عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > معرفة وتطوير > كنز المعرفة والبحوث
مواضيع اليوم
كنز المعرفة والبحوث معلومات علمية، كتب، جيولوجيا، قضايا بيئية وبحوث تطويرية

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01/08/2007, 01:10 AM
صورة لـ زهرة الخزامى
زهرة الخزامى
ودود
 
السيد قطب

السيد قطب




وُلد سيّد قطب إبراهيم في قرية موشَة -التابعة لمحافظة أسيوط في مصر في 9/10/1906 وتخرج في كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1933- قسم الآداب، وشغل عدة وظائف في وزارة المعارف، ثم أوفدته الوزارة إلى أمريكا عام 1948لدراسة المناهج، وعاد منها عام 1950.
عمل سيّد في الصحافة منذ شبابه، ونشر مئات المقالات في كبريات الصحف والمجلات المصرية، وأصدر مجلتي: (العالم العربي) و (الفكر الجديد) ثم جريدة (الإخوان المسلمون) عام 1953 وهي السنة التي انتسب فيها إلى جماعة الإخوان المسلمين.. وحارب في مقالاته مظاهر الفساد والانحراف في حياة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهاجم المسؤولين عن ذلك الفساد، ودعا إلى الإصلاح على أساس الإسلام، فكان - بهذا وغيره- رجلاً اجتماعياً ذا حضور دائم في حياة مصر الثقافية والاجتماعية والسياسية والإصلاحية.
وكان سيّد يعدّ الإنجليز وعملاءهم وأعوانهم من رجال القصر والحكومات المتعاقبة، ورجال الأحزاب والإقطاع وكبار التجار - السبب في تخلف مصر.
واختلف سيّد مع رجال ثورة 1952 فاعتقلوه أكثر من مرة، وعذّبوه، ثم حكموا عليه بالإعدام، ونفذوا الحكم في السجن الحربي فجر يوم الاثنين (29/8/1966 - 13 من جمادى الأولى 1386).
وصل سيد في الأدب والنقد إلى القمة والقيادة، وبشّر بنظرية نقدية جديدة في النقد الأدبي، أطلق عليها (نظرية الصور والظلال في النقد الأدبي) كما دعا إلى المنهج اللغوي والمنهج النفسي.
وفي النصف الثاني من الأربعينات اتجه سيّد إلى الإسلام، وغدا مصلحاً إسلامياً منذ عام 1947 ثم صار أحد أبرز روّاد الفكر الإسلامي المعاصر، بعد أن دعا إلى بعث إسلامي طليعي، وإلى استئناف الحياة الإسلامية على أساس الإسلام الذي هو منهاج حياة كامل شامل، يستوعب شؤون الحياة كافة، ويلبّي حاجات الإنسانية جميعها، ولهذا فسّر القرآن الكريم تفسيراً جديداً في كتابه الضخم: (في ظلال القرآن) وكان فيه صاحب مدرسة جديدة في التفسير هي (مدرسة التفسير الحركي) لما أضافه من معان وأفكار حركية وتربوية على تفسيره.


وقد دعا سيّد إلى العزلة الشعورية المتعلقة بإحساس المسلم ومشاعره لا العزلة الحسّيةّ المادّيّة المتعلقة بالأعضاء والجوارح، في حدود ما أحل الله من حلال، وما حرّم من حرام. وهذه العزلة الشعورية تنشأ تلقائياً في حسِّ المسلم الملتزم تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام.
وسيّد لم يصدر أحكاماً شرعية على الناس، ولم يقل بتكفير المسلمين، شعاره في ذلك: (نحن دعاة لسنا قضاة) فقال:
"إنّ مهمّتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكنّ مهمّتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي، وهو التحاكم إلى شريعة الله".
وعقيدة سيّد هي عقيدة السلف الصالح، وفكره فكرٌ سلفي خالٍ من الشوائب، تركّز حول موضوع معيّن، هو بيان المعنى الحقيقي للا إله إلا الله، وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان، كما وردت في الكتاب والسنة، كما تركّز حول مسألة الحاكمية والولاء ليكون خالصاً لوجه الله تعالى.
وواجه سيّد الجاهلية المعاصرة فيما كتب، وأظهر حقيقتها، وبيَّنَ أنها ليست حالة فردية، بل يتحرك أفرادها ككائن عضوي، بعضهم أولياء بعض، وطالب المجتمع المسلم أن يواجه هذه الجاهلية، بذات الخصائص، ولكن بدرجة أقوى وأعمق، حتى لا تقع الفتنة، بظهور الفساد في البرّ والبحر.
وعرّف سيد المجتمع الجاهلي بأنه "كل مجتمع لا يخلص عبودّيته لله وحده، متمثلة هذه الصورة في التصوّر الاعتقادي، وفي الشعائر التقلدية، وفي الشعائر القانونية".
وبهذا التعريف، تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات التي تكون الحاكمية فيها (حاكمية العباد للعباد) وترفض حاكمية الله المطلقة للعباد.
الدعوة و الداعية
بعد تخرجه في كلية دار العلوم سنة 1933م ، مارس هوايته المفضلة " كتابة الأدب والشعر " .
وفي سنة 1948م و حتى أواخر عام 1950م ، بُعث ألى أمريكا من قِبَل وزارة التعليم لدراسة النظم التربوية هناك ، ويعود الشهيد إلى مصر في عجب ودهشة .. إنه لم يجد شيئا جديدا ؛ بل إنه لا يجد بُدّاً من اللجوء إلى المنهج الإسلامي كأساس للتربية في مصر !! ، وبعد أن أعلن رأيه بصراحة واجهته كثير من الدعاوي تتهمه بالجمود والتأخر .
استطاع سيد قطب أن يُحرر مجلة " الفكر الجديد " . كان ذلك بعد انضمامه لـجماعة الإخوان المسلمين ، وبدأ الفكر الجديد يتحرك تجاه الوصول بالإسلام إلى الحكم الرشيد في الوطن الإسلامي ، وبذل الشهيد جهدا مشكورا في الدعوة ، واستطاع جذب أفكار الشباب إليه ، بل أصبح مثار إعجاب المفكرين في عصره .. إنه الداعية الذي مزج الحركة بالدعوة في تفان عجيب وإخلاص مجيد .
وفي عام 1952م انتخب الشهيد عضوا في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان ، وعين رئيسا لقسم نشر الدعوة في المركز العام لـجماعة الإخوان المسلمين ، ثم رئيسا لتحرير مجلة " الإخوان المسلمين " وذلك في شهر يوليو عام 1954م . وبعد شهر واحد أغلقت الجريدة , وذلك لمعارضتها المعاهدة الانجليزية المصرية التي عقدها عبد الناصر وضباط الثورة مع الانجليز.
الابتلاء
دخل سيد قطب السجن بعد اغلاق الجريدة التي عارضت المعاهدة المصرية الانجليزية . وذلك حتى دخوله السجن كان الفكر لديه هو العمل على اقامة حكم اسلامي يفي بمتطلبات العصر ويحقق أمل الأمة المنشود في تطبيق الشريعة الاسلامية , ولكن بعد المذبحة المشهورة "بليمان طرة" تغير فكر الشهيد , انه من المؤكد أن هذه المذبحة حسمت اللأمر داخل سيد قطب كانت بداية آخر تحولاته الفكرية الاسلامية , أصبح مقتنعا بأن النظام الذي يحكم لا يمت للاسلام بصلة , ولأنه نظام غير اسلامي فلا بد أنه نظام جاهل , ولأنه نظام جاهل لابد من مقاومته ومحاربته وفرض الاسلام الصحيح عليه , هكذا استقر الأمر في كيانه , وهكذا انقلبت آخر اجتهاداته الاسلامية , وقد كان السجن بالنسبة لسيد قطب أمرا ليس بالصعب لأنه قضى وقتا طويلا في مستشفى السجن , ولكن الحق الذي لا يختلف عليه اثنان أن السجن هو السجن ولو كان في قفص من ذهب.
لقد أتيح للشهيد سيد قطب في السجن فرصة الاطلاع والبحث والتأليف حتى انه كتب داخل السجن أخطر مؤلفاته : "معالم في الطريق " كان الداعية يتصل بالإخوان وهو داخل السجن عن طريق الزوار حتى إنه استطاع تهريب فصول كتابه عن طريق أخته حميدة , كما كتب العديد من الرسائل والوصايا داخل السجن وتم طبعها خارج السجن , وفي 13 يوليو عام 1955م حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة , وكان فترة سجنه نحوا من عشر سنوات دامت حتى عام 1964م بعدها تدخل الرئيس العراقي عبد السلام عارف للإفراج عنه , ومضت هذه السنوات غنية بالإنتاج الفكري ( للدعوة الإسلامية ) وكان من نتاجها أيضا مواصلة تفسيره " ظلال القرآن " .
وفي عام 1965م أعيد للسجن من جديد بتهمة تدبير مؤامرة لقلب نظام الحكم وكان الشهيد آنذاك قد بلغ سن الستين وكان مصابا بالذبحة الصدرية , بالاضافة الى مرض الكلى , وأمراض المعدة , ولكن لم تشفع له سنه , ولم يشفع له مرضه عند الظالمين وكلاب السلطة .
استشهاد بعد جهاد
أجمعت المصادر على أن الأستاذ سيد قطب ذاق ألوان من العذاب مع بقية الرفاق المجاهدين داخل السجن ..
قُدم الشهيد " سيد قطب " إلى المحكمة ، ولم تتوافر أدلة إتهام ولم تعط فرصة للدفاع . وقف الشهيد أمام هذه المحكمة التي كان يرأسها " محمد فؤاد الدجوي " ، طلب القاضي من الشهيد أن يذكر له الحقيقة - في قضية الإخوان - فقال " سيد قطب " وقد كشف عن صدره وظهره الممزق بالسياط وأنياب الكلاب وعصى الحراس : أتريد الحقيقة ... هذه هي الحقيقة ‍‍‍‍‍!!
وفي النهاية حُكم عليهه بالإعدام ... إعدام من ؟ أعدام رجل نادى بالحق وتبعه أهل الحق !! إعدام رجل فسر القرآن ... !
ولما سمع الحكم علي
ه بالإعدام ، قال : الحمد لله ، لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة .. وعندما طُلب منه الإعتذار مقابل إطلاق سراحه ؛ قال : لن أعتذر عن العمل مع الله !
طُلب منه كتابة كلمات يسترحم عبد الناصر قال : (( إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ؛ ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية ... وقال ردا على الطلب : لماذا أسترحم ؟ إن سُجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق ، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل .. !!! )




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
الشيخ محمد بن عبدالمقصود يمدح الشيخ أسامة بن لادن أبو أسامة اليماني منبر السياسة 2 01/09/2009 11:14 PM


الساعة الآن: 09:21 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات