عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > موضوعات عامة
مواضيع اليوم
موضوعات عامة المواضيع التي لاتشملها أقسام المنتدى

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01/12/2009, 12:21 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
حكاية تنور حارتنا





ـ التنور لحظة الإغلاق .



ـ التنور عند رمي "خصفة" الشواء .




ـ التنور مستعد للإلتهام ما يمكن إلتهامه .



ـ تبزيرة العيد بأيدي شباب الوطن .






من المستحيل أن يمر عيد الفطر أو الأضحى في الحارة دون أن يتم إشعال "التنور"، وهذه مهمة صعبة لا يتقنها إلا من احترف هذا الفن، وهم مجموعة قليلة من شباب الحارة، يتنافسون كل عام من أجل الحصول على مناقصة "إشعال تنور الحارة" .

يقف مسئول سبلة الحارة[1] "العريف"[2]، بعد صلاة عشاء الأخر في منطقة مرتفعة من الحارة، ويبدأ في الإعلان الرسمي عن مناقصة التنور لهذا الموسم، وعادتًا ما يكون ذلك قبل عيد الفطر بعدة شهور.

يقف "العريف" ويبدأ في المناداة ... جماعة التنور ... من أيشتغل فيه السنه ... بكم أنبدأ ... 200 ريال ... من يقدر بأقل ... 170 ريال ... من يقدر أقل ... 160 ريال ... التنور جماعة ... وألي يأخذه عليه "البزار"[3] ...

هكذا يبدأ الرجل في المنادة والشباب حوله كل منهم يحاول أن ترسوا عليه المناقصة لإشعال التنور، ومن أجل أن ترسوا المناقصة على أحدهم لا بد أن يقدم أقل قيمة، ومن المعروف أن بعض الشباب منافسين محترفين لا يمكن أن تفلت منهم مناقصة تنور الحارة وعادتًا ما ترسوا عليهم .

بعد أن ترسوا على أحد الشباب يتم عقد الاتفاق بينه وبين عريف الحارة، وأبرز ما يأتي على رأس قائمة الاتفاق الأتي :
· الالتزام بالنظافة في صنع "تبزيرة" اللحم الخاصة بالتنور .
· الالتزام بكمية الحطب التي يحضرها لإشعال التنور .
· الالتزام بإشعال التنور في الوقت المناسب، والحضور عند مراسيم دفن التنور .
· الحضور عن فتح التنور والمشاركة في استخراج لحم أهالي الحارة من عمق التنور .

إلى جانب بعض التوجيهات الأساسية والتي تتم بين عريف السبلة ومن ترسوا عليه المناقصة، ويتم ذلك علانيًة أما كل أهالي الحارة ليشهد الجميع على نزاهة الاتفاق وسلامة المناقصة .

وبعد أن ترسوا المناقصة على أحد الشباب، لا بد من البحث عن بعض المساعدين ( شركات فرعية )، لأن المناقصة كبيرة ولا بد من مساعدين للخروج بأفضل النتائج، ولهذا يلجأ الشاب إلى أفضل شباب الحارة، وأحيانًا يستعين بأبناء عمومته، وخالته، وأقربائه، فكما يقال "الأقربون أولى بالمعروف" .

يذهب الشباب إلى أحد "السيوح"[4]، لقطع بعض الأشجار واستخدام أخشابها في إشعال تنور الحارة، ويفضل استخدام أنواع خاصة من الأشجار مثل "السمر"، وتتم هذه العملية إما يدويًا أو بالاستعانة بالمنشار الكهربائي.

وبعد مجهود كبير من أجل الحصول على الحطب، يبدأ الشباب في تهيئة "تبزيرة الشواء" وهي عبارة عن مجموعة من البهارات على رأسها "الفلفل، الجزع، البزار، الملح، الفلفل الأسود" وتضاف هذه البهارات إلى الخلْ المصنوع محليًا، مع مجموعة من الخلطات السحرية التي لا يعرفها إلا أهالي الحارة .

وقبل يوم أو يومين من العيد يبدأ الشباب بتحضير التنور من أجل مراسيم اليوم الثاني من أيام العيد، وهذه التهيئة تأخذ وقت طويل تستمر من صباح اليوم الثاني إلى ما بعد صلاة المغرب، وتبدأ بإحضار الطب إلى موقع التنور في الحارة، ثم ينزل أحد الشباب إلى التنور قبل إشعاله لاستخراج مخلفات العيد الماضي، ويتم تنظيف التنور من الأوساخ، والفحم القديم، ومن ثم يتم إنزال الحطب الجديد ويتم إشعاله بطريقة احترافية.

عند إشعال التنور لا بد من حراسته وذلك لتأمين أطفال الحارة، وهذا من ضمن الاتفاق "سيفتي"، كما يتم وضع صنبور من الماء بجانب التنور تحسبًا لأي مواقف طارئة، كما يتم صناعة بعض أكوام الطين من أجل إحكام غطاء التنور، وتستمر هذه العملية من الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الرابعة عصراً.

بعد صلاة العصر مباشرة يحضر أهالي الحارة وكل واحد معه اللحم الذي يريد أن يطبخه في التنور، مع الأدوات الرسمية لذلك والمتعارف عليها وهي :

ـ جونية من الصوف تسمى محليًا "خصفة" .
ـ ورق الموز، أو مجموعة من سعف النخيل الأخضر .
ـ حبل لربط الجو نية "الخصفة" .

وتم إحضار وعاء كبير مملوء "بتبزيرة" العيد والتي يتم استخدامها مجانيًا، وكل التكاليف يتم دفعها عن طريق مجلس إدارة سبلة الحارة، ومن ضمن الاتفاق من حق صاحب المناقصة بيع تبزيرة العيد للأهالي بعد الانتهاء من تبزير لحمهم، وذلك من أجل أن يستخدموا التبزيرة في أشياء خاصة مثل المخللات .

يتفنن الأهالي في تشكيل "شوائهم" فالبعض يضع بعض الأدوات الطريفة خارج غلاف الشواء، وبعضهم يضع الشباك، وآخرون يضعون الرموز الرقمية، وهكذا من أجل رسم الابتسامة في وجوه الآخرين في يوم الابتسامة فيه شيء أساسي .

وفي اليوم التالي وبعد صلاة الظهر يتم فتح غطاء التنور ويتم استخراج الشواء الشهي، ليأكل أفراد العائلة الأرز الأبيض مع اللحم المشوي بطريقة "التنور العُماني" وصحتين وعافية .

ابن المرار ،محمد سَعيد محمد بن سعيد العدوي
30نوفمبر2009م


[1] سبلة الحارة : مجلس كبير يجتمع فيه أهالي الحارة في أتراحهم وأفراحهم، وعادتًا ما يتوسط الحارة، ويكون المسجد بجانبه .
[2] العريف : والبعض يطلق عليه الوكيل وهو الشخص المسئول عن إدارة مجلس الحارة ماديًا وإداريًا .
[3] البزار : البهارات التي تخلط مع اللحم الذي سيتم وضعه في التنور .
[4] السيوح : الفلا، الصحراء .




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
غسيل جارتنا --- من راقب الناس مات هما semo قصص حقيقية 4 19/01/2013 06:48 AM


الساعة الآن: 05:39 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات