"عنــدما تبكي قلوبنا"

*·~-.¸¸,.-~*عنــدما تبكي قلوبنا*·~-.¸¸,.-~*



فنحن نعيش بطول العمر وعرضة متفننين في وضع مساحيق البشاشة ..وراحه البال وحب الناس ودنياهم ولكننا ما ان نختلي بذواتنا حتى تتغير أو تزول تلكم المساحيق بقسوة من ذواتنا لتصبح عارية أمام أنفسنا تختبئ وراء اشياء جمادية ربما لا تستطيع ان تسترها لخلوها من الاحساس بنا ..وبما يعتمل في دواخلنا ، ولكنها الحقيقة الواضحة ككتاب مفتوح سطر فيه كل ألمنا وجراحنا .. ودموعنا النازفة ...وقلوبنا المكلومة .. لتبقى هذه الذوات مكشوفة الرأس امام انفسنا كمرآه تعكس كل الذي نحاول بامتياز اخفاءه عن الذين من حولنا لان لا احد يستطيع أن يدرك معاناتنا فكل يعيش في داخله متكوما على نفسه ...!





والامر الصائب في هذه المسألة ان معظم الذين ينادون بحبهم لنا وتضامنهم معنا في الحياة لا يريدوننا الا في فرحنا واستقرارنا وان توغل شيء من النقيض في شخصيتنا فسينفرون منا كاقطاب المغناطيس المتشابهه .. هاربين هم ومتعللين بشتى الحجج حتى لا يصدمون بشظايا الزجاج المنتشرة حولنا ..مع العلم اننا عكسهم تماما نوجه دائما اشرعة قواربنا نحوهم كلما لمحنا ..مجرد لمحة ومسحة الحزن والأرق والاكتئاب في نفوسهم... فترانا نبادر مهرولين اليهم نلتقط احزانهم في كفوفنا وان احرقتنا ونواظب على الربت على رفوف اكتافهم لينسوا ... ويرتاحوا، فالفارق الكبير بيننا وبينهم ان قلوبهم عندما تبكي تجد المنديل الذي يمسح عنها ما يكدرها اما قلوبنا عندما تبكي فلا أحد يلتفت اليها أو يحاول من خلالها هؤلاء المتكدسون في عالمنا ان يزيحوا عنها ولو جزءا بسيطا مما تعانيه على الرغم من انها لا تشتكي مثلما هي لا تبكي لأحد ! ...فقدرنا أن تحترق اطرافنا بالجمر ونحن نضحك ألما حتى لا نخسر احباءنا فنخسر بذلك عشرتنا الحياتية وسندنا المتقوض !!



عندما تبكي قلوبنا تشتغل (( الآلة الحاسبة)) لحساب قدرتنا على التحمل المضني ... وياله من اختبار تخور فيه قوانا ونحن مستسلمون لدنيا لا ترحم فينا انتماءنا لجنس يختلف عن اجناس من ينتابون في قضم السعادة منها ..!



عندما تبكي قلوبنا نستشعر وحده موحشة تعودت شرايين دمائنا عليها واصبحت الصاحب الذي مهما قسى علينا لا يمكننا التخلي عنه ، فنحن ما زلنا نعيش وترتجف الروح لمعاني الاستمرارية وان فقدت نكهتها ..وما زلنا نوظف احاسيسنا ونوايانا لخدمة كل من نحب دون ان ننتظر المقابل (( فنحن كما نحن )) ننكسر آلاف المرات ولكننا نعود في كل مرة اقوى من السابق برغم ان لنا قلوبا من البكاء شاخت ومن الأنين اسودت ومن الصرخات هزلت ومن ومن !!! ....ولكنها قلوبنا أيها السادة لا نستطيع أن نتخلى عنها مثلما لا نستطيع أن نتخلى عن عالمنا ومن فيه ...، عندما تبكي قلوبنا يتحول العالم الوردي الى عالم آخر ممتزج الألوان نتيقن حينها اننا نرى غير ما يراه غيرنا ...وليتنا نستطيع ان نوقف بكاء قلوبنا لنهادن واقعنا .. لربما وجدنا فيه ما

يجده الآخرون ..