بسم اله الرحمن الرحيم
خرَّج البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحهما، عَنْ أَنَسٍ t، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أن يكون اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ».
دل هذا الحديث على أنّ للإيمان حلاوةً، وهذا شيء يشعر به المخلصون الصادقون، ولهذا كان بعض السلف تمر به أوقات فيقول: إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا إنهم لفي عيش طيب. وكان غيره يقول: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجلدونا عليه بالسيوف.
فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلب كما يذوق أحدنا الماءَ بالفم، وهو غذاء القلوب وقوتها.
وهذه الحلاوة لا يجدها إلا من عمر وقته بطاعة الله، وقد سئل وهيب بن الورد رحمه الله: هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله؟ قال : لا، ولا من هم بالمعصية. فالقلب المريض والعياذ بالله يستحلي ما فيه هلاكه، ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»؛ لأنه لو كمل إيمانه لوجد حلاوة الإيمان، فاستغنى بها عن استحلاء المعاصي