عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28/12/2010, 11:19 AM
صورة لـ عصفور الشرق
عصفور الشرق
نشيـط
 
استجيبوا لله وللرسول

..............سامي بن خالد الحمود..........

( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) .. دعوة إلى الحياة في ظلال الإيمان .
وهل يدعونا الله إلى الحياة ونحن أحياء ؟ نعم . إن الحياة الحقيقية إنما تكون بالاستجابة لله ورسوله والالتزام بدينه . وبقدر ما يكون في القلب من الاستجابة لله ورسوله تكون حياته . ومن أعرض عن ذكر الله والاستجابة لأمره فهو ميت وإن كان يمشي بين الأحياء .
قال تعالى ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ) ترهيب بعد ترغيب ، ووعيد شديد لمن لم يستجب لله ورسوله أن الله تعالى يحول بينه وبين قلبه فيصرفه عن الحق والهداية ، لأن هذا القلب وإن كان بين جنبيك فإنه بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء .
ثم قال ( وأنه إليه تحشرون ) فأين المفر ؟ قلوبنا بين يديه ، ونحن بعد موتنا محشورون إليه . فليس لنا مفر إلا بالتوبة والإنابة إليه .
ثم قال تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) والفتنة هنا أن يفعل المنكر وترتكب الجريمة في المجتمع ثم لا تجد من ينكرها ويأخذ على يد فاعلها .
إننا إذ فعلنا ذلك فإننا متوعدون بعقوبة من الله شديدة لا تصيب المذنب خاصة بل تصيب المجتمع بأسره عامة .
ثم قال تعالى ( واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ) يذكر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أن كانوا بمكة وهم قليل مستضعفون في الأرض وأيدي الكفار من العرب والروم والمجوس تكاد أن تمتد إليهم فتخطفهم . فما الذي حدث ؟
قال تعالى ( فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) فآواكم الله إلى المدينة ، وأيدكم بنصره في بدر وغيرها ، ورزقكم من الطيبات ففتحت لهم الدنيا وأحضرت كنوز كسرى وقيصر فألقيت بين يدي الصحابة رضي الله عنهم وما ذلك ليحصل إلا بسبب للاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
وإن لنا في هذه البلاد المباركة لعبرة . فإن كنا في شك فلنسأل أجدادنا عما كانت عليه هذه البلاد من الفرقة والجوع والخوف حتى استجابت لأمر الله وحكمت شرع الله فوحد الله دولتها وأسبغ عليها أمنها وأتتها الأرزاق والنعم من شتى بقاع الأرض . وإنها لنعمة تستحق الشكر بالتمسك بدين الله تعالى وبالشكر تدوم النعم .
ثم قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنت لا تعلمون ) يأمرنا الله عز وجل بالأمانة ويحذرنا من الخيانة . والأمانة كل ما أؤتمن عليه الناس ، فالصلاة أمانة فمن لم يؤدها في أوقاتها جماعة فقد خان الله ورسوله . العمل الوظيفي ، الممتلكات العامة ، الأموال التي يؤتمن عليها الإنسان . كلها أمانات سيسأل عنها العبد يوم أن يقف بين يدي الله تعالى وحيداً فريداً.
ثم قال تعالى ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) من أعظم الأسباب التي تقعد الناس عن الاستجابة لله ورسوله فتنة المال والأولاد . فإن العبد إذا التمع بريق المال في عينه ثارت الشهوة في قلبه . إن حالة الضعف هذه إنما هي اختبار وفتنه للعبد . ولكن ، قال الله ( وأن الله عنده أجر عظيم ) فيا ويل من باع الأجر العظيم بحطام زائل من الدنيا .
ثم قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ، ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ، والله ذو الفضل العظيم )
نعم . المال والاولاد فتنة .. عدم الاستجابة لله ورسوله فتنة .. لكن المخرج من هذه الفتن هو تقوى الله ومراقبته والخوف منه .
( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ) والفرقان المخرج والنجاة والنور الذي يفرق به المسلم بين الحق والباطل فلا يضل حين الأفهام ، ولا يزل حين تزل الأقدام .
( ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ) وفي هذا بشارة لنا معاشر المذنبين ، أننا إذا اتقينا الله كفر عنا سيئاتنا الصغيرة وغفر لنا ذنوبنا الكبيرة .


( والله ذو الفضل العظيم ) فما أوسع عطاءه وما أجزل فضله . نسأله جل وعلا أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا .
اللهم احفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ، وأيد بالحق أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة ، وادفع عنا وعن كل بلاد المسلمين كل مكروه وسوء .
اللهم وفق كل من وليته أمن المسلمين في هذه البلاد ، واهده بهداك ، واجعل عمله في رضاك . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .






من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى


الساعة الآن: 04:05 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات