الغربة أنواع : ( غربة البلاد ، غربة الأهل ، غربة النفس والوجدان ، غربة الروح والأعماق ) .........
أما غربة البلاد محزم ومتاع ، ودموع وداع ، وأمل عودة ورجاء لقاء ، مشاعر غيبية يخالجها الخوف والأمل ..
وغربة الأهل ريح زكي طاهر وجمع حبيب عاطر ، وإخاء ووفاء نادر ، ودعاء خالص وصادق ينسكبان في صندوق القلوب الصافية ، تتراءى أطيافها من خلف جبال الزمن وبعد مسيرات الحياة ..
أما غربة النفس فبعدها عن ملامسة كأس الإيمان ولذة الوجدان وحيرة النفس في الكيان ..
وأما الروح فلها عالمها الفريد في شفافية اللقاء ونقاوة المرتقا وصفاوة الصفاء . فالروح تشفى بحديث الروح ، وتجنس بخفقات الوجدان الطاهرة ، تناجي في شجن ، تحلق عاليا في عالم الإخاء ، وتأنس بظلال المحبة تعشق أجوائها الرحبة ، تظمأ الروح فمن يرويها إلا معين الخير ، ويعلوها الغبار فمن يحميها ويرعاها إلا الدعاء في الحل والسفر .. وقد تتعثر عبر المسير وتحتاج ليد حانية وقلب عامر وضلوع دافئة وصفاء ساحر يعنها على الإرتقاء ثانية ، فتسمو بعيدا عن تفاهات البشر ، تحلق كالنسر في عنان السماء وفوق البحر .. تالله ياروح كم تأنسي علاقات أرواح البشر وإن غابوا ،،،،،
حقا ما أفظع غربة الروح وإن تجمعت الغربات ..
* منقول من مجموعة خواطر لأحدى الأخوات ..