الخليفة الناسك
كان عمر بن العزيز من التابعين قال الامام احمد بن حنبل : لاارى قول احد من التابعين حجة الا قول عمر بن عبد العزيز . بويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك عن عهد منه له فى ذلك ولما رجع من جنازة سليمان بن عبد الملك اتى بمراكب الخلافة ليركبها فامتنع من ذلك ثم قال ما شاء الله لاقوة الا بالله قدموا الى بغلتى ثم امر ببيع تلك المراكب وكانت من الخيول الجياد المثمنة فباعها وجعل اثمانها فى بيت المال
وقد اجتهد رحمه الله فى مدة ولايته مع قصرها حتى رد المظالم وصرف الى كل ذى حق حقه وكان مناديه ينادى فى كل يوم : اين الغارمون ؟ اين الناكحون ؟ اين المساكين ؟ اين اليتامى ؟ حتى اغنى كلا من هؤلاء
وقالت زوجته فاطمة : دخلت يوما عليه وهو جالس فى مصلاه واضعا خده على يده ودموعه تسيل على خديه فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يافاطمة قد وليت من امر هذه الامة ماوليت فتفكرت فى الفقير الجائع والمريض الضائع والعارى المجهود واشباههم فى اقطار الارض واطراف البلاد فعلمت ان ربى عز وجل سيسالنى عنهم يوم القيامة وان خصمى دونهم محمد صل الله عليه وسلم فخشيت ان لايثبت لى حجة عند خصومته فرحمت تفسى فبكيت ولما احتضر قال: اجلسونى فاجلسوه فقال : الهى انا الذى امرتنى فقصرت ونهيتنى فعصيت ثلاثا ولكن لااله الا الله ثم رفع راسه فاحد النظر فقالوا انك لتنظر نظرا شديدا ياامير المؤمنين فقال لاهله اخرجوا عنى فخرجوا فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه التى ليست وجوه انس ولاجان ثم قرا ((تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين ))
ثم هدا الصوت فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوى الى القبلة وقبض
كتبه الانفال