عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10/01/2011, 02:11 PM
صورة لـ استبرق
استبرق
خليــل
 
موضوع رائع فاستبقوا الخيرات

.....فاستبقوا..الخيرات....
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الله جل وعلا قد دعا للمسارعة إلى الخيرات، والمنافسة فيما عنده من جزيل الثواب والنعم فقال تعالى: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ( [المطففين: 26]. وقال سبحانه: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ( [الصافات: 61]. وقال جل وعلا: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ( [الواقعة: 10 - 12].
ولما مات الإمام بكر بن عبد الله المزني، ازدحم الناس على جنازته وتنافسوا في حملها فقال لهم الحسن البصري ـ وكان حاضرا ـ في مثل عمله فتنافسوا.
أخي الكريم:
واعلم أن التنافس في أمور الدنيا مذموم، وأن التنافس في الدار الآخرة محمود مطلوب، إذ أن العاقل هو من يتنافس في الدار الباقية، ويزهد في دار فانية.
فإنما الدنيا جيفة مستحيلة





عليها كلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت مسلما لأهلها





وإن تجتذبها نافستك كلابها

قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ( وإنما تكون المسارعة إلى الخيرات بحفظ حقوق الله وحقوق عباده، والاستكثار من القربات وبذل المعروف بالصلاة والصدقة والخُلُق الطيب، والكلمة الطيبة والإحسان إلى الخَلق.
فقدم فدتك النفس نفسك إنها





هي الثمن المبذول حين تسلم

فما ظفرت بالوصل نفس مهينة





ولا فاز عبد بالبطالة ينعم

أولا: مجاهدة النفس على الطاعة
واعلم ـ يا عبد الله: أن المسارعة إلى الخيرات ليس لها إلا طريق المجاهدة والصبر، وذلك لأن سبيل الطاعة شاق وثقيل يحتاج إلى حبس النفس وترويضها، وسوقها إلا الله بالتحمل والتصبر.
وقد شاء الله جل وعلا أن يكون طريق الجنة محفوفا بالمكاره، وطريق النار محفوفا بالشهوات، ليميز الصابر من الفاجر، والطيب من الخبيث.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( قال: «لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فحفها بالمكاره، فقال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحدا»().
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( : «حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره».
قال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ : "هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها ( من التمثيل الحسن، ومعناه: لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره، والنار بالشهوات، وكذلك هما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب وصل المحجوب فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادة والمواظبة عليها، والصبر على مشاقها، وكظم الغيظ، والعفو والحلم، والصدقة، والإحسان إلى المسيء، والصبر عن الشهوات ونحو ذلك"().
فمجاهدة النفس على العبادة والطاعة وكبح الشهوات هي السبيل الوحيد للمنافسة في الخير، وقد وعد الله جل وعلا من صدق في جهاده بالتوفيق والمعية والهدى والسداد، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ( [العنكبوت: 69]، فعلَّق الله جل وعلا في هذه الآية، الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية، أعظمهم جهادًا.
واعلم أخي الكريم: أن أفرض الجهاد: جهاد النفس وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله، هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته. ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد: والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص.
واعلم أخي الكريم: أن المرء لا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا إذا جاهد هذه الأعداء باطنا، فمن نُصر عليها نُصر على عدوه، ومن نُصرت عليه نصر عليه عدوه.
وفي تفسير قول الله جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ( [البلد: 12 - 14]. قال الحسن البصري رحمه الله: هي والله عقبة شديدة: مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوه الشيطان. وأنشد بعضهم:
إني بليت بأربع يرمينني





بالنبل قد نصبوا علي شراكا

إبليس والدنيا ونفسي والهوى





من أين أرجو بينهن فكاكا

يا رب ساعدني بعفو إنني





أصبحت لا أرجو لهن سواكا

فمن أطاع مولاه، وجاهد نفسه وهواه، وخالف شيطانه ودنياه، كانت الجنة نزله ومأواه ومن تمادى في غيه وطغيانه، وأرخى في الدنيا زمام عصيانه، ووافق نفسه وهواه في مناه ولذته وأطاع شيطانه في جميع شهواته كانت النار أولى به، قال الله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى( [النازعات: 37 - 41].
أخي الكريم: فكن سبَّاقا للخيرات مسارعا إلى القربات، منافسا في الطاعات، وجاهد نفسك وهواك وشيطانك ودنياك.
وسر مسرعا فالموت خلفك مسرع





هيهات ما منه مفر ومهزم

فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»().
فبادر إذا ما دام في العمر فسحة





وعدلك مقبول وصرفك قيم

وجد وسارع واغتنم زمن الصبا





ففي زمن الإمكان تسعى وتغنم

وتذكر يا عبد الله، أن المنافسة في الخيرات، منزلة لا يبلغها إلا المتقون الذين أيقنوا بثواب الله جل وعلا وجزيل ما عنده من النعيم، فبادروا بالأعمال وصبروا على المشتاق والأهوال وباعوا أنفسهم لله. فهم بالله يستعينون، وبالله يعملون وعليه يتوكلون. فعن أبي صفوان عبد الله بن بسر الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ( : «خير الناس من طال عمره وحسن عمله»().
وعن أبي عبد الله ثوبان مولى رسول الله ( ، قال: سمعت رسول الله ( يقول: «عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة»().
واعلم أن الصبر على الطاعات، هو السلاح الأحد في مكابدة النفس ومجاهدتها، ولذلك تكرر الأمر بالصبر ومدح أهله في القرآن الكريم في نحو سبعين موضعا للدلالة على علو منزلته وعظيم قدره عند الله. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا( [آل عمران: 200]. أي اصبروا على الطاعات وصالح الأعمال، وعن المعاصي والشهوات. وصابروا الكفار أي غالبوهم فلا يكونوا أشد صبرا منكم، وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ( [محمد: 31]. فالحياة ابتلاء والدنيا دار امتحان وتمحيص، وإنما مدار الفلاح والنجاح على المجاهدة والصبر.
كان فضل بن يونس إذا جاء الليل قال: ذهب من عمري يوم كامل، فإذا أصبح قال: ذهبت ليلة كاملة من عمري، فلما احتضر بكى قال: قد كنت أعلم أن لي من كرِّكما علي يوما شديدًا كربة، شديدًا غصصه، شديدًا غمه، شديدًا فزعه، فلا إله إلا الله الذي قضى الموت على خلقه، وجعله عدلا بين عباده، ثم جعل يقرأ قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( [الملك: 1]. ثم تنفس فمات رحمه الله.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها





وكل يوم مضى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا





فإنما الربح والخسران في العمل

أخي الكريم: فإذا علمت أن طريق المسابقة إلى الخيرات لا يسلك إلا بالمجاهدة والصبر، فبادر إلى هذه الخصال تكن لك خير معين على مشقات الطريق، ولذلك فقد ذكر رسول الله ( جملة من أعمال البر والخير، مما ينبغي المسارعة إليه والمنافسة فيه ثم ختمها ببيان فضيلة الصبر، إشارة إلى أن هذه الأعمال لا تنال إلا بذلك.
فعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( : «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها»().
فبين رسول الله ( في هذا الحديث أن الصبر ضياء يكشف عوائق الطريق نحو الجنة ويعين المرء على تخطيها وتجاوزها.
وأما كيف يحصل الصبر؟ فقد بين رسول الله ( ذلك في الحديث فقال: «ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر»(). والتصبر هو تحمل الصبر وحمل النفس عليه، لأنه على وزن تفعل التي من معانيها التكلف، ومعاناة النفس وحملها على الخصال الحميدة، كالتهجد والتعلم والتحلم.
فاحرص على ما ينفعك





واصبر وجد في النسك

فقد تراءى منزلك





في جوف قبر مظلم

ثانيا: الإكثار من القربات
وأما الذي يجب المسارعة إليه والتنافس فيه، فهو كل طاعة يحبها الله جل وعلا ويرضاها. وأهم ذلك وأجله الفرائض التي افترضها الله على عباده. فإن الله جل وعلا لا يتقرب إليه بالقربات إلا بعد أداء الفرائض كما أوجب وبين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( : «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه»().
واعلم أخي الكريم: أن أهم الفرائض الصلاة، فمن حافظ عليها وأداها كما أمر الله جل وعلا قبلت أعماله، ومن ضيعها فقد خاب وخسر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( : «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئا، قال الرب، عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا»().
سبحان من لو سجدنا له





على شبا الشوك والمحمي من الإبر

لم نبلغ العشر من معشار نعمته





ولا العشير ولا عشرا من العشر

هو الرفيع فلا الأبصار تدركه





سبحانه من مليك نافذ القدر

وأما باقي الفرائض فقد ورد من الأحاديث ما يؤكد أن القيام بها على الوجه الصحيح كاف لدخول الجنة بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي ( فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته، دخلت الجنة. قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى، قال النبي ( : «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا»().
أخي ـ فاجتهد ـ حفظك الله ـ في أداء ما افترض الله عليك، وكن حازما في أدائها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه، فإنك لو أديتها وأتيت بها صالحة يوم القيامة دخلت الجنة. ومما ينبغي المسارعة إليه من الخيرات أيضا كل الأعمال التي استحبها الله لعباده وورد ذكر فضلها في القرآن والسنة. ومن ذلك الحرص على النوافل والرواتب. فعن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله ( يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة ـ أو ـ إلا بني له بيت في الجنة»().
وقد ضرب السلف الصالح رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في الحرص على العبادة وإعقابها بالنوافل والقربات. فعن ابن المبارك قلت لهشيم: من منصور بن زادان؟ قال: كان يصلي الغداة ولا يكلم أحدا حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام فصلى ما بين الظهر إلى العصر، ثم يصلي العصر ويسلم علينا فيقول: هل من مريض؟ هل من جنازة؟ فإن كان قام فتبع، أو عاد، ثم صلى المغرب فصلى ما بين المغرب والعشاء، ثم صلى العشاء، ثم يدخل منزله، قلت: كم كان هذا حاله؟ قال: أربعين سنة.
قال: قلت: من أين كان معيشته. قال: كان له.
فتأمل ـ رعاك الله ـ، في حال هذا العابد كيف أفنى عمره في الطاعة والمعروف، وكيف كان حريصا على العبادة وبذل في نفع المسلمين.
فاقتف أخي الكريم أثر مسارعة السلف إلى الخيرات، وتأمل في أحوالهم وكيف كانوا يقضون يومهم في عبادة الله وطاعته ونفع المسلمين وبذل المعروف، وإياك أن تغتر بما عليه أهل زماننا من الغفلة والإعراض. وتمثل في اقتفائك قول الشاعر:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم





وبقيت في خلف كجلد الأجرب

ومما ينبغي المسارعة إليه من الخيرات، صيام التطوع وقيام الليل. قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا( [الإسراء: 79]. وذكر الله حال المؤمنين مع قيام الليل فقال: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ( [الذاريات: 17]. وعن قتادة بن ملحان رضي الله عنه قال: كان رسول الله ( : «يأمرنا بصيام أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»().
وكل ما هو من المعروف ينبغي المسارعة إليه والتنافس فيه فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي ( : «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق»(). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ( : «إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد الستين والثلاثمائة، فإنه يمس يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار»().
فاحرص أخي الكريم: على فعل الخير، واعلم أن ما قدمته لله لا يضيع قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ( [الجاثية: 15]. وقال سبحانه: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ( [البقرة: 197].
فأكثر من القربات، وسارع إلى الخيرات، واسع في قضاء حوائج المسلمين، وكن شافعا لهم بينهم، ومصلحا بينهم، رحيما بضعيفهم ملاطفا بيتيمهم، مستوصيا بنسائهم، وتحل بالأخلاق الحميدة، كالحلم والرفق والأناة، والعفو والإعراض عن الجاهلين واحتمال الأذى، وترك الغضب، وبر الوالدين، والجود والكرم والإنفاق والإيثار وليكن لسانك رطبا من ذكر الله على الدوام.
إن لله عبادا فطنا





طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا







أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا





صالح الأعمال لها سفنا


خاتمة
واعلم أخي الكريم ـ أن أحب العباد إلى الله أكثرهم طاعة له، وأحرصهم على مرضاته ومحابه من العبادات والقربات.
قال بعض السلف: صفة عباد الله أن يكون الفقر كرامتهم، وطاعة الله حلاوتهم، وحب الله لذتهم، وإلى الله حاجتهم، والتقوى زادهم، ومع الله تجارتهم، وعليه اعتمادهم وبه أنسهم، وعليه توكلهم، والجوع طعامهم، والزهد ثمارهم، وحسن الخلق لباسهم، وطلاقة الوجه حليتهم، وسخاوة النفس حرفتهم، وحسن المعاشرة صحبتهم والعلم قائدهم والصبر سائقهم والهدى مركبهم.
وتذكر يا عبد الله ـ أن الله جل وعلا ما خلقك إلا لتكون عابدا له، سابقا للخير مشمرا إليه. قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( [الذاريات: 56].
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه، وأعاننا وإياك على طاعته ومرضاته وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


* * *






{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:

خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع
ابحث بهذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
سورة الحجرات بصوت الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي - رااائعة أبو أسامة اليماني عجائب واعجاز القرآن الكريم 0 01/12/2012 06:59 PM
بتقوى الله.. تتفتح الأبواب وتأتي الخيرات تصميم محب الجنان إبداع مصمم 2 02/12/2010 02:52 PM
محفزات إلى عمل الخيرات دهن عود إسلاميات 9 23/08/2006 12:39 PM
ظفار أرض الخيرات والمحميات الطبيعيه الحبوبه السياحة في بلادي 5 16/03/2006 12:32 PM


الساعة الآن: 11:38 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات