الحياة كلمة بسيطة تحتوي على معان لا تحصى.. فيها السعادة.. وفيها غير ذلك من "مشاعر متنوعة" منها ما هو شديد الحلاوة أو شديد المرارة.. كلما انهالت الابتلاءات تجمعت سويا لتقع على رؤوس المبتلي لتدكها دكاً.. في زمن ضعفت فيه الإرادة وبعد فيه الناس عن بعضهم الجار عن جاره، والأخ عن أخيه والابن عن أبيه فاضطر أن يحملها وحيداً.. وتمر عجلة الأيام عليه أبطأ من مشي السلحفاة حتى تكاد أن تتوقف دقائقها ومعها قلب الإنسان المبتلي.. هذه هي الحياة فمن يأمل خيراً في هذا الزمان قد تفاءل كثيراً وأصبح ينشد العدل من غير أهله في عالم متطور بمفاهيم عجيبة لا يألفها الكثيرون.. والسبب بسيط هو أن عجلة المصالح المادية تسير مسرعة كإعصار مدمر ليس له محطات ولا مصدات رياح لتكبح جماحه فمن ينجو منه يكون مكسبه كبيراً.. تساؤلات كثيرة عما أوصل الناس إلى هذه المرحلة! هل هي الأحداث الحزينة الجارية على الساحة العالمية؟ أم انشغال الناس طمعاً في المزيد من ملذات الدنيا ومتاعها خوفاً من فقدان الفرص في معركة "الحياة الفانية".
ونخلص هنا إلى قول القائل أن "الجبل لا يحتاج إلى جبل لكن الإنسان يحتاج إلى إنسان" لا ليرفع عنه معاناته فالله وحده هو الذي يرفع معاناتنا عندما نرفع أيدينا إليه بالدعاء والتوسل ليرفع عنا البلاء لأن الله وحده قادر على كل شيء ولا يدوم الحزن ولا السرور.. وقال الإمام علي رضي الله عنه:
رأيت الدهر مُختلفاً يدور فلا حزن يدوم ولا سرور
أقوال كثيرة تملأ الأفق من جميع البلاد وبكل اللغات تنصح بعدم الاستسلام للبلاء فما من شيء يثقل الإنسان أقوى من الابتلاء، كما به نعرف السعادة عندما تنقشع الغمامة.. وليس في السماء غمامة تظل في مكانها مدة طويلة فهي إما أن تنثر مياهها برحمة الله سبحانه وتعالى أو نقمته والعياذ بالله والابتلاء اختبار من الله وسماء الدنيا رحبة واسعة تبتعد فيها الغيمة السوداء حتى تتلاشى وإن رأتها كل العيون.
ولكل إنسان طريقة تختلف عن الآخرين في تقبله للمحن منهم من يتقبلها بابتسامة ساخرة أو بدهشة وحيرة أو جزع ويأس ناسياً أن الله في كتابه الكريم قال: ( وخلقنا الإنسان في كبد ) فنحن نؤمن جميعنا بهذه الحقيقة ومن منا لم يمر بمثل تلك الأحداث؟ ولكن دعنا نرفض اليأس والاستسلام فكما تأتينا الأيام بلحظات ابتلاء ومرارة سريعاً ما تنتهي لتحل مكانها سرور واطمئنان.