يعجبني لعبك ولا يعجبني لونك

يعجبني لعبك ولايعجبني لونك
منذ أن رفض الزعيم النازي هتلر مد يده للأمريكي جيسي
أونس الفائز بأربع ذهبيات في أوليمبياد برلين 1936 بسبب لون بشرته فهم الناس أن العنصريه موجوده وليست مجرد كلام تجريدي وتأكد للناس أيضا أن المعيار الذي يلجأ إليه بعض الخلق هو اللون وكأن الأبيض هو معيار الجمال والحضاره والتفوق بينما الأسود نقيض ذلك ... رغم أن العالم كله يحب محمد علي وكارل لويس ودينزل واشنطن أحد أعظم ممثلي السينما في هوليوود ... ولو كان البياض هو معيار التفوق
ماكانت آخر جميلات نساء العالم من بيجيريا وقبلها واحده من الهند وبالتالي من يسعى إلى محاولة إلغاء اللون الأسود من خارطة الجمال والمحبه فإنه يحمل في داخله بذرة العنصريه ولا شيء غير العنصريه المطعمه بالحقد العرقي والإثني .. فإذا كان العالم يحتج على كاريكاتير دنماركو يشوه صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإن ملاعب أوروبا بشهر هذه الأيام ألسنتها بالسوء وتنعت اللاعبين السود المحترفين في أندية كبيره بنعوت تجاوزت العنصريه الفجة
إلى الوقاحه وربما هذا مادفع الأتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى دعوة الحكام لإستخدام ورقة توقيف المباريات إذا مالاحظوا سلوكا عنصريا في الملعب وذهب مسؤلو الأتحاد الأوربي إلى طرح إمكانية طرد


الفرق التي تصدر منها تصرفات عنصريه من المنافسات
الأوربية فضلا عن تغريمها كل مرة ولعل المشهد الذي تابعه الملايين من الأوروبيين للاعن كوت ديفوارا مارك زورو لاعب ميسينا الإيطالي وهو ينفجر باكيا بعد أن راح جمهور
أنتر ميلان يردد هتافات عنصريه ضده لأنه أسود ويطعنه
في كرامته كإنسان أحب الكرة
واختار إيطاليا دون غيرها معتقدا أن حالة الكراهية للسود
تكون أقل ألم يكن كاليجولا إمبراطور الرومان أسمر البشره كاما تقول كتب التاريخ؟
هذا الموقف الإنساني الذي جعل دموع زورو تحرك مشاعر الجميع دفعت الإيطاليين إلى إعلان حالة طوارئ في ملاعبها داعية إلى مواجهة هذه النزعة التي تحركها بقايا الفاشية والثقافة
التي يزرعها حزب رابطة الشمال المتطرف الذي ينظر إلى كل من هو غير إيطالي نظرة أحتقار وليس أدك على ذلك ماقام به الوزير المقال كاربونلي من إرتداء قميص يحمل الرسوم المسيئه للنبي نكاية في المسلمين.
وغير بعيد عن إيطاليا وجد الرئيس الكرواتي دافو ساندار
نفسه مضطرا إلى أن يتدخل في موضوع عنصرية الملاعب بعد أن سمع الناس جمهور هاديوك سبليت وهو يهتف بأسوأ ما في لغة الكراهية للأجانب والملونين في مباراة فريقهم ضد دينامو زغرب فقد دفع الفاتورة لاعبان من البرازيل وآخر من الكاميرون دون ذنب إلا لأن ألوان بشرتهم
مختلفة عن بيض كرواتيا فالرئيس الكرواتي قال إن العالم يعيش قرن التسامح لكنه لا يعلم أن العالم كلما تقدم مسافة نحو التسامح والحوار بين الحضارات إلا وتراجع مسافات أطول بفعل الجلد المنفوخ وانتشار ثقافة التعصب والتطرف والرغبه في الفوز ولو بارتداء قميص العنصرية وهناك حالة أخرى تحدثت عنها وسائل الإعلام عن لاعب صربي وماأدراك مالصرب الذين يعتقدون أنهم من اللون الأبيض الخالص والنقي الطاهر حيث ذكرت بعض الصحف أن الصربي نيناد يستروفيتش لاعب فريق أندرلخت البلجيكي مهدد بعقوبة
كبيرة بسبب تلفظه بكلام عنصري تجاه لاعب ليفربول محمد سيسوكو ورغم أن يستروفيتش أنكر هذا ودفع ببراءته وكرر مرارا أنه ضد العنصريه ويعتبر نفسه مناضلا كبيرا في هذا المجال وأن سيسوكو هو الذي بدأ مناوشة الألفاظ المستفزه ولكن الأتحاد
الأوروبي يرى غير ذلك لأن الحكم هو من أكد الواقعة ولا غرابة أن يصدر هذا من لاعب لايزال عدد من قادة الحرب العراقية فيه يختبئون في كهوف ومغارات صربيا فرارا من المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقهم باستمرار إن حالة التصرف بعنصرية تجاه اللاعبين الأجانب خاصة في ملاعب أوروبا تكشف عن مرض تعيشه هذه المجتمعات التي تدعي فيها بعض الفئات
والأحزاب أنها فوق الجميع وكان المثال الأكبر في ذلك ماقام به زعيم اليمين الفرنسي جان ماري لوبان الذي نعت لاعبي منتخب فرنسا
الفائز بكأس العالم 1998 بأنهم ليسوا فرنسيي الدم ولا يحفظون نص نشيد فرنسا الرسمي رغم أنه يدرك تماما أن فرنسا عليها أن تنتظر عام 2098 للفوز بكأس العالم بلاعبين من دم فرنسي خالص
عندما تنقرض البرازيل ويعتزل الألمان ويشيخ الطليان ويواصل الأسبان مطاردة الثيران وفي إسبانيا تظهر بين الفينة والأخرى ردود
فعل عنصرية تجاه اللاعبين الذين يصنعون الفرجة والفرحة
في ملاعبها وقد عانى كثير من نجوم البارسا والريال من هذا السلوك ولكن المفارقة دائما هي أن اللاعب الذي يصفق له الجمهور لموهبته يجد من الجمهور نفسه سبا وشتما وبالتالي يكون لسان الحال ( كم يعجبني لعبك وكم أمقت لونك ) ولله في خلقه شؤون