الفراغ يقتل والإنسان الفارغ ممل

الفراغ شعور قاتل وكأن الساعة توقفت وأنك في غرفة مظلمة مقفلة لا نافذة لها وفوق راسك حبل كالمشنقة..فيما لو كنت مشغولا لتمنيت العكس..تتمنى لو انك تجد فراغا قصيرا لتتفرغ بإنهاء أعمال وأعباء أخري لم تقم بها..
الفراغ الطويل يؤدى إلى ترسب الإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث والكسل في شخصية الإنسان إذا لم يجاهد ليبقى نفسه مشغولا..
أتسال هل من المعقول انه لا يوجد عمل نعمله حتى نصل بأنفسنا إلى هذه المرحلة؟؟؟
غير صحيح..بل هناك مئات الأشغال لم نقم بها بجانب أعمالنا اليومية..


على الإنسان أن لا يقول اشعر بالملل.. عليه أن يقول اشعر بالكسل بالقيام بكذا وكذا..
المشكلة عندما لا يشعر الإنسان انه ممل وفارغ من داخله ويتسال لما لم يعد يحب الناس مجالستي؟؟؟..ببساطة لأنك ممل !!!..ولان الآخرون يجدونك إنسانا فارغا... سرعان ما يتعبون..

ان الفراغ بالتأكيد يؤدى إلى كونك (إنسانا فارغا!)

عندما نقول الزجاجة فارغة نعنى بذلك أنها لم تعد تجدي نفعا...فنرميها في اقرب سلة قمامة!
لكن قد نعيد استعمالها إذا أردنا بمليء الفراغ وتحويلها من زجاجة فارغة إلى زجاجة ممتلئة!..
والزجاجات الفارغة إلتي ترمى في الطرقات فيتقاذفها الصغار وكل مار هنا وهناك لكونها فارغة وعديمة النفع تماما مثل الإنسان (الفاضى) مثلما نقول...
فيما لو كانت ممتلئة لما لقت هذه المعاملة!
الإنسان الفارغ لا أول له ولا أخر يتخبط بجدران التفا هات لأنه بلا نفع تافه وشخصيته مملة لا جديد لديه ولا يبالى بان يكون منعشا ومستجدا !!.
في حديثه فراغا وكلاما غير موصل ببعض،يقتحم المواضيع دون أن ينهيها .. يفتعل مشاحنات لا أساس لها..ما أن تجالسه تجده طائر بلا ملجأ يتغذى على إخبار الناس ..لتلقى نفسك في اليوم الثاني على طريق الفتنة من تنقلات الكلام وقد كرهك فلان وعلان!!
بينما غيره فراغه قاده إلى ارتكاب حماقات ومعاصي لكثرة الفراغ الذي احتواه!

يتوجب علينا أن نتمعن في أحاديثنا مع الناس حتى لا نصبح أناس فارغون في قلوبنا وحتى لا نخسر من نحب ..علينا أن نمتلىء بالحياة المفعمة والنشاط والهوايات والأحاديث الشيقة البعيدة جدا عن إحداث الضوضاء في حياة الآخرين!...