السلام عليكم
قرأت هذا الموضوع , اعجبني فرأيت ان اشرككم فيه لعلنا نستفيد جميعا منه
هل تحب كل يوم معاملة مع ربك ؟
لم لا يحاول العبد أن يقوم بمعاملة مربحة مع الله سبحانة وتعالى، على الأقل مرة واحدة في الأسبوع.. وهذه المعاملة متمثلة في إدخال السرور على قلب حزين.. فإن قلب المؤمن عرش الرحمن، وهذا القلب يهتز في المناسبات المختلفة: حزنا، أو ضيقا.. إقبالا، أو إدبارا.. استبشارا، أو خوفا.. أملا، أو يأساً.. إلى غير ذلك من المشاعر.
إن الإنسان المؤمن حاذق ومغتنم للفرص، أي ينظر إلى من حوله، ويحاول أن يكتشف أولا القلوب المضطربة، كأن يرى قلبا حزينا، أو قلبا منكسرا أو مضطربا.. وفي الخطوه الثانية يحاول أن يزيح هذا الهم عن تلك القلوب.. ومن المعروف بأن الهم إذا أزيح من القلب، فإن الإنسان يتفرّغ لذكر الله عز وجل، كما يقال في علم الأخلاق: الأغيار، والشواغل، والمزاحمات، كل هذه الأمور تصد الإنسان عن ذكر الله عز وجل.. فلهذا يلاحظ بأن الإنسان عندما يذهب إلى رأس جبل، أو إلى بستان، أو وادٍ، أو إلى أرض منبسطة، يرى بأن هنالك إقبالا مضاعفا على الله عز وجل.. والسر في ذلك قلة الشواغل، فالقلب المشغول بأمور دنيوية كثيرة، لا يجد فرصة كافية للتفرغ للتفكير في عالم ما وراء الطبيعة.
إن من أفضل القربات إلى الله تعالى، هو البحث عن هذه القلوب المنكسرة.. ولهذا يلاحظ بأن الشارع المقدس أولى اهتماما كبيرا - مثلا - في جانب عيادة المرضى.. وتدل بعض الروايات على أن الذي يزورالإنسان المريض، تغمره الرحمة الإلهية.. وكذلك حثّ على قضاء حاجة المؤمن، يقول الراوي: إن الإمام المعصوم رأى أحدهم يطوف حول البيت، فناده أحدهم، فلم يلتفت واستمر في طوافه.. هنا يلاحظ بأن الإمام يأمره بالمسارعة إلى قضاء حاجة ذلك الأخ.. ومن هنا يعلم أن هذه الحركة، أي تلبية أو قضاء حاجة المؤمن أفضل من الطواف.. هكذا الأئمة عليهم السلام كانوا يهتمون بمسألة القلوب قبل الاهتمام بمسألة الأبدان.
إن الإطعام المعنوي والإطعام الفكري، أعظم عند الله عز وجل من الإطعام المادي.. كم سجل الله عز وجل في سورة الدهر من الثناء لأئمة أهل البيت عليهم السلام: أمير المؤمنين عليه السلام، والزهراء عليها السلام، لإطعامهم الفقير والمسكين والأسير!.. فكيف إذا كان الإطعام لما يوجب الراحة الأبدية، ولما يوجب إعطاء القوت الذي يتحول إلى درجات لا نهائية في جنات الخلد عند الله سبحانه وتعالى!..