|
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
يا غــلام ... احـمـل الممطــرة
يا غــلام ... احـمـل الممطــرة قال الحسن بن محمد : قحط الناس في بعض السنين آخر مدة " الناصر " فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس ، فصام أياما وتأهّـب واجتمع الخلق في مصلى الربض ، وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع ، فأبطأ منذر ، ثم خرج راجلا متخشعا ، وقام ليخطب فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال : سلام عليكم . ثم سكت شبه الحسير ، ولم يكن من عادته ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ، ثم اندفع فقال : ( سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) الآية . استغفروا ربكم وتوبوا إليه وتقربوا بالأعمال الصالحة لَدِيه . فضجّ الناس بالبكاء وجأروا بالدعاء والتضرع ، وخطب فأبلغ فلم ينفضّ القوم حتى نزل غيث عظيم . واستسقى مرة فقال يهتف بالخلق : ( يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله ) الآية . فهيّج الخلق على البكاء . قال : وسمعت من يذكر أن رسول " الناصر " جاءه للاستسقاء . فقال للرسول : ها أنا سائر فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا ؟ فقال : ما رأيته قط اخشع منه في يومه هذا ؛ إنه منفرد بنفسه ، لابس اخشن الثياب ، مفترش التراب ، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه يقول : رب هذه ناصيتي بيدك ، أتُـراك تعذب الرعية وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم ، أنْ يفوتك مني شيء . فتهلل منذر بن سعيد وقال : يا غلام احمل الممطرة معك ! إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء . وحدثنا بعض كبار السن – متّـع الله بهم – أنهم كانوا إذا أرادوا الخروج إلى صلاة الاستسقاء ، تأهبوا قبل ذلك ، وتصدقوا ، ثم غـطّـوا ما كان لديهم مما يتأثر بالمطر من محاصيل وأطعمة ! أبعد هذا اليقين يقين ؟ وبعد هذا الظن الحسن بالله يخيب ظن ؟ ثم قارن هذا بما أخبرني به بعض الثقات قال : خرجنا من صلاة الاستسقاء فمررنا في طريقنا على حاوية نفايات ، قال : والله لقد اقشعر جلدي مما رأيت ! قلت له : ماذا رأيت ؟ قال : رأيت أكوام الخبز تعلو القاذورات والنجاسات في تلك الحاوية ! قال : ثم عمدت إلى الخبز فرفعته ، وقلت في نفسي : أمع هذا نرجو سُـقيـا ؟ كيف لو تأمل المتأمل في أحوال الأمة جمعاء – شعوبا وجماعات وأفرادا – انظر إلى أطباق الفجور تُطاول - ربما – منائر المساجد ! وانظر إليها يلفت نظرك كثرتها ! حتى رأيت بيتاً بعضه من الطين وبعضه الآخر من الطوب وقد اعتلاه طبق فضائي ! يكاد يخـرّ السقف من فوقهم من ثقل ذلك الطبق ، وتهالك ذلك البيت ! بل كيف لو تأمل المتأمل في تعاملات الناس اليوم ؟ كم هي نسبة الربـا في تعاملاتنا ؟ وربما عند بعض الناس في تعاملات يومية وربما أكل بعض الناس الحرام بحجة أنه لا يجد عملاً ! سبحان الله ! أما كانت العرب في جاهليتها تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها ! وهذا لأنه لم يجد عملاً في وقت من الأوقات لجـأ إلى العمل المحرّم يقتات منه ويُطعم منه مَن يعول . أما علم هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يُطيل السفر ، أشعث أغبر ، يَـمُـدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُـذِي بالحرام ؛ فأنى يُستجاب لذلك . رواه مسلم . أما إني لا أُقـنِّـط الناس ولكنها وقفة محاسبة وموقف مراجعة مع النفس فكم نطلب السقيا ولا نُسقى ؟ وكم ندعو فلا يستجاب لنا ؟ |
#2
|
||||
|
||||
: يا غــلام ... احـمـل الممطــرة
[إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء ./[]
آخر تعديل بواسطة alanfal ، 27/09/2011 الساعة 04:46 PM |
#3
|
||||
|
||||
: يا غــلام ... احـمـل الممطــرة
جزاك الله خيرآآآ عمرم في ميزان حسناتك كل الشكر على الطرح الرااائع دمت بحفظ الذي لا تنام عينية |
#4
|
||||
|
||||
: يا غــلام ... احـمـل الممطــرة
موضوع في قمة الروعة
صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله اللهم أكتب لنا أجرا اللهم أصلح فساد قلوبنا بوركت الجهود الطيبة تقبل التقييم |
#5
|
||||
|
||||
: يا غــلام ... احـمـل الممطــرة
بارك الله فيكم ونفع بكم
|
|