هل دار بخلدك يوماً أن الأوكسجين الذي يطلق في جسدك الطاقات الكامنة ويجعل الصحة تشع في جسدك هو نفسه الذي يساعدك على إطلاق مواهبك ويبلور أفكارك. قد لا تخفى عليك حقيقة أنك لا تستطيع البقاء على قيد الحياة من دون أوكسجين لأكثر من دقائق أربع، ولكن ما لا تعلمه حتماً أن نادراً ما تستخدم من جهازك التنفسي ما يربو على 30% من طاقاته. فعندما نحرم أنفسنا من 70% من طاقة جهازنا التنفسي تصعب علينا الحلول للمشاكل اليومية التي نتعرض لها، بحيث تبدو الظروف وكأنها متحكمة بنا، وأن حقوقنا مهضومة و... الخ. والواقع أن حل هذه المشاكل متوفر كما يظهر لك هذا الكتاب، وذلك من خلال جلسات التدريب على التنفس وهو تدريب يأخذ في الاعتبار مراحل يتبعها بدقة خلال الجلسات المتتالية. تبدأ التدريبات في جعل المريض يسترجع تدريجياً النسبة المعطلة من الطاقة التنفسية.
إن تفاصيل التجارب المؤلمة التي جعلت ردات الفعل التنفسية تأخذ هذا المنحى قد لا تكون عالقة بالوعي، ولكن آثارها باقية حتماً، ويحمل بصماتها كل من الجسد والمشاعر والعقل؛ فهي تحجز عن المريض مشاعر الحب، وعن عقله الأفكار الإيجابية وعن جسده الصحة والعافية. إن زحزحة هذه الحواجز النفسية وصولاً إلى إسقاطها، هي هدف هذه المرحلة من التدريبات.
هذا وإن ما تحصده في جلسة تنفسية واحدة يفوق الوصف، حيث اختصر هذا العلم وهذه التقنية الإنسانية ببساطتها عدة أمور أهمها عدم الحاجة إلى الحديث عن مشاكلك للمعالج، وإنما تتراءى لك وأثناء الجلسة التنفسية الصور المخزنة في ذاكرتك وفي عقل الباطني والتي لا تعي حقيقتها وثقلها على جسدك المتعب. هذه الصور تظهر أمامك كشريط سينمائي، تتنفس وأنت تعي مشاكلك من خلال تنفسك، حينها تغادرك الصور المتعلقة مع الزفير بعد أن طفت على السطح وتترك أماكنها خالية لأفكار بناءة إيجابية.
إن اتباع تقنية التنفس لا تنتهي فوائده عند تلك الجلسة فقط، بل يزودك بسلاح دائم تواجه به أي مشكلة حياتية وما رافقها من توتر وقلق. فلا تتركها تتراكم، تنفسها إلى الخارج، وتمارين الكتاب تتيح لك ذلك، وهي تجعل عقلك مستعداً لاستقبال حلول جديدة كان القلق قد حجبها عنك.
التنفس أسلوب لحياة الجديد
تأليف: جوديت كرافيتز