ثلاثة مهلكات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ثلاثة مهلكات :شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه))


وقال :اذا رايت شحا مطاعا وهوى متبعا واعجا ب كل ذى رأى برأيه فعليك بنفسك ))

وقال ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والاحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامانى))


مثلات لذلك :

1)اعجب ابليس لعنة الله عليه بحاله واغتر بنفسه واصله فقال :(خلقتنى من نار وخلقته من طين )(الاعراف :12) فطرده الله من رحمته ومن انس حضرة قدسه


2)اعجبت عاد بقوتها واغترت بسلطانها وقالوا :(من اشد منا قوة)(فصلت :15)فاذاقهم الله عذاب الخزى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة


3)غفل نبى الله سليمان عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام فقال:لاطوفن الليله على مائةامراة تلد كل امراة ولدا يجاهد فى سبيل الله ،غفل فلم يقل(:ان شاءالله)فحرمه الله سبحانه ذلك الولد


4)اعجب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حنين بكثرتهم وقالوا :لن نغلب

اليوم من قلة فاصيبوا بهزيمة مريرة حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت ثم ولوا مدبرين الى ان عادوا الى الله فنصرهم الله

ومن مظاهر الغرور ما يلى :

1- فى العلم : قد يعجب المرء بعلمه ويغتر بكثرة معارفه فيحمله ذلك على عدم الاستزادة وعلى ترك الاستفادة او يحمله على احتقار غيره من اهل العلم واستحقار سواه وكفى بهذا هلاكا له


2- فى المال :قد يعجب المرء بوفرة ماله ويغتر بكثرة عرضه فيبذر ويسرف ويتعالى على الخلق ويغمط الحق فيهلك


3- فى القوة :قد يعجب المرء بقوته ويغتر بعزة سلطانه فيتعدى ويظلم ويقامر ويخاطر فيكون فى ذلك هلاكه ووباله


4-فى الشرف : قد يعجب المرء بشرفه ويغتر بنسبه واصله فيقعد عن اكتساب المعالى ويضعف عن طلب الكمالات فيبطئ به عمله ولم يسرع به نسبه فيحقر ويصغر ويذل ويهون



5-فى العبادة :قد يعجب المرء بعمله ويغتر بكثرة طاعته فيحمله ذلك على الادلال على ربه والامتنان على منعمه فيحبط عمله ويهلك بعجبه ويشقى باغتراره


وعلاج ذلك :

ذكر الله تعالى بالعلم بان ما اعطاه الله اليوم من علم او مال او قوة او عزة او شرف قد يسلبه غدا لو شاء ذلك




وان طاعة العبد للرب مهما كثرت لاتساوى بعض ما انعم الله على عبده وان الله تعالى لايدل عليه بشئ اذ هو مصدر كل فضل وواهب كل خير وان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
((لن ينجى احدا منكم عمله ))قالوا : ولاانت يارسول الله ؟قال:((ولا انا الا ان يتغمدنى الله برحمته))