|
موضوعات عامة المواضيع التي لاتشملها أقسام المنتدى |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
حكمة الشايب
وضعت أمتعتي في غرفة الفندق الأوروبي و ارتديت ملابسي الرياضية ثم توجهت الى النادي الصحي لأجري بعض التمارين. كان بجانبي نزيل أوروبي أو ربما أمريكي يكبرني بالسن بل كان عجوزاً بالنسبة لي، تجاذبنا بعض الأحاديث ووجدنا العديد من الاهتمامات المشتركة فكان الحوار ممتعاً . قبل أن انصرف دعاني لمرافقته في رحلة بحرية في الغد فاعتذرت لارتباطي بمواعيد العمل التي جئت من أجلها.
اقترح علي أن نتناول العشاء سوياً في مطعم متميز لكنني كنت مرتبطاً كذلك بعشاء عمل لاستغل الأيام الثلاثة التي سأمضيها في إنهاء كافة أعمالي . كنت أصادفه أحيانا خلال دخولي أو خروجي من الفندق فأرى منه ابتسامة ذات مغزى لكني لم أعلم ما يقصد بها ؟ في آخر يوم لي وأنا أنهي إجراءات المغادرة لمحته يجلس في صالة الفندق ويشير إلي. إتجهت إليه فدعاني الى شرب كوب من الشاي ، وكان لدي متسع من الوقت فلبيت طلبه وبادرته : ما سر الإبتسامة التي تواجهني بها كلما تلاقينا؟ .. تبسم وقال: انني كلما رأيتك تذكرت نفسي حينما كنت شاباً ، فقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما تفعل أنت الآن ، وبعد أن كبرت وانتهيت الى ما ترى وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه (حكمة الشايب) . كان الأمر مشوقا لي فبادرته قائلاً : و ما هذه الحكمة؟ فأجاب: إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج الى أن يملك ثلاثة أشياء . ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك و لديك النشاط و القوة لتستمتع و لكن ليس لديك المال الكافي لتسافر و تشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه و ترفه عن نفسك بعيش رغيد. ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول العمل و التجارة وتبدأ بجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك ، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع و ترفه عن نفسك و أسرتك فأنت مشغول بأعمالك و سفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان المستقبل) . وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون قد جمعت المال الذي تريد و لديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به و لكن.. ستجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب ، فلم يعد لديك الجهد للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير ! وتبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته و عالمه ! بل وقد لا تجد زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين إنشغلت بأعمالك التجارية . ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم الى رحلة او سفر الى بلد قريب ! ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط و السكري فلم تعد ذاك اليافع القوي !! لذا استنتجت من تجربتي في الحياة ، وهو ما أوصيك به ، أن بضعة الاف من الريالات وانت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك وزوجك و تقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي ! قرأت هذه القصة في عامود الكاتب المعروف داوود الشريان في صحيفة الحياة منذ عدة سنوات وهو يرويها عن زميل له ، و لكنها بقيت راسخة في ذاكرتي استرجعها كلما شاهدت أولئك الذين يلهثون خلف الدنيا من أجل المال بشكل مبالغ فيه ، هم لم يكتفوا بتضييع أجمل أوقاتهم و ذروة نشاطهم بل أهملوا أسرهم و نسوا اقرباءهم وقصروا في واجباتهم. ومنهم من غامر بمستقبل أسرته فباع بيته وعقاره ومدخراته واستدان من البنوك من أجل مغامرات تجارية قد تنتهي به مديونا مدى الحياة ، هذا إن سلم من السجن . بيد أن الطامة الكبرى هي أن يكون الإندفاع وراء المال و الطمع فيه سببا في إهمال العبادات والوقوع في معاملات محرمة ، حينها سيخسرون كل شيء ولن يعرفوا ذلك الا بعد فوات الأوان ، والسعيد من اتعظ بغيره ! فإن خسرت مالا او صفقة فتذكر دوما أنها وسيلة وليست غاية ! عن موقع مهارات بقلم محمد عبدالله المنصور منقوووووووووووووول |
مشاركة الموضوع: |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
طريقة العرض | |
|
عناوين مشابهه | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
قصة الشايب | فادي | ترويح القلوب | 2 | 31/05/2006 04:04 PM |
قصة الشايب اللي جنن له مدير بنك | قمر هالكون | قصص حقيقية | 5 | 19/12/2005 12:34 AM |
أكثر الرجال حكمة الذي يظن أنه أقل حكمة | الوميض | موضوعات عامة | 6 | 14/03/2005 09:44 PM |
|