أخرج الشيخان من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله يغار ، وأن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه " ( رواه البخاري ومسلم )
المؤمن غيور : من صفات المؤمنين أنهم غيورين ، يغارون على حرمات الله تعالى أن تنتهك ، ويغاورن على محارمهم ، وما يخصهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس غيرة ، ثم صحابته من بعده رضي الله عنهم وأرضاهم .
وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة " يا رسول الله ، لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " ، قال " كلا والذى بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أسمعوا ما يقول سيدكم ، أنه لغيور ، وأني لأغير منه ، والله أغير مني )
قال شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى : ( وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه أغير من غيرة المؤمن ، وان المؤمن يغار ، والله يحب الغيرة وذلك في الريبة ، ومن لا يغار فهو ديوث وقد جاء في الحديث
:" لا يدخل الجنة ديوث " ( رواه أحمد ).
فالغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى ، وهذة الغيرة هي أن تنتهك محارم الله ، وهي أن تؤتي الفواحش الباطنة والظاهرة ، ولكن غيرة العبد الخاصة هي من أن يشركه الغير في أهله ، فغيرته عن فاحشة أهله ليست كغيرته من زنا الغير ، لأن هذا ما يتعلق به ، وذاك لا يتعلق الأ من جهة بغضه لمبغضة الله ، ولهذا كانت الغيرة الواجبة عليه هي من غيرته على أهله ، واعظم ذلك أمرأته ثم أقاربه ومن هو تحت طاعته .
وأخير نسأل الله تعالى أن يحفظ بيوتنا من الفساد والأنحلال ، وقلوبنا من الزيغ والضلال ، وأن يمن علينا بهداه ، ويجعل عملنا في رضاه ، ويهدينا صراط المستقيم ، ويجنبنا طرق الشيطان وأعوانه أنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العاملين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .