عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14/11/2007, 02:46 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
خايف الغفلة التي تقتل القلوب ..

الحمد لله تفرد بالبقاء، والعظمة والكبرياء، وسع خلقه رحمة وحلما، وأحاطهم معرفة وعلما، وأشهد أن لا إله إلا الله، كاشف الكرب، ومزيل الهم ومثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنذر وبشر، ونصح وجاهد، حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً
أما بعد
قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
أيها الأحبة في الله.. كم يسعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا، قد ملأ قلبه بالطموحات، وغره طول الأمل، وغفل عن كثرة العلل، فانطلق كالسهم يركض خلف مبتغاه ، يعرق ليجمع، ويجمع لينفق أو ليبخل، قد أطغاه حب الجاه، وأرهقه التطلع للمنصب، وأشغله هم الأولاد، وقصم ظهره اللهث وراء الأموال، فيفلح حينًا، ويعثر حينًا آخر، وينهض مرة أخرى لا يبالي بتعب، ولا يفكر في جهد، فقط أن يصل إلى ما وصل غيره بل يزيد على ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا ومن أصدق من الله قيلا


قال تعالى
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بلب المرء وقلبه ، وتهد من جسده وقوته ، يظن أنه سيبلغ غايته ، وينال مبتغاه ، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا ، قد انغمس في عمله، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة الشديد، وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه، أو بين أصحابه وأحبابه، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال، وكثرة الأولاد، واستقرار الصحة والجسد، في تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله، ويسمع من يحدثه، ويحدث من يسمعه، ويحرك فيها جسده، لا مرضًا يشكو ، ولا علة يعالج، ولا طبيبًا يزور، قوة في جسمه تركب فوق قوة، ونشاطًا في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار

لحظة رهيبة، ومفاجأة غريبة، فيها توقف كل شيء، ماذا جرى للجسم الصحيح، ماذا حصل للعقل المدبر، ماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه، ما هذه الصفرة التي سرت في جسده، أين سافرت نضرة هذا الجسم المترف
عجبًا أرى: عينين كانتا جميلتين بالبصر، مالهما قد زاغتا لا لفت أو نظر، قم يا رجل، انهض ، فوراءك حياة مليئة بالعمل، أتترك أعمالك، أموالك، جاهك و منصبك
تحرك !!.. لقد ارتخى اللسان السليط ، وخفت الصوت الصارخ، فلا حس أو خبر
حينها تَنادَى الأحباب، وتعالت الأصوات ، أحضروا الطبيب، حركوا الأموال، اتصلوا بأصدقاء الجاه والمراتب العالية، أخبروهم بالمفاجأة، علهم يجدوا الخلاص، والنجاة من المصيبة

أين المفر من القضاء مشرقًا ومغربا
انظر ترى لك مذهبًا أو ملجأً أو مهربا
سلّم لأمر الله وارض به وكن مترقبا
فلقد نعاك الشيب يوم رأيت رأسك أشيبا
يمسي ويـصبح طالب الدنيا مُعنًى متعبا

لقد انتهى كل شيء، وجاء الوعد الحق، لتنسل به الروح من الجسد، وتقلع منه حثيثا، ومن أصدق من الله حديثا
قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يا لها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان، فيؤخذ على غرة، تعددت أسبابها، وتلونت أشكالها، واختلفت أعمارها، وتنقلت أوقاتها، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له أجله المكتوب، وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم
غير أنها الغفلة التي تقتل القلوب عن هذه الساعة المملوءة بالفاجعة، المقرونة بالبكاء والصراخ ، الممزوجة بالدموع ، المتلونة بالحسرة واللوعة ، على مَنْ ؟
عليّ أنا وأنت وكل مولود كبير أو صغير

عباد الله: اعلموا رعاكم الله أن من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة ، رواه الطبراني وحسنه الألباني
وإن المتابع لأخبار الزمان اليوم ليجد عجبًا عجابًا من كثرة ما يقع من موت الفجأة، وهو ما يسمى اليوم بالسكتة القلبية، ومع هذه الكثرة إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا
عجبًا لنا: كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه، وأرواحنا بيده، وكيف نستغفل رقابته، والموت بأمره يأتي فجأة، أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت، إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبًا وداع الدنيا، مستعدًا للقاء ربه



رُوي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت ؟ فقال ملك الموت: أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فإذًا أنت ملك الموت، قال: نعم، قال : أتيتني ولم أستعد بعد ! قال: يا داود أين فلان قريبك ؟ أين فلان جارك ؟ قال: مات، قال : أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد ؟
يا حسرتنا ـ يا عباد الله ـ على غفلة قد طمت، ومهلة قد ذهبت، أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات، وأهدرناها في التفاهات، نسير كأن أحدنا سيعمر ألف سنة، ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعاد مؤجل، كم قريب دفنا، وكم حبيب ودعنا، نفضة غبار القبور من أيدينا أنستنا هول ما رأوا، وعظم ما شاهدوا، وعدنا من دور اللحود وعادت معنا الدنيا، لنغرق في ملذاتها
أين العيون الباكية من خشية الله، أين القلوب الوجلة من لقاء الله، ألا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله، ألا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة، ألا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى، ألا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى ؟


قال تعالى
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ

اللهم ارحم ضعفنا ، وآنس وحشتنا ، وذكرنا بك ما حيينا ، واللهم التوبة النصوح قبل الممات يا رب العالمين ، استغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم




من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #2  
قديم 14/11/2007, 05:32 PM
شتات
مُثــابر
 
رد : الغفلة التي تقتل القلوب ..

جزاك الله ألف خير ...
ياأبو حنين...
قال القحطاني رحمه الله في نونيته يذكر فضل الله على الغافلين :

أنت الـذي أدنيتـني وحبوتــني وهديـتني من حيـرة الخـــذلان
وزرعت لي بين القلـوب محبــةً والعطـف منك برحمــة وحنـان
ونشـرت لي في العالمين محاسنــاً وسترت عن أبصـارهم عصيـانـي
وجعلت ذكـري في البريـة شائعاً حتـى جعلت جميعهـم إخـوانـي


والله لـو علمـوا قبيـح سريرتي لأبـى السلام علي من يلقــانـي
ولأعـرضوا عنـي وملَوا صُحبتي ولبـُؤت بعـد قرابــة بهــوانٍ
لكن سترت معايبـي ومثـالــي وحَلِمـت عن سقطـي وعن طغياني
فلك المحامـد والمـدائح كلهــا بخـواطري وجـوارحي ولســاني
ياأرحم الراحمين..
وأسأله -جلت قدرته- أن نكون مع السّفرَة الكرام البَررة، وأن يجعل حب الناس لنا عنوان محبته....



من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
هذه هي الحقائق التي دعت احرار العراق لرشق وفود المالكي التي ارادت الالتفاف على المتظاهرين غدير دجله منبر السياسة 1 11/02/2013 12:20 AM
هل تقبل منك!؟! لمسات إسلاميات 2 08/02/2012 03:47 PM
اللهم تقبل دعاءنا دعاء دعاء ومناجاة 1 08/10/2011 03:56 PM
هنا تقبل التعازي لـ >>( oman_boy )<< Y2Jericho مجلس الأعضاء 13 18/11/2005 12:28 PM


الساعة الآن: 10:05 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات