عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30/04/2011, 08:56 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
الله اكبر ما بين الخامسة فجرا والسابعة صباحا ؟؟

في الساعة الخامسة صباحاً، والتي تسبق تقريباً خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما يكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) ..

بينما أمم من المسلمين؛ أضعاف هؤلاء لا يزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويَدَعُونَ فِتيان المنزل وفتَياتِه في سُباتهم !!

حسناً؛ انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة ..

ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة ..

ما إن تأتي الساعة السابعة - والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج - وبدأ وقت الدراسة والدوام؛ إلا وتتحول الرياض وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار !! حركة موارة !! وطرقات تتدافع !! ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة !! ومقاهي تَغُصُّ بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل ..

أعرف كثيراً من الآباء والأمهات يودُّون أن أولادهم لو صلوا الفجر في وقتها - يودُّون فقط - بمعنى لو لم يؤدِّها أبناؤهم فلن يتغير شيءٌ، لكن لو تأخر الابن ( دقائق ) فقط؛ نعم أنا صادق ( دقائق ) فقط ! عن موعد الذهاب لمدرسته فإن شوطاً من التوتر والانفعال يصيب رأس والديه .. وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرُخون فيه بكل ما أوتوا من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته !!!

هل هناك عَيْبٌ أن يهتَمَّ الناس بأرزاقهم؟!
هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على شهادات يتوظفون على أساسها ؟!
أساساً لا طبعاً، بل هذا شيء محمود، ومن العيب أن يبقى الإنسان عالة على غيره ..

لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة ؟!

لاحظ معي أرجوك: أنا لا أتكلم الآن عن ( صلاة الجماعة )؛ والتي هناك خلاف في وجوبها ( مع أن الراجح هو الوجوب قطعاً )، لا ..

أنا أتكلم عن مسألة لا خلاف فيها عند أمة محمد طوال خمسة عشر قرناً ! لا اختلاف بين المسلمين في أداء الصلاة في وقتها، والكل متفق على أن إخراج الصلاة عن وقتها من أعظم الكبائر !!

بالله عليك .. أعد التأمل في حال ذَينكَ الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم وقت صلاة الفجر ( فلان قم صل الله يهديك ) ويمضون لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت ( المدرسة والدوام ) تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن مدرسته ودوامه !!

بل هل تعلم يا أخي الكريم؛ أن أحد الموظفين - وهو طبيب ومثقف - قال لي مرة: إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام !! يقولها بكل استرخاء .. مُطبِـِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ ما يزيد عن عشر سنوات !!

وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها، وفيها ثـُلَّة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة، قال لي: إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها؟

فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد ( لله درها من زوجة ) ..

يا الله !! هل صارت المدرسة - التي هي طريق الشهادة - أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام ؟!

هل صار وقت الدوام - الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا - أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا !! وقد تركنا لقائه في وقت من أهم الأوقات الخمسة التي حدَّدها ؟!

هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من ديننا !!

بل وانظر إلى ما هو أعجب من ذلك !! فكثير من الناس الذي يخرج صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق ما يجده من تأنيب الضمير إذا أخرج الصلاة عن وقتها !!

كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تالياً يتلو علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة: [ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ] !!

سبحان الله؛ ما الذي بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة ؟!

هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية ؟!

ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة ؟!

كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول: [ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ] ..

أخي الغالي .. حين تتذكر شخير الساعة الخامسة صباحاً، في مقابل هدير السابعة صباحاً؛ فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى: [ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ] ؟!

[ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلة * وَتَذَرُون الآخِرَة * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَة ] ..

المقارنة بين مَشهَدَي الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله ..!!

لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولا غناء [ برغم أنها مسائل مهمة ] ..

أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها ( الصلاة ) التي قـُبـِضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر (( الصلاة .. الصلاة .. )) وكان ذلك آخر كلام رسول الله ..

الصلاة التي عظَّمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين موضعاً تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا !!

تأمل يا أخي الكريم في قوله تعالى: [ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ] ..

و الله الهادي الى سواء السبيل ..



================================================== ==

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

اللهم اغفرلي تأخيري وتقصيري في ديني

[ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ] (سورة غافر).




ا




من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى


الساعة الآن: 03:02 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات