عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > حواء و أسرتها
مواضيع اليوم
حواء و أسرتها كل مايتعلق بشؤون المرأة و أسرتها. أسرارها النفسية، عناصرها، همومها، الطب, الزواج، الطفل والمراحل التثقيفية.

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29/05/2008, 08:32 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
كيف تكون صحة حواء في تفكيرها؟

كيف تكون صحة حواء في تفكيرها؟

باستطاعتنا التحدث عن جسدنا بسهولة، وبشكل عملي أكثر من التحدث عن أي شيء آخر. ومما يدعو للأسف أننا نجلب لهذا الجسد المرض والتعب والشيخوخة الباكرة بدلاً من أن نعمل لنظلّ بصحة جيدة.
فمن منّا لا يتوقع زكاماً عند بدء الشتاء أو لا يستبل العطاس والسعال كمن يستقبل صديقاً قديماً؟ .. لقد أصبحنا نرى في إصابتنا بالمرض شيئاً عادياً مألوفاً لا يمكن تجنبه. ولازمتنا هذه الحالة الروحية حتى بات من المتعذر علينا أن نتمتع بالصحة الجيدة.
إن جميع أمراضنا تنتج عن حالة ذهنية. ويمكن الحصول على الشفاء إذن إذا خلقنا حالة ذهنية إيجابية تقضي على نتائج الحالة السلبية. ولن يستطيع أفضل الأطباء أن يحصلوا على نتيجة طيبة إلا إذا قبل المريض الشفاء وآمن به. وحين يقال عن مريض إن معنوياته عالية فإن ذلك يعني أنه سيشفى.
لا تقبل فكرة المرض، بل انبذها كما تنبذ كلّ فكرة سلبية. وأكّد وجود صحتك. ورب قائل يقول:
ـ إني أنبذ فكرة المرض ولكنني أخاف من جميع الأمراض المعروفة.
وهذا أمر أكثر خطراً. فقد أريناك أننا نجتذب إلينا ما نخافه وما نتمناه على السواء. وأنت لا تجهل أن جسدنا مؤلف من خلايا. وهذه الخلايا الذكية العاملة التي تراها عين العالم الطبيعي بالمجهر، تسرع بالعمل حين يتعلق الأمر بالتئام جرح. وكان عليك أن تطري عملها وتشكرها على حرصها العجيب، ولكنك تقيد عملها وتشلّ حركتها. وفكرة الخوف تنتج في هذا الكون العجيب الذي هو جسدك مفعول الحجر الذي يلقى ي مستنقع مليء بالضفادع.
والسيطرة على الخوف ذات أهمية قصوى فيما يتعلق بصحتنا. والشخص الوحيد الذي لا يؤثر به شيء هو ذلك الذي يعرف قوانين التفكير منذ وقت طويل ويطبقها، مؤكداً صباح مساء أنه لا يوجد أي شيء يزعجه لأن روحه تعمل في سبيل سعادته.
ولكن ماذا تفعلون بخوف الأهل؟ فليس هناك أكثر التقاطاً من طفل صغير لأفكار مَن يحيطون به. لاحظوا أن الأمهات الخائفات يكون أطفالهنّ مرضى بشكل دائم. وهؤلاء الأمهات يدهشن من رؤية أطفال يتمتعون بكامل صحتهم مع أنهم يجرون أسمالهم البالية وأرجلهم العارية في الأوحال، ناسيات أن الخوف هو مصدر كل علّة.
ولهذا ترانا نلحّ على وجوب طرد الأفكار السلبية: فاحذف من قاموسك عبارة: "سيلفحني الهواء"، أو "إذا أكلت هذه القطعة فستحدث عندي أزمة في الكبد"، بل قل مؤكداً: "لا أخاف من شيء".
ومن السهل جداً علينا أن يكون لنا هذا الإيمان المطمئن إذا كان أقرباؤنا وأعزاؤنا غير متعرضين للخطر. ولهذا السبب أيضاً كان من المهم جداً أن يكون لنا أصدقاء يطبقون مبادئ التفكير المبدع لأنهم يساعدوننا كما نساعدهم إذا كانوا بحاجة إلينا. وهنا تظهر قوة تعاضدنا لأن انعدام الأنانية هو قوة عظيمة.
وهناك أناس يدهشون من عدم حدوث تحول كلي في وجودهم رغم أنهم ظلوا أسابيع وشهوراً يدرسون قوانين السعادة ولكنهم لم يطبقوها إلا نادراً.
وأنت تسعى لإنضاج الأفكار المفيدة وتنكر السعادة تاركاً نفسك عرضة للتأوّه والاشمئزاز والخوف، ثم تنعى على التعاليم عدم جدواها وتفاهة فعاليتها. فإذا أردت الاستفادة حقيقة، فيجب أن تولد من جديد على صعيد الروح، وأن تعلم أن كل تفكير صالح يحقق لك فائدة جديدة.
وقوانين التفكير أو السعادة ليست ضرباً من السحر، ولو كانت كذلك لما كانت ذات قيمة. وكما أنه لا يحق للانسان أن يأكل إلا إذا اشتغل، فلا يحق له أن يكون سعيداً إلا في حدود تعاونه مع الخالق ليجعل الانسان جديراً باسمه كانسان.
وكنا ذكرنا لك أن السعادة هي ثمرة التفكير المبدع لكل خير، وأن تفكيرنا وعملنا يعودان إلينا. وأن الشر الذي نتمناه للغير أو نفعله معه يعود إلينا. وهذا ما يمكن اختصاره بالمثل القائل: "مَن يزرع الريح يحصد العاصفة". ومع كل ذلك فإننا نعرف أُناساً بنوا ثرواتهم على المخاتلة، والسرقة، وآخرين خلقوا الشقاء حولهم ولم يصابوا بأذى، فكيف نفسِّر ذلك؟
يستطيع السارق أن يلطّخ بأبهة ثرائه مَن أضرّ بهم ولكن من الممكن أن يكون قلقاً بائساً مضطرب البال، ويمكن أن يتألم بسبب مَن يحف أو يخاف من الموت، الخ... وإنني أعرف امرأة مشت على الجثث للوصول إلى الثروة، ولمّا بلغتها أصيبت بالسرطان وانتحرت.
وشيء آخر أحبّ أن أقوله: إنّ مقاضاة الناس لا تقع على عاتقنا، ومن واجبنا ألاّ نفكر بعقاب الآخرين. وبعد، فمن قال لنا إن هذا الرجل الذي نعتبره مجرماً مسؤول عن الذنب؟ إن مأساة العدالة الانسانية تكمن هنا. والأشرار الحقيقيون هم الذين عرفوا طريق الخير فابتعدوا عنه، والذين سنحت لهم الفرص ليحبوا فأبغضوا، والذين يتمتعون بروح سليمة فشوّهوها ـ وأستعمل هنا كلمة "روح" بمعنى الذكاء والحساسية ـ إنهم أولئك الذين يختارون الفساد رغم قدرتهم على اختيار غيره.
لا تضع حدوداً لطلباتك، فالخيرات وافرة والخالق كريم. وهل تعتقد أنك كثير الطمع إذا طلبت ما تفي به دينك وتدفع إيجار سكنك ونفقات عائلتك؟ كأنك تطلب قطرة من بحر، أو كأنك تجري نهراً في بيتك ولا تملأ منه سوى قدح. ولماذا تفرض حدودك الخاصة على الروح غير المحدودة؟ إنني ألحّ على وجوب النظرة الواسعة الشاملة والطلبات الوافرة دون أن نحيط أنفسنا برغبات صغيرة وأمور تافهة. فالثقة الكاملة وحدها، واستسلامك الكلي لخالق كل خير، هو ما يجب عليك أن تفعله.
وحين يقول الانسان في صلواته مخاطباً ربّه: "لتكن مشيئتك في السماء كما في الأرض" فكأنه وضع التوازن الكامل لجميع الأشياء، لأن الخالق قال لنا: "اسألوا تعطوا".
اهدم الحواجز التي أقمتها بين السعادة وبينك، ولا تفرض تحديداً على الروح الموجودة فيك، واسأل دون خوف، واطلب ما يلزمك، ولا تخجل من طلب الكماليات لحياتك المادية مهما بدت لك غير ذات معنى. وسيأتي يوم لا تطلب فيه سوى النور الروحي، حيث تدرك أن هذا النور وحده يكفيك ويغنيك عن كل شيء.
وربما شعر بعض القراء بالإخفاق، واعترضوا قائلين إن علم السعادة هذا يقود، بمجمله، إلى ما يقود إليه كل دين على الأرض: الخضوع لإرادة الله. ولكن إرادة الله تخيف الكثير من الناس. لماذا؟ لأن الناس لا يتذكرون الله إلا في حالة الشقاء، أمام الخراب والموت، حيث ينحني المؤمن خاضعاً دون غضب. ولكن هل هناك مَن يرى إرادة الله في مسراته؟ إن الخراب والموت هما نتيجة حماقة الانسان وكبريائه، وينتجان عن التفكير الضالّ الذي يتشبّت به منذ كان العالم. والله خلق العالم للخير، وإرادته تقضي أن نكون سعداء، على أن نعرف كيف نطيع هذه الإرادة، ولا نتصرف كذلك الطفل الذي يجعل من المدرسة نزهة ولهواً بدلاً من أن يذهب إليها ليتعلم ويستفيد، فذكاؤه الضعيف لا يتيح له أن يدرك سعادته ولا أن يعلم أنها تتوقف على الدرس الجدي وليس على اللهو واللعب. إننا حين نستسلم للروح الموجودة فينا نجد أنفسنا سائرين على طرقات لم نخترها لأن الهدف وحده هو المطلوب.
وهذا الاستسلام لا يحصل دون صعوبة، لأن الطاعة تستلزم الخضوع، ونحن لا نعرف بسهولة ما يلائمنا ولا نقبل بذلك دون كفاح.
لماذا لا تطلب التمتع بجميع الفضائل؟ افعل ذلك وانس المعنى التافه الذي أعطي لكلمة "فضيلة" وعدْ إلى معناها البدائي الذي هو القوة والمقدرة. واغترف من هذه الفكرة الجديدة عاطفة الكبرياء التي تحتاجها لتسير إلى ما وراء رغبتك الضيّقة وأفقك المحدود.
من الممكن أن يكون الحادث السعيد بطيء النمو، ولكن كن واثقاً أنه سيتفتح دفعة واحدة إذا طبقت القوانين. وما عليك إلا أن ترفض الشك، وتلغي التفكير السلبي، وكن واقثاص أن السعادة تشبه الوردة المغروسة التي لم تظهر بعد، ولكن ظهورها أكيد.
إذا رأيت أن تجاربك الأولى لم تكن مشجعة فلا تيأس، واطلب من الروح الموجودة فيك أن تكون معلماً لك، وثق أن هذا الإيمان بقدرة الروح المبدعة لكل خير هو الأكثر فعالية وأهمية.
وسيقول قائل: "كيف نبحث أولاً عن الحكمة وملكوت الله بينما نحن مرهقون بالمتاعب المادية؟" ولكن ذلك هو الوسيلة الوحيدة للتغلب على المتاعب، والمقارنة البسيطة تساعدك على الفهم: فما قولك بمن يسعى في الظلام لايجاد النور دون أن يوصل التيار الكهربائي؟.. إن القوة الكهربائية هي صورة لملكوت الله الذي هو أقرب إلينا من أيدينا وأرجلنا كما تقول الكتب المقدسة، ولكن يجب ايجاد الاتصال. فابحث أولاً عن الحكمة، يعني اربط الخط بمولد الكهرباء، وسيأتيك كل شيء على الأثر.


اصلح مزاجك الرديء، وتذكر أنك لا تستطيع التفكير بشيئين متناقضين في وقت واحد يعني لا تستطيع أن تكون غاضباً ومسروراً معاً. فإذا شعرت بالمرارة تمتزج بتفكيرك فما عليك إلا أن تقذف بها خارجاً، وضع المرح مكانها.
ابذل هذا الجهد وستدهش بعد بضعة أيام حين تشعر أنك على أتم وفاق مع الحياة والناس. وستتأكد من تبدّل نظرة الناس إليك لأن ما نراه في الآخرين ليس هو في معظم الأحيان سوى انعكاس عواطفنا الخاصة.
ويجب على الكائن العصبي ألا يتردد في طلب ما يهدئ أعصابه من طبيبه. بل علينا أن نساعد الطبيعة ما دامت الروح فينا لم تقرر سيطرتها التامة على المادة. ولا ننس أن تهدئة الروح تسكّن الأرق، لأننا أثناء الأرق ننسج "الأخيلة السوداء"ونتخذ قرارات يبدو تنفيذها مستحيلاً عند طلوع النهار، وبهذا نكون قد بعثرنا قوانا في ما لا فائدة منه.
وقال أحد الحكماء: "قد يندم الانسان على الكلام ولكنه لا يندم أبداً على السكوت". وبعد، أليست معظم متاعبنا ناتجة عن الاسترسال بالكلام دون حذر؟
لنصمت إذن، ولا نتحدث إلا لأولئك الذين يستطيعون إبقاءنا على الصعيد الروحي. وإذا استولت علينا المزعجات فيجب أن نروح عن أنفسنا بمشاهدة فيلم مرح أو مسرحية مسلية، أو حضور سهرة لطيفة.
وإذا ساورتك فكرة الإخفاق فعارضها بعبارة ترددها بصوت مرتفع: "ليس هناك سوى الخير". قلها عشرين مرة، ومئة مرة بالنهار إذا شككت.
لا تحقد على مسببي متاعبك، وتذكر أنه ليس لك عدوّ، فالناس كلهم عوامل لتثقيفك، وعليك أن تبارك مَن يضطرك إلى التغلب على الخوف ويدفعك إلى التعلق بالأمل.





من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
حتى تكون عند ربك مرضيا عمرم إسلاميات 9 17/09/2011 02:56 PM
!! الإيمـــــــــــــــان <> عندما تكون مؤمن موقن تكون آمن مطمئن !! دموع التوبه إسلاميات 2 16/06/2011 10:17 PM
كيف تكون إنسان رائع قتيل الشوق تطوير ذاتي 6 19/06/2007 11:19 AM
من تكون؟ قدسيةالمشاعر شعر و أدب 6 15/06/2006 12:16 AM


الساعة الآن: 09:44 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات