|
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
أعمال القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 1- هل للقلوب أعمال مثل بقية الجوارح ؟ أجل , للقلوب أعمال . قال تعالى في سورة الحج الآية 32: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب. وهي أعمال باطنية ومثلها مثل أعمال الجوارح في الإنسان كما تشير إليه الآية 195 من سورة البقرة , في قوله تعالى : أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ . وهي أعمال ظاهرية . 2 - ما هي أعمال القلوب ؟ أعمال القلوب التي هي من الباطن , منها ما هو واجب على جميع الخلق المأمورين في الأصل , كمحبة الله ورسوله , والتوكل عليه , وإخلاص الدين له , والشكر له , والصبر على حكمه , والخوف منه , والرجاء له , وما يتبع ذلك كالعدل بين العباد , ومنها ما محرم كالحسد والحقد والكبر والرياء والنفاق والشرك ووووو 3 - ما هي أهمية أعمال القلب ؟ إذا علم تبعية أعمال الجوارح لأعمال القلب واقترانها بها وتلازمها معها , تأكدت حينها أهمية الأعمال القلبية على أعمال الجوارح . والى ذلك يشير الحديث الشريف : ألا وان في الجسد مضغة , إذا صلح صلح الجسد كله , وإذا فسد فسد الجسد كله . ألا وهي القلب . فأعمال القلوب التي هي من أصول الإيمان وقواعد الدين , توجه عمل الجوارح وتحركها نحو العمل الصالح , كما أن القلوب المريضة المغلوبة بوسوسة الشيطان , فإنها توجه عمل الجوارح وتحركها في اتجاه الشر . لأجل ذلك يكون الناس في أعمالهم القلبية على ثلاث درجات : ظلم لنفيه , ومقتصد , وسابق بالخيرات . قال تعالى في سورة الحج , الآية 46 : ...فإنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور . 4 - هل نحن محاسبون بأعمال القلوب ؟ يقول عز وجل في سورة البقرة , الآية 248 : وان تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله . حسب ظاهر الآية أنه تعالى يحاسب العباد على نواياهم كأعمال قلبية باطنية , فضلا عن أعمال الجوارح الظاهرة . فقال المعتزلة ومن سار سيرهم بأنه لا ينفع مع المعصية إيمان , مطلق المعصية بالقلب أم بالجوارح . وكان دليلهم من الكتاب قوله تعالى في سورة الإسراء , الآية 36 : ولا تقف ما ليس لك به علم , إن السمع والبصر والفؤاد , كل أولئك كان عنه مسؤولا , ومن السنة , الحديث المعروف :إنما الأعمال بالنيات ....الخ . أما أهل السنة والجماعة فقد فسروا الآيات نفسها بالحديث المأثور عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه , حيث يقول : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها , ما لم تكلم أو تعمل به , فترجمة النية إلى واقع , والخروج بأعمال القلب المريض إلى حيز التطبيق, إنما هو إصرار على عمل المعصية المستوجبة للعقاب من رب العالمين , والحال استثناء بالنسبة لمن حدثته نفسه سوءا لكنه منعه خوفه من عقاب الله من التنفيذ والتطبيق . 5 - هل أخذت أعمال القلوب حقها من اهتمام العلماء والمسلمين إجمالا ؟ حظي الموضوع باهتمام دقيق من قبل علماء التفسير بداية في السابق واللاحق . أضيف إلى ما ذكره الاخوة في مشاركتهم العلامة الجليل , والموسوعة الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونفعنا بما علمه الله . فمن أراد التوسع والزيادة عليه بمجموع فتاواه – كتاب علم السلوك – المجلد العاشر . كان السلف الصالح حريصين على التأسي والاقتداء بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم في السر والعلن , يجتهدون - كل حسب موقعه من العلم والعمل - في تمثل أخلاقه التي مدحه بها رب العزة : وانك لعلى خلق عظيم . وصفاته التي قالت عنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : كأنه القرآن يمشي على الأرض . وفي عالم اليوم تستحوذ على نفوس المسلمين عموما هموم الدنيا وزينتها . فالجهل بحقيقة الدين وجوهره , أضعف عمق الإيمان وقلص القيم وأسلم إلى البدع وأوقع الناس في الشبهات والمحذورات . فلا ترى من أعمال القلـــوب إلا ما يستعاذ بالله منه , ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولا مخرج للناس مما هم عليه إلا بتزكية القلوب بما يرضي الله ورسوله . 6 - كيف ننمي أعمال القلوب عندنا حتى يرضى الله علينا ؟ بتطهير النفس من الداخل وتزكيتها من الباطن قبل الخارج . فمتى صلحت أعمال القلب صلحت معه أعمال الجوارح , وتطابق الباطن والظاهر . الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الرعد(2 . أما عن أنسب آلية للعمل التي تحقق التزكية فهي إجمالا: 1- أسلمة مناهج التربية والتعليم والتكوين , انطلاقا من دور الأسرة إلي المدرسة إلى الجماعة . 2- تنزيل القيم الإسلامية عبادات وأخلاق ومعاملات على واقع المسلمين في علاقتهم بربهم وبأنفسهم وغيرهم . أقتصر علو ما ذكر, واسأل الله الهداية والسداد والخير للبلاد والعباد . آمين . |
مشاركة الموضوع: |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
طريقة العرض | |
|
عناوين مشابهه | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | ردود | آخر مشاركة |
القلوب انواع ...... | شدوى | موضوعات عامة | 6 | 26/05/2011 06:32 PM |
رقة القلوب وأسبابها | عمرم | إسلاميات | 2 | 19/10/2010 07:03 PM |
لو كان في القلوب حياة ! | الفارس الاخير | قصص حقيقية | 0 | 14/04/2008 05:05 PM |
لغة القلوب | الصمت ميزتي | موضوعات عامة | 8 | 13/04/2008 09:41 AM |
من أي القلوب قـلبك؟؟ | أميرة الورد | إسلاميات | 9 | 04/04/2008 03:05 PM |
|