الطابع الدينى والتاريخى لمدينة القدس

الطابع الدينى والتاريخى لمدينة القدس
************************************************** **********************************************
...............
مدينة القدس هى أرض النبوات وملتقى الأديان والرسالات . كانت مهبطاً للوحى والملائكة والأنبياء والمرسلين ..
قصدها خليل الله إبراهيم ونزل بها سيدنا لوط وسيدنا إسحق وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف وسيدنا موسى وسيدنا داود
وسيدنا سليمان وسيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهم أفضل صلاة وأزكى سلام ..
وإليها أُسْرى برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. وعُرِج به من الصخرة المقدسة
إلى السماوات العلى حتى بلغ إلى سدرة المنتهى ..وتم فتحها لدين الإسلام ..
...............
مدينة القدس هى بيت المقدس تضم بين جنباتها الطاهرة وبقعتها المباركة تراث دينى وإنسانى عظيم ..
سحرها وقدسيتها لاينتهى . فمن أى طريق تسلك . ومن أى درب تسير سوف تجد فيه دليلاً أو شاهداً على أثرٍ أو تاريخ ..
...............
مدينة القدس هى الأرض المقدسة التى باركها الله .. إليها أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم أن يقصدها ويتوجه إليها ..
فقصدها خليل الله ونزل بها .. وبوّأ الله له فيها حدود وموضع المسجد الأقصى . كما بوأ له حدود وموضع المسجد الحرام ..
وفّى سيدنا إبراهيم بالرسالة التى أمره الله بها .. وتوفاه الله ب " مدينة حبرون " . كما توفى الله بها أبناؤه وبنيه
سيدنا إسحق وسيدنا يعقوب عليهم السلام ..
( مدينة حبرون هى مدينة الخليل حالياً وتبعد عن مدينة القدس حوالى خمسة وثلاثين كيلو متراً تقريباً ) ..
مثوى أنبياء ورسل الله ( سيدنا إبراهيم وإسحق ويعقوب ) ومثوى زوجاتهم يوجد بالحرم الإبراهيمى مسجد إبراهيم عليه السلام
بداخل مغارة تسمى " مغارة المكفيلة " .. يقول الحافظ بن حجر عن مواضع الأنبياء :
ولم تعلم مقابرهم بأرضٍ يقيناً غير ما سكن الرسول ..... وفى حبرون ثَمّ غار به رسل كرام والخليل
...............
بعث الله سيدنا موسى وهارون برسالة التوحيد إلى : فرعون وقومه .. وإلى : قوم بنى إسرائيل ..
كذب فرعون وقومه برسالة الله فأخذهم الله أخْذ عزيز مقتدر .. وآمنت بها قوم بنى إسرائيل ففضلهم الله على العالمين ..
قست قلوب بنى إسرائيل .. واستكبروا وبغوا وطغوا فى الأرض .. وجحدوا ما أنزل الله إليهم فى الصحف والألواح والتوراة
أرسل الله إليهم أنبياء ومرسلين .. فريقاً كذبوه . وفريقاً قتلوه ..
....
أرسل الله إليهم المسيح عيسى عليه السلام ..
دعاهم أن يؤمنوا بالله ووحدانيته وأن يتبعوا ما أنزل الله عليه فى الإنجيل من تعاليم وأحكام وحكمة وبيان ..
فتفرقوا إلى طائفتين :
طائفة .. كفروا برسالته وأنكروا نبوته وكذبوا دعوته .. وهم " اليهود " ..
وطائفة .. آمنوا به وصدقوه ونصروه وآزروه وكانوا له أتباعاً وأعواناً .. وهم " الحواريون النصارى " ..
{ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
أيد الله الطائفة المؤمنة ( النصارى ) على الطائفة الكافرة ( اليهود ) .. وقضى الله بأن يجعلهم ظاهرين عليهم إلى يوم القيامة ..
فعمّت المسيحية وانتشرت وأصبحت أكبر وأكثر عدداً .. وتقوقعت اليهودية ..
....
ظل الحواريون النصارى زمناً يسيراً على إيمانهم وتصديقهم برسالة نبيهم عيسى عليه السلام ..
ثم أقروا بزعم اليهود وكذبهم :
( فقد ادّعوا لهم بأنهم اقتادوا المسيح وقاموا بمساءلته ومحاكمته وحبسه وجلده ثم قاموا بصلبه وقتله . وأن رب العالمين
قد نزل إليهم وأنزل ابنه المسيح لكى يقتل ويصلب فداء منه وتضحية للتكفير عن خطيئة أبينا آدم وخطايا البشرية ) ..
وبذلك قست قلوب النصارى وكفروا وأشركوا بوحدانية الله ..
...............
مرت فترة من الزمان بعد رسالة المسيح عليه السلام .. لم يبعث الله فيها نبى أو رسول ..
خلال هذه الفترة كانت مختلف أطياف البشرية ( العرب منهم والعجم ) يعجون بالكفر والشرك والضلال ويزخرون
بالجهل والفوضى ويغطون فى الإنحراف والإنحلال ويقترفون البغى والظلم والجور والإضطهاد ..
العرب أو الأعراب .. خرجوا من النور إلى الظلام وحادوا عن ملة التوحيد ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام ..
كانوا يسكنون شبه الجزيرة العربية ( الحجاز واليمن ونجد والعروض وتهامة ) وبلاد الشام
( سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ) وبلاد العراق وشبه جزيرة سيناء ومصر ..
قبل مبعث سيدنا إبراهيم وإسماعيل كانوا يتكلمون لغات كثيرة وعديدة مثل اللغة الفينيقية والآشورية واللغة البابلية
والعبرية والحبشية والآرامية والسريانية وغيرها . وبعد مبعثهما عليهما السلام تكلموا اللغة العربية .
...
والعجم أو الأعاجم .. وهم مادون العرب .. ( مجوساً كانوا أو صابئة ويهوداً أونصارى ) زاغوا عن سبيل الهدى والرشاد
وكفروا وأشركوا بوحدانية الله .. كانوا ينتشرون فى مختلف البلاد والبلدان الآسيوية والأفريقية والأوربية ..
تكونت منهم امبراطوريتين كبيرتين هما :
الإمبراطورية الفارسية ( الساسانية أو الفرس أو بنى ساسان ) .. والإمبراطورية الرومانية ( الروم أو البيزنطيون ) ..
كان نفوذهما وسلطانهما ممتداً ومهيمناً على غالب أنحاء وأرجاء الكرة الأرضية ..
وكان بينهما خصومة وعداء وحروباً ومعارك :
انتصرت الإمبراطورية الفارسية على الإمبراطورية الرومانية .. عند " منخفض البحر الميت أو غور البحر الميت " ( بين الأردن وفلسطين )
وهو أدنى مكان على وجه الأرض حيث يقل ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حوالى 392 متراً ..
واستولوا على : بيت المقدس ودمشق ومصر ..
يقول سبحانه وتعالى فى أول سورة الروم : { الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ }
بعد بضع سنوات ..
انتصرت الإمبراطورية الرومانية على الإمبراطورية الفارسية .. عند مدينة "نينوى" بالموصل فى العراق ..
وأعاد الروم من الفرس : بيت المقدس ودمشق ومصر ..
يقول العزيز الحكيم : { .. وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ .. }
.......
نزلت رسالة الإسلام
فى عصر الرسالة .. وفى غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم تم القضاء على الكفار والمشركين واليهود والنصارى
فى بلادالجزيرة العربية .. وأوصى رسول الله ( قبل انتقاله إلى مثواه ) بفتح بلاد الشام وبألا يكون فى الجزيرة العربية ديناً غير دينالإسلام ..
وفى عهد سيدنا عمر بن الخطاب .. تم القضاء على معاقل الإمبراطورية الفارسية المجوسية ..


وتم فتح بلاد بيت المقدس ومدائن فارس وبلاد العراق ومصر وغيرها من البلاد والبلدان ..
وفى عهد الخليفة العثمانى محمد مراد بن محمد بن بايزيد ( محمد الفاتح ) .. تم القضاء على آخر معاقل الإمبراطورية الرومانية النصرانية ..
وفرح المؤمنون بنصر الله .. يقول رب العالمين :
{ لِلَّهِ الْأَمْرُ .مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ }
...............
************************************************** **********************************************
سعيد شويل