حكاية العصفور !
يُحكى أن عصفوراً رقيقاً جلس في أحد الحقول مستلقياً على ظهره، رآه الفلاح الذي يحرث في الحقل وأبدى دهشته واستغرابه، فسأل العصفور: لماذا تستلقي على ظهرك هكذا؟ فأجابه العصفور الرقيق: سمعت أن السماء ستسقط اليوم. فضحك الفلاح كثيراً وقال له: وهل أنت تظن أن رجليك الرقيقتين النحيفتين ستمنعان السماء من السقوط على الأرض؟ فأجابه العصفور الرقيق: كل واحد يبذل ما في وسعه.
إنها قصة من وحي الخيال، ولكنها ترتبط دائماً بأرض الواقع. معاني كثيرة نراها في هذه القصة: الأمل، الجرأة، عدم التسليم بالأمر الواقع، الثقة بالنفس، ولكن هناك معنى يرتبط تماماً بأحوال المسلمين في هذه الأيام.
إنه معنى العمل والعطاء وتحمل المسؤولية بدلاً من إنكارها. الآن أصبحنا نضيع الوقت في تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية الواقع الذي نعيشه. للأسف الشديد ارتفع صوت الإحباط، وفقد التفاؤل طريقه إلى قلوبنا، تملكتنا قناعة بأن الحاضر مظلم والغد حالك السواد، استغرقنا في الكلام والأحاديث التي تفند الأفعال والتصرفات على المستوى الجماعي، ونسينا ما ينبغي أن نفعله على المستوى الفردي، حكاية العصفور تقول لنا: إن الحل دائماً هو أن كل إنسان يبذل كل ما في وسعه في مجال عمله، ولا يشغل نفسه كثيراً بما يفعله الآخر، كل إنسان يجتهد في مجاله ويقدم فيه أفضل ما عنده، لنتخيل أن المدرس في مدرسته يبذل ما في وسعه، والمهندس في مصنعه يبذل ما في وسعه، والموظف في مؤسسته يبذل ما في وسعه ...
لو تخيلنا أن كل إنسان في مجتمعنا يبذل ما في وسعه ,,,
كيف ستكون الصورة عندئذ؟
بالتأكيد الصورة ستختلف، سنصير مجتمعاً يؤمن بقيمة الفعل والعطاء، مجتمعاً يخرج من دائرة التأثر ليدخل منطقة التأثير