يفطر مسلمو الصين على الشاي الأخضر المحلى، ويعتمدون على الحسابات الفلكية لإثبات هلال الشهر الفضيل. بينما يتفقون مع بقية مسلمي العالم العربي في الطقوس الرمضانية كأداء صلاة التراويح في جماعة، وإحياء ليلة القدر المباركة.
يقول يحيى عبدالله، وهو مسلم صيني هاجر من شمال الصين إلى منطقة ''تشايانج'' حيث أكبر تجمع للمسلمين في الصين، إن ''جامع مدينة ''ييوو'' يستقطب العائلات الصينية من أجل الصلاة فيه خصوصاً صلاة الجمعة''، مضيفاً أن مسجد ''ييوو'' يعتبر الوحيد في المدينة، ويتميز باتساعه وجمال معماره من الداخل والخارج، وعادة ما يكتظ بالمصلين الصينيين المسلمين يوم الجمعة، فيفيض بالحشود التي تضطر للصلاة في الباحات الخارجية ما يثير فضول السياح وغير المسلمين من الصينيين الذين يتوقفون لمشاهدة هذا الطقس الإسلامي''. ويضيف أن ''الطرقات والساحات المحيطة بالمسجد تتحول إلى سوق حي تباع فيه المأكولات والعديد من البضائع، وبسبب التعايش والتسامح الكبير بين أبناء المدينة من الجاليات والأديان المختلفة، أصبح الكثير من غير المسلمين يستغلون هذه الفرصة للقدوم كل جمعة لبيع بضائعهم على المصلين المسلمين''.
ويقول حسين با عبدالله، وهو شاب يمني يواظب على زيارة أقربائه وأصدقائه في الصين: '' أول شيء لفت انتباهي في شهر رمضان في الصين، هو عدم انشغال الناس باستطلاع هلال الشهر، حيث يتم تحديده فلكياً وتعلنه الجمعية الإسلامية الصينية مبكرا جدا، وكذلك هو الحال أيضا مع انتهاء الشهر حيث نصوم ثلاثين يوما بالتمام والكمال''.
ويضيف حسين ''عند دخول وقت الفطور يشرب المسلمون الصينيون الشاي الأخضر بالسكر أولا، ثم يأكلون قليلا من التمر والحلوى، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة أو يبقون في البيوت لأداء صلاة المغرب، ويتناولون بعدها الفطور مع أفراد العائلة''.
وتقع مدينة ''ييوو'' في وسط مقاطعة ''تشجيانج'' بشرق الصين، ورغم أن عدد سكانها لا يزيد عن 200 ألف نسمة، إلا إنها تضم أكثر من 3000 من رجال الأعمال الذين جاءوا من أكثر من 40 بلدا، نصفهم من الدول العربية
ويوجد فيها أكثر من مائة شركة تجارية جاءت من الشرق الأوسط.