أوصى قس بن ساعده ولده فذكر الله ثم قال : (أما بعد) – وهو أول من قالها – فإن المعا تكفيه البقلة وترويه المرقة ، ومن عيّرك شيئاً ففيه مثله ، ومن ظلمك يجد من يظلمه ، وإن عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك ، وإذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك ، ولا تجمع ما لا تأكل ، ولا تأكل ما لا تحتاج إليه ، وإذا أخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك ، وكن عف العيلة ، مشترك الغنى ، تسد قومك ، ولا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا تدع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك ، وإذا خاصمت فاعدل ، وإذا قلت فأقصر ، ولا تستودعن سرك أحداً فإنك إن فعلت ذلك لم تزل وجلاً ، وكان المستودع بالخيار إن جنى عليك كنت أول ذلك وإن وفى لك كان الممدوح دونك.