي في مساعدتها فعلاً .. تنحت عن العربة وهي تظهر لي امتنانها بود ظاهر . أثناء سيرنا رحنا نقطع الطريق بالحديث عن الجو وطبيعة المكان ، أخبرتها بأني وافد جديد قدمت إلى " لندن " قبل شهر مع أسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وابناي الصغيران في بعثة دراسية تابعة لعملي وبأني أسكن في حي هادئ قريب من هنا . أعتقد أنها استأنست بحديثها معي فقد استراحت ملامحها كما بدت أنفاسها تنتظم في اتزان معقول .. وحين وصلنا عرضت عليّ مبلغاً من المال لقاء خدمتي لها . ضحكت بعفوية ثم قلت لها : _ سيدتي .. في بلادي تعامل المرأة برقي ، فهي تعطى هوية مميزة وحرمة خاصة ، بحيث يندر أن تجدي امرأة في وضع كهذا دون أن يبدي أحدهم مساعدة عفوية نحوها. ثم ابتسمت لأضيف : كما أن عندنا دين يمنعنا من تلقي أجر مقابل معروف نسديه للآخرين وإلا فقد هويته . قالت وقد كسا وجهها الانبساط فراح الانبهار يرتسم على محياها : _ هذا رائع .. فمن أين أتيت ؟ ابتسمت لأقول معتزاً والفخر يملأ أركان نفسي من جديد : _ أنا عربي مسلم يا سيدتي . بعدها لاحظت تغير وجهها حين أطرقت بصمت فلم تُعلق ! عند وقوفنا أمام أحد المباني ، عرضتُ عليها أن أقوم بنقل حاجاتها إلى شقتها فابتسمت لي بحرج شديد وهي تشكرني ، ثم قالت مترددة وهي تشير ناحية المكان : _ اسمع .. لا أستطيع .. هذه ليست شقتي كما تظن ، إنها " حانة " أعمل فيها .. والعربة الثقيلة التي دفعتها عني ، تحتوي على ثلج و زجاجات خمر وها قد حضر الآن من ينقلهم إليها . شعرتُ بدوار وأنا أفتح عيناي مستنكراً بدهشة تنمُ عنها ملامحي المنزعجة حين حضر أحدهم و دفع العربة إلى الداخل .. بينما ابتعدت أنا مسرعاً وفي داخلي تنمو كل مقاييس الغضب ، بحيث وددت لو استطعت تحطيم كل ما فيها . :36_1_28[1 في نهاية الشارع التالي قابلني ابني " أحمد " الذي استبطأني على ما يبدو ، فسألني مستفهماً عن سر تأخري ؟ أجبته بانزعاج : _ لا شيء .. كان مجرد موقف استفزازي !! . |
#2
|
||||
|
||||
اهاه
طيب والله اشكرك على المعلومات الجميلة |
#3
|
|||
|
|||
فاعل خير لاقى الشر بالمثل العماني ههههههههههه
المسكين بس مو مشكلة على نياتكم ترزقون وهو نيته انه يساعدها بس هي عاد ما عرفت انه عربي ولا من الاول كانت ترفض الحمد لله انه سلم منها ولا بتقول انه ارهابي |
#4
|
|||
|
|||
مشكورين على المرور اعزائى
عزيزتى مدموزيل الحين الواحد لازم يتخذ الحيطة والحذر من اللى حوليه الواحد صار ما يعرف الصالح من الطالح على العموم اتمنى تعجبكم القصص وتستفيدو منها |
#5
|
|||
|
|||
مشكووووووورة على المعلوما ومشكوووووورة يا صاحبة الموضوع على الجهد
|
#6
|
||||
|
||||
تسلمين على الموضوع الحلو
|
مشاركة الموضوع: |
|
عناوين مشابهه | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
استفزاز | sweet angel | قصص حقيقية | 3 | 10/01/2006 02:27 AM |
|