هذه السورة العظيمة اشتملت على الثناء على الله وتمجيده - جل وعلا - وبيان أنه - سبحانه - هو المستحق لأن يعبد وأن يستعان به ، واشتملت على تعليم العباد ، وتوجيه العباد إلى أن يسألوه - سبحانه وتعالى - الهداية إلى الصراط المستقيم .
فمن نعم الله العظيمة على عباده هذه السورة العظيمة ، وأن شرع لهم قراءتها في كل ركعة في الفرض والنفل ، بل جعلها ركن الصلاة في كل ركعة ؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام- : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))[1] ، وقال - عليه الصلاة والسلام- لأصحابه : ((لعلكم تقرأون خلف إمامكم)) ؟ قالوا : نعم . قال : ((لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها))[
========
وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((يقول الله - عز وجل - : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله - سبحانه - : حمدني عبدي ، وإذا قال العبد : الرحمن الرحيم ، قال الله - جل وعلا - : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قال العبد : مالك يوم الدين ، قال الله - سبحانه -: مجَّدني عبدي ؛ - لأن التمجيد هو : تكرار الثناء والتوسع في الثناء – فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين ، يقول الله - عز وجل - : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل))[
======