عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > شعر و أدب
مواضيع اليوم
شعر و أدب واحة من الخيال والحقيقة ونشر المشاعر النبيلة الهـادفة من شعر وخواطر وروايات

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20/12/2006, 11:05 AM
صورة لـ عسووووله
عسووووله
مُشــارك
 
تحليل قصيدة ( إلى التلميذة ) للشاعر نزار القباني

نزار قباني .. في جراحية " إلى تلميذة " ..



--------------------------------------------------------------------------------

نزار قباني

& تحليل قصيدة ( إلى التلميذة ) للشاعر المرأة نزار القباني .. *


ـ حياته ..


شاعر سوري ولد في دمشق ، تخرج في الجامعة السورية عام 1945م بإجازة في الحقوق ، عمل في سلك الدبلوماسي من 1945م إلى 1966 م ، فعرف عدة دول مثل تركيا وفرنسا وإنكلترا وإسبانيا وبعض الدول العربية ..

ترك الوظيفة حبا للأدب واتخذ من لبنان مقاما ، وأسس في بيروت دار " نزار قباني " للنشر ، مارس نشاطات صحفية وأدبية ..

لنزار قباني شخصية أدبية محببة لدى القراء ، نتبينها من نتاجه الأدبي ، ومن سماتها رقة العاطفة ، وخصوبة الخيال ، والقدرة على تمثيل الواقع بكلمات دافئة ..

من دواوينه : " قالت لي السمراء " 1944م ، " طفولة النهد " 1948 م ، " أنت لي " 1950 م ، " قصائد " 1956 م ، " حبيبتي " 1961م ، " الرسم بالكلمات " 1966م ، " قصائد متوحشة " 1970م ، وله في النقد : " الشعر قنديل أخضر " 1956م ..
[/font][/size]


قصيدته : ( إلى تلميذة ) ..

قصيدة غزلية من ديوان الشاعر " الرسم بالكلمات " الذي حصل بعض أجواء الأندلس ، وقد سميت هذه المجموعة الشعرية من باب تسمية الكل باسم الجزء ، حيث تحمل إحدى قصائد عنوان " الرسم بالكلمات " ، وفيها يبين الشاعر أن لا خلاص لنا إلا عن طريق الشعر فيقول في آخر أبياتها :




كــلُّ الــدّروبِ أمـامَنــا مَســدودةٌ وخـلاصُنا في الرســم ِ بالكلمـات ِ

قُل لي ، ولَو كَذبا ً، كلاما ناعما ً قــد كـــاد َ يقتلُنــي بِـــك َالتمثــــال ُ

ما زِلت ِ في فنّ المحبَّة ِ ... طفلة ً بَينـــي وبَينــــك ِ أَبحُـــر ٌ وجبــــال ُ

لم تستطيعـــي ، بَعـد ُ، أن تتفهمي أن َّالّـــرجـــال َ جميعهــــم أطفـال

إنـي لأَرفُض أن أكـون َ مُهَرِجــا ً قَــزمــا ً ... علــى كلمــاته ِيَحتــال ُ

فإذا وقفت ُ أمام حُسنك ِ صامتـا ً فـالصًّمت ُ في حَرَم ِ الجمال جمال ُ

كلمــاتُنا فــي الحُــب ِّ تَقتُل حُبَّنـا إنَّ الحــروف َ تمـوت ُ حيــن تُقال ُ

قِصص ُ الهوى قد أفسدَتك ِ، فكُلُّنا غَيبــــوبـــةٌ وخُـــرافــة ٌ وخَيــــال ُ

الحــب ٌّ ليـــس روايـــة ً شــرقية ً بختـــامهـــا يتــــزوج ُ الأبطـــال ُ

لكنَّـــــه الإبحـــار ُ دون َ سفينـــة ٍ وشعورنــا أن َّ الوصـول َ مُحال ُ

هو َ أن تَظَّل على الأصابع رِعشة ٌ وعلــى الشِّفــاه المُطبقات ِ سؤال ُ

هو جدول ُ الأحزان ِ في أعماقنا تنمـــو كــــروم ٌ حَــولــه وغلال ُ

هو هذه الأزمات ُ تسحَقُنـا معــا ً فنمـــوت ُ نحن ُ ، وتُزهر ُ الآمال ُ

هو أن تثور َ لأي ِّ شيء ٍ تافه ٍ هــو يــأ سُنــــا .. وشكُّنـا القَتَّــال ُ

هو هــذه الكَف ُّ التــــي تغتالنـا ونقبّـــِل ُ الكـــــف َّ التـــي تَغتــــال ُ

لا تجرحي التِّمثال َ في إحساسه فلكَـــم بكـــى فــــي صمته تِمثـــال ُ

قد يُطلِع ُ الحجر ُ الصغير ُ براعما ً وتسيــل ُمنـــــه جــــداول ٌ وظِــلال ُ

إنّــي أُحبُّك ِ .. من خلال كآبتي وَجها ً كــوجه ِ الله ِ ليـــس يُطـــــال ُ

حَسبي وحَسبُك ِ أن تظلي دائما ً سِــرا ً يُمـــزِّقني .. وليـــس يُقـــــال ُ



دراسة وتحليل ..

غزل وموقف :

القصيدة غزلية تمثل فن التحدث إلى المرأة وبراعة الكشف عن العواطف المشحونة بالمفاهيم والمواقف ، وهي من شعر نزار قباني يمثل انقلابا على مفهوم الغزل العربي ، حيث البوح بالحب في مجتمع مسيج بالأعراف والتقاليد ، مجتمع لم يكن يعترف بمثل هذا الحب الجريء والصريح ، وهذا التوجه إلى الغزل عند نزار جعله في رأي النقاد والدارسين ، شاعر المرأة والجمال في دنيا العرب .


الفكرة :


يمثل مطلع القصيدة موقفا لفتاة معجبة بالشاعر وقد أثارتها لا مبالاته نحوها فتسأله : " قل لي كلاما ناعما ولو كذبا " ، ويرد الشاعر بسيل من المعاني والمواقف تتخللها جملة من المشاعر والعواطف التي تداخلتها مفاهيم وآراء جاد بها فكره ..

فإذا بالفتاة الغضة ، العطشى إلى الحب ، تترجم واقعا لمجمل الفتيات في مثل سنها وفي مثل نظرتها إلى الحب .. هو الحب الذي تكتنفه البراءة وتظلله الأحلام بعيدا عن التقاليد وقساوتها أحيانا ، أما الشاعر ففي رده نصح وإرشاد يطمسان حقيقة اندفاعه نحو الفتاة ..

ويأخذ الشاعر في إيراد سلسة من التعريفات للحب تعمق مفهومه عند الفتاة وتوسع إدراكها له ، فصمته أمامها بوح واعتراف بحبها .. والتعبير عن الحب ليس إحياء له وإنا قتل وتحيد ..
قصص الهوى التي سمعتها هذه الفتاة ما هي إلا من نسج الخيال مسطح .. الحب عند الشاعر ليس طقسا شرقيا ينهي حكما نهاية معهودة ..

إنه .. أي الحب ارتياد للمجهول وملامسة للمستحيل .. هو انفعال دائم وبحث مضن عن جدوى الوجود .. هو هذا الحزن الدفين الذي يرعى نفوسنا ويحيا بها .. هو الثورة والانفعال والشك ..


ونزار قباني يكشف عن موقف من الجمال ، يتمثل في الصمت المعبر بوضوح عن حقيقة ما يفكر فيه تجاه قضية شغلت الناس والمجتمع منذ أقدم العصور : إنها قضية الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة ، ومفهوم كل منهما لهذه القضية ، حيث التباين في الرأي وفي المفهوم والموقف ..
ومن المعاني التي تستوقفنا قول الشاعر : " الصمت في حرم الجمال جمال " وقوله :

إني أحبِّك ِ من خِلال كآبتي وَجها كوجه ِالله ليس يُطال ُ

فيعبر بذلك عن سمو الحب ولا نهائياته ..

وتجربة الشاعر ، وإن كانت ذاتية الطابع ، شخصية الانتماء ، إلا أنها ترقى لتبلغ مستوى إنسانيا حيث تكتسب الفكرة طابعا شموليا ..



العاطفة ..

[/font]والعاطفة في القصيدة طاغية وجارفة ، نراها في براءة الفتاة الراغبة في سماع كلمات الحب تدغدغ مشاعرها وتثيرها ، وهي ما تزال طفلة لا تقوى على تحمل عاطفة الرجل المتفجرة .. إنها طفولة فكر غض غرير لا يقوى على الحب اللاهب الذي يمثله رجل جاوز في التجربة والمعاناة حدود النضج ..
وتتنوع العاطفة بين الصدق والاندفاع الجارف ، بين التعبير عن مكامن الذات ومظاهر الحديث الخادع ، بين الصمت والبوح ، بين حقيقة المشاعر وما يختزنه وجدان الإنسان المحب من حزن وثورة وشك وخرافة ..

نزار قباني في القصيدة يتدفق انفعالا ، يلفه اليأس والأمل ويتفجر بكاءً صامتا ، وكآبة ً حيث عاطفة الحب سر لا يجوز الكشف عنها أو تعريتها ، عاطفة تكمن في هذا اللغز المحير .. هكذا تتبدى العاطفة الصادقة مسيطرة ، عميقة ، متجذرة ، ذات طابع إنساني ؛ لأنها تلامس كل ذات بشرية ولا تقتصر على ذات صاحبها ..


الخيال ..

أما الخيال في النص فيعانق الإطار العاطفي المشحون بحيث تطالعنا صور محتشدة ولوحات متلاحقة يجود بها خيال الشاعر الخصب والمتسم ببعد التصور ، فإذا بنا أمام عالم خيالي مثالي ..
صحيح أن بعض الصور عادي محسوس كقول الشاعر : " إني لأرفض أن أكون مهرجا قزما " ..
ولكن يبقى في بعضها جمال وبهاء يدلان على جنوح المخيلة وتنامي المقدرة على التصوير .. فلنسمع الشاعر يصف الحب بأنه " الإبحار دون سفينة " هو الشعور بأن الوصول إلى الشاطئ مستحيل ، " هو جدول الأحزان " يتمثل في موت الإنسان وفي ثورته ، هو في تفجر الحجر " براعم وجداول وظلالا " ..


التعبير ..

والقصيدة بمعانيها وعواطفها وصورها ، نتاج متوازن للقوى الأدبية جاء في صياغة متميزة بالرقة والسلاسة ، وبالتعبير الحي والمتنوع ، فمن جملة إنشائية إلى أخرى خبرية حيث الانسياب والعذوبة ، ومن أسلوب التوكيد [ 4 ـ 17 ] إلى أسلوب تكرار [ 11 ـ 14 ] ومن كلام تكثر فيه المحسنات البديعية والصور البيانية من مثل التشبيه والاستعارة والكناية والطباق وغيره مما يضفي على الكلام الكثير من الرونق بعيدا عن التكلف ..

أما اللفظة فتبعث على الارتياح وتدل على حسن الانتقاء ، وهي مختارة للفن نفسه ، الجرس والإيقاع متوافران ويتركان أثرا في نفس السامع ، وبخاصة عند الإحساس بالوزن الفخم المختار والقافية اللينة الممدودة ..
لقد أجاد الشاعر تحقيق التآلف بين مختلف عناصر الأدب ومن فكرة وعاطفة وصورة ..
وبرع في الصياغة والملاءمة بشكل طبيعي وعفوي يشف عن ذوق رفيع وفهم وتعمق وإحاطة باللغة التي أتقنها ..

وخلاصة القول ..
أن القصيدة أثر فني جامع لعناصر الأدب ، وهي تأكيد على ماهية الأدب في كونه كلاما فنيا يعبر به إنسان موهوب عن أحاسيس ومشاعر وأخيلة وأفكار تخطر في باله ، فيعيشها ثم يرسلها في مناخ نفسي ملائم بقصد خلق حالة وجدانية مماثلة لتلك التي مر بها أثناء الانفعال ، وفي سعيه نحو إشراك الآخرين في تجربته الذاتية ..



* المصدر : تاريخ وعصور الأدب العربي ( نصوص مختارة مع التحليل ) د . أحمد الفاضل ..[/color][/size][/color]




من مواضيعي :
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
قصيدة جريت صوتي للشاعر خلف بن هذال روعة كماري موضوعات عامة 0 14/02/2013 04:06 AM
قصة خلافاتنا ((للشاعر نزار قباني)) عمرم شعر و أدب 14 01/10/2010 11:32 PM
قصيدة خاتم الأحرار للشاعر ابوقيس ابن الصحراء شعر و أدب 10 10/02/2007 11:31 AM
4 ف6 قصيدة رائعة للشاعر فهد معتوق (ساقي الشوق) زهرة البنفسج شعر و أدب 18 13/07/2006 01:53 PM


الساعة الآن: 03:28 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات