عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > منبر السياسة
مواضيع اليوم
منبر السياسة منـبر للنقـاش والحوار الهـادف، أخبار الرأي والرأي الأخر، تحليلات، وعمق في الطرح والتحليل

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03/04/2008, 02:42 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
تنظيم القاعدة‏..‏ النشأة والإطار الفكري

تنظيم القاعدة‏..‏ النشأة والإطار الفكري
من لندن الى شرم الشيخ ..الارهاب وصراعات الشعوب


بقلم : د‏.‏ أحمد إبراهيم محمود
علي الرغم من الضربات المتلاحقة التي تعرض لها تنظيم القاعدة منذ هجمات‏11‏ سبتمبر‏2001‏ في الولايات المتحدة بدءا بحرب أفغانستان التي ضربت قواعده التنظيمية والقيادية مرورا بتعقب كوادره في كافة أنحاء العالم وصولا إلي تجفيف منابعه المالية رغم ذلك كله فإن تنظيم القاعدة ما زال يبدو متماسكا وقادرا علي مواصلة عملياته الإرهابية في الكثير من أرجاء العالم فهل يقف هذا التنظيم بالفعل وراء هذه العمليات أم أنه تفتت إلي العديد من الخلايا العنقودية التي تعمل وفقا للمتغيرات المحيطة بكل منها أم أن العمليات الإرهابية التي جرت حول العالم منذ أواخر‏2001‏ هي في الواقع من تنفيذ جماعات تستلهم نموذج القاعدة بدون وجود روابط تنظيمية بينها وبينه‏.‏
الواقع أن الاحتمال الأخير يبدو الأرجح‏.‏ فتنظيم القاعدة هو بحد ذاته ومنذ نشأته الأولي عبارة عن تنظيم فضفاض يضم في داخله العديد من الجماعات التي قد لا ترتبط بإطار قيادي ـ تنظيمي محكم بقدر ما أنها عبارة عن شبكة تجمع عددا من الجماعات المتفاوتة في الحجم التي تشترك في إطار فكري واحد ولكنها تتمتع بمرونة حركية تتيح لكل منها القيام بعمليات إرهابية مستقلة ولكن مع الاحتفاظ بقدر من التنسيق وتبادل المعلومات مع الاستعانة بالقدرات التمويلية التي كانت متاحة لقيادة التنظيم‏.‏
تعود البدايات الجنينية لتنظيم القاعدة إلي ظروف الحرب ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان والتي ركزت الولايات المتحدة خلالها علي استنزاف الاتحاد السوفيتي السابق وإلحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر بالقوات السوفيتية واهتمت بحشد اكبر عدد ممكن من المقاتلين الأفغان وغير الأفغان ممن تطوعوا للمشاركة في الكفاح ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان‏.‏ واستعانت المخابرات الأمريكية وقتذاك بأسامة بن لادن من اجل تنظيم المتطوعين القادمين البلاد العربية والإسلامية حيث وصلت أعداد من عملوا تحت قيادة بن لادن منذ بداية الثمانينات حتي عام‏1995‏ إلي حوالي‏30‏ ألفا من جنسيات عربية وإسلامية متعددة‏.‏
حتي ذلك الحين لم تكن لدي أسامة بن لادن توجهات جهادية واضحة وكانت اهتماماته مفصورة علي المشاركة في الكفاح ضد السوفييت وفي العمل الدعوي ولكن التحول في توجهاته جاء عقب عودته إلي السعودية بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان حيث تعرض لقدر من التضييق ثم بدأت مرحلة التحول مع وقوع الغزو العراقي للكويت في أغسطس‏1990‏ حيث تبني وقتذاك توجها مخالفا للتعامل العربي والدولي مع هذا الغزو ثم بادر بالعودة لأفغانستان ولكنه اضطر لمغادرتها للخرطوم حينما ضغطت الإدارة الأمريكية علي كابول
من أجل إغلاق معسكرات تدريب الإسلاميين الأجانب‏.‏ وأدار بن لادن العديد من العمليات من الخرطوم سواء تلك التي جرت في الصومال واليمن والرياض وأديس أبابا ولكنه لم يكن ينسبها مباشرة لنفسه وإنما يعتبرها من دائرته العامة وهو ما تسبب في تعريض حكومة الخرطوم لضغوط أمريكية وعربية كبيرة مما اضطرها لإخراج بن لادن حيث عاد وكبار معاونوه إلي أفغانستان وذلك بعد أن نجحوا في نسج علاقات سياسية ومالية قوية مع قادة طالبان‏.‏
أما تسمية القاعدة بحد ذاتها فإنها تعود إلي المراحل الأخيرة من الحرب ضد الاحتلال السوفيتي حيث أسس بن لادن في عام‏1988‏ ما عرف بـ‏'‏ سجل القاعدة‏'‏ وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوما وذهابا والتحاقا بالجبهات ثم استمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن وهو ما أدي إلي شيوع انطباع بأن هذا الاسم هو لتنظيم إرهابي يتزعمه أسامة بن لادن‏.‏
ولكن أسامة بن لادن ومعاونوه لم يستخدموا هذه التسمية في بادئ الأمر وإنما كان بن لادن وعدد من الجماعات الأخري قد قاموا في فبراير‏1998‏ في أفغانستان بإعلان تشكيل ما يعرف بـ‏'‏ الجبهة الإسلامية لجهاد اليهود والصليبيين‏'‏ وتضم جماعات من مصر والسعودية وباكستان وبنجلاديش‏.‏ وارتبط تشكيل هذه الجبهة في بادئ الأمر بما أطلق عليه‏'‏ نصرة الشعب العراقي أثناء الأزمة العراقية ـ الأمريكية‏'‏ التي كانت تجري في تلك الفترة ثم استمرت الجبهة بعد ذلك بوصفها تنظيما متكاملا لمناهضة السياسة الأمريكية‏.‏ وقد نظم أسامة بن لادن مؤتمرا صحفيا داخل أفغانستان في شهر مايو‏1998‏ أعلن فيه بدء‏'‏ الحرب المقدسة ضد أمريكا‏'.‏


وقد طغت علي توجهات أسامة بن لادن بقوة منذ بداية التسعينيات خصائص الاتجاه الجهادي السلفي متأثرا في ذلك بشدة بتوجهات تنظيمي الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر وبالعلاقات الشخصية مع أيمن الظواهري وبالعناصر الجهادية المصرية التي التفت حوله منذ بدايات الحرب في أفغانستان‏.‏ وتعتبر كتابات ابن تيمية وابن حنبل ومحمد بن عبد الوهاب وابن كثير بمثابة الإطار المرجعي لفكر القاعدة كما تأثروا بالكتابات الأحدث لكل من سيد قطب وأبو الأعلي المودودي لاسيما مفاهيم الجاهلية والحاكمية والعصبة المؤمنة‏.‏
ومنذ الضربات المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم في حرب أفغانستان في أكتوبر‏2001‏ ازدادت الطبيعة اللامركزية لهذا التنظيم‏.‏ فقد كانت هذه اللامركزية عنصرا مميزا للتنظيم منذ أن كان في أوج قوته ولكنها ازدادت بقوة عقب تعرضه للمزيد من الضربات العسكرية والاستخبارية والمالية بحيث أصبحت العمليات التي تجري في مناطق متفرقة من العالم من جانب تنظيمات تنسب نفسها للقاعدة هي في واقع الأمر عمليات من جانب جماعات محلية صغيرة تستلهم أفكار وتكتيكات القاعدة وتقوم بتطبيقها في بيئتها المحلية دون أن تكون هناك بالضرورة علاقات وروابط تنظيمية بقدر ما تكون العلاقة في الأساس علاقة فكرية وفقهية ربما باستثناء حالة العراق والتي يبدو أنها تحولت إلي ساحة المواجهة الأكبر بين التنظيم والولايات المتحدة‏.‏

عائشة سلطان
كلما انفجرت عبوة ناسفة، أو أطنان من المتفجرات ظهر اسم القاعدة كمشتبه أول وكمسؤول أول، وكمعلن أول يتباهى بقيامه بعملية التفجير، وكلما دار الحديث بين أناس، بسطاء أو مثقفين أو سياسيين، في محاولة لتفسير ما يحدث، لماذا يحدث ومن يقف وراءه؟ ومن يستفيد منه، وجدت شخصاً من هؤلاء المتحدثين يأخذه الانفعال فيسأل بتلقائية: كيف يفعلون ذلك ويدّعون الإسلام؟ كيف ترتاح ضمائرهم بعد كل هذا القتل وكل هذه الدماء؟.
ألا تهتز قلوبهم لمرأى الأبرياء الذين ذهبوا ضحية أفعالهم الشنيعة... ويستمر هدير هذا النوع من الأسئلة ولكن... بلا إجابة.لا غرابة في طرح هذه الأسئلة، الغرابة أنها أسئلة من جانب واحد، بمعنى أن هذه الأسئلة العاطفية الانفعالية تدور في ذهني وذهنك وأذهان الناس الذين يتابعون مذابح الإرهابيين عبر الشاشات والصحف، لكنها أبداً لا تدور في أذهان الإرهابيين والقتلة أنفسهم! ان الذي يدور في أذهانهم شيء مختلف تماماً.
إن هؤلاء الذين يفخخون السيارات ويفخخون أنفسهم في مصر والعراق ولبنان ولندن و......، ويحاربون كل شخص، ويعلنون الموت باسم الدين على الجميع دولاً وأفراداً، إنما يختطفون العالم كله ويحاصرونه بقنابلهم وجهلهم وساديتهم، وبفتاواهم الظلامية، هذه الفتاوى التي ترى في كل إنسان مختلف عنهم، أو لا يؤمن بعقيدة الظلام والموت التي يؤمنون بها هدفاً محللاً ومباحاً للعبوات الناسفة والأحزمة والسيارات المفخخة!.
هؤلاء منطقهم يختلف، ومناقشته صعبة وشائكة، لكنه منطق يفرض نفسه بقوة الأحزمة الناسفة، والمتفجرات الهائلة والدماء التي تنزف في كل مكان، منطق أهوج أخرق، لكنه يحاصر العالم، ومطلوب محاصرته، مناقشته، حماية الشباب منه.التنديد لم يعد كافياً، والشجب كذلك، وحرب الإرهاب التي تقودها أميركا لا تفعل شيئاً سوى مفاقمة الوضع وجعل العالم في مرمى الإرهاب أكثر.. إذن ما الحل بعد أن صار العالم كله خائفاً ومحاصراً؟.
إن الاستسلام للإرهاب قتل صريح لإرادة الحياة، واستسلام للمنطق البشع الذي ترتكز عليه مشاريعهم الباطلة، إن البقاء في البيوت، وعدم ركوب الطائرات والسفر والهروب من المناطق الساخنة والمعرضة للاعتداءات اعتراف بقوتهم وسيطرتهم وانتصارهم وهذا بالضبط ما يسعون إليه، وهذا ما لا يجب أن يحدث.. لابد من مواجهة هذا الظلام بإرادة إنسانية جماعية تقتلع الخوف وتكرس لكراهية أفعال الإرهاب، وعدم مناصرة أصحاب هذا المشروع سياسياً وإعلامياً واجتماعياً.. علينا أن نقول بصوت واحد: لا للإرهاب مهما كانت تبريراته وتحت أي غطاء، فلا شيء يبرر قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.


د. بثينة شعبان
شبح الإرهاب الإجرامي البغيض المتنقل من بلد إلى آخر يترك ضحاياه الأبرياء، وعواقب وخيمة ذات تأثيرات بعيدة وشروخاً عميقة على العلاقات بين الشعوب. ففي متابعة ما تلا تفجيرات لندن بوادر ظاهرة خطيرة قد تقود العالم إلى صراع مرير لا تحمد عقباه، إذا لم يتمّ تداركها بحكمة من قبل الجميع. وهذه الظاهرة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا يمكن لطرف واحد من الشرق أو الغرب التكفلّ لوحده بالقضاء عليها، ألا وهي ظاهرة التشهير بالإسلام والمسلمين واعتبارهم، لا بل واعتبار تعاليم دينهم مسؤولة عن العنف والإرهاب. فهذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها عدد كبير من الكتاب في أمهات الصحف الغربية، إقناع الرأي العام العالمي بأن التعاليم الدينية التي يتعلمها المسلمون في مدارسهم تزرع الكراهية في نفوسهم! وأن هذه «الكراهية» لا علاقة لها بالسياسات الدولية ولا بنتائجها من المجازر اليومية والاحتلال والمعايير المزدوجة التي تنزل الإهانة والإذلال بمئات الملايين من المسلمين طوال أكثر من قرن على يد القوى الغربية في بلدان عديدة وبالأخص في فلسطين والعراق!! وأن «الإيمان بالإسلام» نفسه قد غرس في نفوس أبنائه الرغبة بأن يصبحوا انتحاريين !؟ وبدأت تسمية «مروّجي الكراهية» تنتشر لتصيب كل المسلمين وتنطلق الدعوات في الجامعات الغربية لمراقبة واقتفاء أثر كلّ الطلاب المسلمين، أو طرد كلّ «إسلامي» حتى وإن كان يحمل الجنسية الأوربية، مع الاختلاف الشديد طبعاً على من هو «إسلامي» أو «ليس إسلامياً». وبالمقابل يتمّ إهمال الإدانات الواسعة للمثقفين والمفكرين وأئمة المساجد في كل أرجاء العالم بما في ذلك الوطن العربي، وقادة المسلمين في بلدان مثل استراليا وكندا
وبريطانيا وأميركا ـ لتفجيرات لندن وغيرها من الأعمال الإرهابية المدانة، مهما كانت الأسباب، حيث اعتبرتها المنظمات الإسلامية جميعاً انتهاكاً لتعاليم الدين الحنيف وخرقاً فاضحاً لروحه وجوهره وأن من يرتكب مثل هذه الجرائم لا يمكن أن يكون مسلماً، بينما أخذ توم تانكريدو عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية كولورادو يهدّد بتدمير الكعبة إذا تعرضت أميركا لهجوم إرهابي في استمرار لاستفزاز مشاعر المسلمين بعد تدنيس قرآنهم وانتهاك مقدساتهم واحتلال قدسهم الشريف واستقدام المستوطنين إليها أسبوعيا بعد طرد المسلمين والمسيحيين من القدس الشرقية ومحاولة إخماد أي صوت متوازن ومعتدل يحاول أن يشير إلى الحقائق كما هي، في محاولة لتطويق أزمة دولية، كصوت كين ليفنغستون محافظ لندن والذي يقارب الموضوع بمنتهى الحكمة والتوازن في محاولة جادة لاستبدال مشاعر الحقد بمشاعر البحث الفعّال عن أسباب الأزمة ومن ثمّ تطويقها ومكافحة الإرهاب من جذوره الحقيقية.
ووصف الحالة على الساحة الدولية بأنها في أزمة ليس وصفاً مبالغاً فيه على الإطلاق إذ أنّ الشباب المسلم في كلّ مكان يراقب ما يجري في فلسطين والعراق وغيرها، ويقرأ المقالات والكتب الغربية، ويشاهد الأفلام التي تستفزه دون مبرر حين تهين تاريخه ومقدساته ونبيّه، ويشعر بالغضب نتيجة هذا الإذلال اليومي والقتل المتعمد لأبنائه وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم وعصب أعينهم وإخراجهم إلى الإعلام معتقلين بمناظر مذلةّ بحيث يشعر من يشاهدهم من أبناء دينهم أنه يتمنى الموت قبل رؤية هذه المناظر. هذه الأفعال المذلة للملايين هي التي تخلق الأرضية الخصبة لانتشار فكر الإحباط الانتحاري ومفرزاته الإرهابية التي تصيب قلة مصابة بالتطرف وبالانفصام عن روح الإسلام والمسلمين. والمشكلة هي أنّ الرأي العام الغربي في الغالب، حتى قادته والمشرعين، لا يرى على شاشاته أو في إعلامه هذه المناظر المهينة، فلأن الإعلام الغربي «حر» فهو يركز فقط على ردود أفعال المسلمين دون أن يعطي مساحة مماثلة للأفعال التي سببت ردود الأفعال هذه. فقد أوردت كل وكالات الأنباء مثلاً ما قاله المغربي الذي قتل المخرج الهولندي فان فوغ، ومع كل الإدانة الشديدة لمبدأ القتل والعنف والإرهاب مهما كانت الأسباب، إلا أنّ أحداً لم يذكر الإهانة الشديدة التي وجهها المخرج للإسلام والتي تسببت في موجة غضب عمت كل من شاهد أو سمع عن هذا الفيلم في العالم الإسلامي. أما أن يقال أن من يتفهم أسباب الغضب أو يحاول تشخيصها من أجل معالجتها وسدّ منابع الإرهاب، أنه يؤيّد قتل الإسرائيليين في عمليات انتحارية كما تمّ اتهام عمدة لندن فهذا ابتزاز مرفوض وتسويف لما قيل،
وذرّ الرماد في العيون، وأما أن يحاول البعض تعتيم صورة المسلمين واستصدار القوانين العنصرية بحقهم في محاولة للتغطية على الجرائم التي ترتكبها ضدهم يومياً في عدد متزايد من البلدان، وخاصة فلسطين والعراق
وغيرهما فهذا استغلال بشع لأزمة عالمية قد توصل العلاقات بين الأديان والشعوب إلى مرحلة لا تحمد عقباها وتصبح نتائجها كارثية على العالم أجمع.
لا يزال العالم يرى في نيلسون مانديلا، وفي سجنه الطويل بتهمة مقاومة الأبارثيد، تجسيداً لما عانته الملايين من البشر من ممارسات التمييز العنصري وكان التمييز بالأمس بسبب السحنة السمراء فهل ينتكس العالم اليوم أيضاً ليقبل بعذابات العرب والمسلمين مهما اشتدت في بلدانهم المحتلة وفي السجون الإسرائيلية والأمريكية وفي المطارات والجامعات والعواصم الأوربية، بحجة محاربة الإرهاب؟ إن تعاليم الإسلام كدين سماوي والمسلمين في كل بلدانهم يدينون تفجيرات لندن وشرم الشيخ وغيرها من الأعمال الإرهابية الشنيعة، التي عانى المسلمون منها قبل الغرب منذ بداية القرن الماضي، وهذه الإدانة الشعبية الواسعة تشكل حجر أساس يجب البناء عليها بخلق تحالف إسلامي غربي ضد الإرهاب والعنف والظلم. والخطوة التالية الضرورية هي معالجة وقائع الظلم والاهانة والإذلال والإرهاب التي يعاني منها المسلمون في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي كل مكان، وإيقاف هذه الموجة العنصرية المغرضة ضدّهم بحيث أصبح كل ذي سحنة سمراء وشاربين ولحية متهماً ويصبح قتل المتهم مبرراً، حتى قبل أن يوجّه إليه سؤال، أو أن يتمّ استنطاقه وعلى العالم أن يتذكر أنه حتى وقت ليس ببعيد كان أصحاب السحنة البيضاء يعتقدون في أميركا أو في جنوب أفريقيا أنّ صاحب الجلد الأسمر لا يتمتع بالمشاعر ذاتها التي يتمتع بها صاحب الجلد الأبيض، فهل نعود إلى معادلة مشابهة بأن المسلم ينشأ على الكراهية بسبب دينه، وأنه من المباح قتله وإذلاله واحتلال أرضه وتهجير شعبه واستقدام المستوطنين وبناء جدران الفصل العنصري على ترابه الوطني والتمييز ضده حيثما وجد وفي أي بلد كان ومن ثمّ إطلاق صرخات التعجب على حجم الغضب والنقمة؟!! إذا سألت أي إنسان في العالم ما هو الشيء الذي يصبح الموت معه بالنسبة لك سهلاً؟ يقول: «الذل». الذلّ أصعب من الموت ولا يمكن لبشر طبيعيين أن يختاروا الموت لأنفسهم وللآخرين لو لم يطفح كيل الشعور بالذل لديهم فهل نعالج الأمر بفرض إذلال وعقوبات أشدّ على الملايين وبمهاجمة مقدساتهم بسبب أعمال مدانة تقوم بها فئة متطرفة منبوذة في مجتمعاتها أساساً، أم بالعمل يداً بيد ضدّ كلّ من وما يؤجج مشاعر الغضب والنقمة. هناك متطرفون على الجانبين يحاولون إذكاء نار الحقد والكراهية وتصوير الآخر على انه تجسيد للخطر، ولا بدّ من القضاء عليه لإزالة الخطر ولكن الشيء الوحيد الذي يجب القضاء عليه لإنقاذ العالم هو التطرّف وانعدام العدالة وامتهان الكرامة الإنسانية ويكون ذلك بأن نعود إلى دروس التاريخ لنلحظ كم من العنصرية بدأت تظهر في التصريحات حتى من قبل أناس في مواقع عليا من المسؤولين بل أصبحت هذه التصريحات سبيلاً لإعلان ترشيح مطلقيها لمواقع أعلى في المستقبل.
لا بدّ من تطويق هذه الموجة بمعادلة واحدة لا بديل عنها وهي المساواة في الكرامة الإنسانية والإيمان بأن الأديان جميعاً تعلّم المحبة والأخوة والتفاني، وأن ممارسات البعض في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً هي التي تولدّ الشعور بالغضب والحقد والنقمة وبالتالي البيئة المناسبة لانتشار التطرف والإرهاب. وأنّ الحديث ضدّ ممارسات إسرائيل الإجرامية ليس معاداة للسامية بل ضرورة لإنهاء الاحتلال والاستيطان والظلم الذي يشكل البذرة الأساسية للعنف المتبادل. فليبدأ الغرب بالاستماع لأخبار المسلمين في ديارهم ودياره ولنعمل جميعاً لإرساء أسس العدالة والكرامة بعد إنهاء الاحتلال والاستيطان ولنعمل جميعاً كبشر متساوين في الكرامة الإنسانية كي لا تتم إعادة إنتاج فكر وممارسات الأبارثيد العنصرية ولا يتم إعادة إنتاج عصر العبودية بذريعة أن من يختلفون في الشكل أو المعتقد يختلفون في المشاعر والروح والقلب. حينذاك فقط، حين نوجّه التحية إلى عمدة مدينة لندن وأمثاله لمنطقهم السليم والصائب نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح لتطويق أزمة قد تكلف العالم مستقبله الهانئ المزدهر الذي تحلم به الأجيال الشابة في كل مكان.




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
تنظيم الوقت alanfal تطوير ذاتي 0 03/11/2012 06:53 PM
الإعجابُ الفكري حسام الحق موضوعات عامة 7 22/06/2011 05:31 PM
تنظيم الوقت!!! قتيل الشوق تطوير ذاتي 4 29/05/2007 11:14 AM


الساعة الآن: 04:36 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات