دموع السحائب

ماذا اقول لك .... عن بلدي .... عن جنة الله في الارض ..... عن البلاد السعيدة ....
عن ابجديات الخضرة ... والوان السحب والماء ...










ابتعد عنك ياجميلتي واعود لك مجنونا .... استلقى بين احضانك ... على ضفاف سواقيك .... اكحل شوقي من جمالك ... واتلحف بردائك الاخضر واكتحل من رذاذك الموسمي









ياخـريف الخـير .. خُـذنـا فـوق وديـان اللبُـان ........ عــانــقــت تلك الـروابي أبـجـديـات الغـمــام
والـيــنــابــيــع الـنـقـيـة جـاريـة بين الجـنـان ......... لفـنـا نـسـنـاس بارد والضـبـاب أحلى لثــام
والـقـلـوب المـسـتـهـامة ذوبـتـنـا من حنـان .......... عـنـدلـيب الصبح غرد وأنطلق سرب الحمام








في كل خريف اعود لك ... حاملا شوقي ولهفتي .... اتنقل بين اخضرارك فاتحا كل نوافذي لعطرك ... وزخات رذاذك تنهمر دون توقف ... لا اريدها ان تتوقف ... دعها تغسلني ... تنسيني شوق غربتي ...
واتوه فيك .... اذهب الى كل جزء فيك ..... وحينما اصل حيث لايصل الاخرون ... اترجل من سيارتي ... اتسلق كل هضابك وانزل وديانك ... اصغي الى حبات مطرك ورياح الضباب ...









تقودني قدماي الى عمق غاباتك المترامية بين الاودية ... حيث الضلام حولي متلحفا بعباءة الضباب .... لا صوت غير المطر وخشخشة الاشجار وزقزقة طيورك والعصافير التي بللها المطر... مسكينة تلك العصافير ... البرد اجبرها في الاختفاء لحين توقف الرذاذ ولكن لافائدة .. فالمطر والضباب لن يتوقف ...
والعـصـافـير الجـمـيـلـة رفـرفـت حـول المكان ...... أمـطـريـنـا من رذاذك يا سـمـاوات الـغــــــرام










اصل الى تلك البحيرات الرائعة المختفية بين وديانك .... مناظر لاتمل العين من رؤيتها .... الهدوء والسكون .... الخضرة والماء ....











السكون مطبق والصمت يلف المكان ..... يخترقها صوت العشب الممتد للانهائي وهو تداعبه الرياح ممتد في بساطه الجميل من القمم الى سفوح الاودية وضفاف البحيرات ....







وحينما تكمل مسيرك في الوادي تنصت الى صوت جميل .... انك تقترب من شي ماء ... تسمع خرير المياه والشلالات .... انها في كل وادي .... تنحدر من اعلى الجبال نتيجة استمرار المطر الذي يرفض ان يتوقف خلال الخريف