عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19/10/2010, 12:36 AM
صورة لـ عمرم
عمرم
مسافر
مسافر
 
رقة القلوب وأسبابها


رقة القلوب وأسبابها .......
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ،،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أيها الأحبة في الله، إن القلب موضع نظر الربِّ سبحانه، فإن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والهيئات، ولا إلى الأجساد والثروات، ولكنه ينظر إلى القلوب والطاعات، قال رسول الله : "إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" رواه مسلم.
فالقلب موضع نظر الرب سبحانه وتعالى، وما ذاك إلا لأنه سيّد الأعضاء كما قال ابن القيم رحمه الله: "إن القلب للأعضاء كالملك المتصرف في الجنود التي تصدر كلها عن أمره، فتكتسب منه الاستقامة أو الزيغ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحله".

إذَا القلوب استرسلت في غيها .......كانت بليّتها على الأجسام

وسلامة القلب علامة من علامات النجاة يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛ لذلك كان الاهتمام بتصحيح القلب أوّل ما يعتمد عليه السالكون، والنظر في أمراضه وعلاجه أهمّ ما تنسك به الناسكين؛ حتى يلاقوا ربهم به سليما يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

عباد الله، علم إبليس عدوّ الله مكانة القلب، فأجلب عليه بخيله ورجله، وأقبل عليه بالوساوس تارة، وبالشهوات والشبهات تارة أخرى، فزين للنفس من الأحوال والأعمال ما يصدها عن طريق الله المتعال، ونصب من الحبائل والمصائد ما يجعل به العبد عن الله شارد، فتغيرت القلوب وتبدّلت، وانصرفت عن الله وتحولت حتى انقسم الناس إلى: صاحب قلب سليم مقبل على الله ومرضاته، وصاحب قلب مريض يصارع نفسه وشيطانه، وصاحب قلب ميت لا يعرف ربّه ولا يؤدّي حقه ولا يستجيب لداعيه.

ولعلنا نسأل أو نتساءل: من أين تأتي رقة القلوب وانكسارها وإنابتها إلى ربها؟ ومن الذي يتفضل عليها بإخباتها؟ إنه الله سبحانه وتعالى، فالقلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء،كما قال : "قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله عز وجل، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه" رواه الطبراني والحاكم وصححه.
اللهم يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك، اللهم ما مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.

فإذا أرسل الله سبحانه على القلب رحمة فإنها تتغلغل فيه، وتحوّل ذلك القلب من القسوة إلى الرقة، ومن الغفلة إلى اليقظة، ومن البعد عن الله إلى القرب منه سبحانه، فبعدما كان العبد جريئًا على التفريط في جنب الله متساهلاً بأوامر الله فإذا به يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يعرف لله حقوقه، وينفر من عصيانه، ويخشى عقابه، ويرجو ثوابه.

أحبتي في الله، إن رقه القلب هي النعمة التي ما وجدت نعمة على الأرض أجل وأعظم منها، وما من قلب يحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودًا بعذاب الله، قال تعالى:" فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ "الزمر:22؛ لذلك ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر: كيف أرقّق قلبي لذكر الله ومحبة الله؟

اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ لرقه القلب أسبابًا وسبلاً:
أولها الإيمان بالله، فما رقّ قلب بسبب أعظم من الإيمان بالله، ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا رقّ قلبه وصفت سريرته، فلا تأتيه الآية من الله والحديث عن رسول الله إلا قال بلسان حاله ومقاله: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.



وكذلك من أسباب رقه القلب أيضاً:
النظر والتدبر في كتاب الله وآياته، قال تعالى: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد:24. فالمؤمن المتدبر لآيات الله هو أرق الناس قلبا وأنقاهم نفسًا، وما قرأ العبد هذه الآيات متفكرًا متدبرًا إلا والعَين تدمع والقلب يخشع والنفس تخضع، وإذا بأرض هذا القلب تنقلب خصبة غضّة طرية، تنبت في النفس السكينة والخضوع لله رب العالمين

ومن الأسباب المعينة على رقة القلب أيضاً
تذكّر الآخرة وأهوالها والجنة ونعيمها والنار وجحيمها، أعاذنا الله وإياكم من النار، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار. فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فان فإنه حينئذ يحتقر الدنيا، ويقبل على ربها، عندئذ يرق قلبه وتخشع جوارحه.

إن انشغال النفس بالدنيا ومتاعها لمن أكبر أسباب قسوة القلب، فهي التي تجعل العبد ينشغل بالمظهر عن الجوهر وبالمبنى دون تحقيق المعنى، ويصبح اللهو سمة له؛ لذا كان التفكر في اليوم الآخر كالحادي الذي يسوق النفوس إلى ربها، ويرقق القلوب بعد قسوتها واغترابها، ويردعها عن غيها، وذلك لأن يوم القيامة هو يوم الحسرة، وما أدراك ما يوم الحسرة؟! إنه يوم خوّف الله به، وتهدّد وأنذر به وتوعد، قال تعالى: " وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ "مريم:39. وأي حسرة أعظم من فوات رضوان الله وجنته واستحقاق النار أعاذنا الله من النار؟!




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
لو كان في القلوب حياة ! الفارس الاخير قصص حقيقية 0 14/04/2008 05:05 PM
لغة القلوب الصمت ميزتي موضوعات عامة 8 13/04/2008 09:41 AM
أعمال القلوب amouaden1 إسلاميات 5 27/03/2006 07:12 AM


الساعة الآن: 12:48 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات