عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11/05/2011, 05:43 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
قامع الشهوات و شفاء الأحياء الخوف و الرجاء



أختي المسلمة : خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين .. و ملك أفئدة المتقين .. ففارقوا اللذات.. و هجروا الشهوات .. و عكفوا على الصالحات .. فأناروا نهارهم بالذكر و الحسرات.. و ليلهم بالتهجد و الآهات ..
عجبت للنار نام راهبها *** و جنة الخلد نام راغبها
عجبت للجنة التي شوق *** الله إليها إذا نام طالبها
إني لفي ظلمة من الحب *** للدنيا و أهل التقى كواكبها
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]

أختي : "أمر بأن يكون الإنسان في حالة تقرب و تخوف و تأميل لله عز وجل"..(الإمام القرطبي)

أختي المسلمة : لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى و الخشية منه إلا الصادقون.. المخلصون.. الواقفون على باب خدمته سبحانه و تبارك.. و إن شئت أختي أخبرتك عن أعظم الخلق خوفاً لله تعالى .. و أطلعتك على سر هذا الخوف .. فاسمعي مني أختي رعاني الله وإياك : " كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه ". و قد وصف الله تعالى الملائكة بقوله : {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل 50]
والأنبياء بقوله :{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب: 39]" الإمام ابن حجر.

أختي في الله : أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى، و تعالي معي لأخبرك عن سر هذا الخوف !
"و إنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم، فيراعون تلك المنزلة، و لأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة فيتضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة". الإمام ابن حجر

و أنت أختي لك نصيبك من هذا الخوف .. تحسينه في نفسك، و تلمسينه بين جوانحك إن صدق إيمانك .. و عظم يقينك ..
"فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب لقوله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] ، أو نقصان الدرجة بالنسبة، و إن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله، و ينفعه ذلك مع الندم و الإقلاع، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية و التصديق بالوعيد عليها و أن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له". الإمام ابن حجر.

أختي المسلمة : ألا أخبرك بأعجب أحوال الخائفين ؟!
عساك أن تكوني من هذا الفريق .. فيصلح قلبك .. و تهفو نفسك إلى بارئك .. عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر و يسرقون ؟ ، قال: «لا يا بنت الصديق، و لكنهم الذين يصومون و يصلون و يتصدقون، و هم يخافون أن لا يقبل منهم : أولئك الذين يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون». رواه الترمذي و أحمد و الحاكم.

أختي في الله : إملئي قلبك من الخوف منه تعالى .. يؤمنك مما تخافين .. و يختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف ..
فلا تكوني أختي من اللاهين عن عظمة ملك الملوك .. قيَّام السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من مالك و مملوك .. قال الحسن البصري : "ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق".
و من وصايا الفضيل بن عياض لهارون الرشيد : "يا أمير المؤمنين فرغ قلبك للحزن و الخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله و يباعداك من عذاب النار".
و قال ذو النون : "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق".
و قال أبو سليمان الدارني : "ما فارق الخوف قلباً إلا خرب".
و قال إبراهيم بن سفيان : "إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها و طرد الدنيا عنها".
فخف الإله فإنه من خافه *** سكن الجنان مجاوراً رضوانا
و لمن عصى نار يقال لها لظى *** تشوي الوجوه و تحرق الأبدانا
تبكي و حق لنا البكا يا قومنا *** كي لا يؤاخذنا بما قد كسانا
و قال ابن المبارك : "من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي و لا يحزن عليه".

أختي المسلمة : أرأيت كيف سهونا ؟! أرأيت كيف غفلنا ؟!
أرأيت كيف أمانينا ؟!
أحاطت بنا المهالك و نحن غافلون.. و أطلّت علينا المخاوف و نحن في بحر الغواية سادرون.. لا عقل ينهى .. و لا قلب عن الغواية يلهى..
إلهي ما أعظم حلمك.. و ما أوسع عفوك و صفحك.. {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45]

أختي الغالية : أقالني الله و إياك العثرات.. و أرخى علينا ستره في المحيا و الممات.. فلتعلمي أخيتي هديت و إياك إلى الصواب، إن خوف الله تعالى يتبين في سبعة أشياء :
أولها في اللسان : فيمتنع اللسان عن الكذب و الغيبة و كلام الفضول و يشتغل بذكر الله، و تلاوة القرآن و مذاكرة العلم.
ثانيها في البطن : فلا يدخل البطن إلا طيب حلال، و يأكل من الحلال مقدار حاجته.
ثالثها في البصر : فلا ينظر إلى الحرام و لا إلى الدنيا بعين الرغبة و إنما يكون نظره على وجه العبرة.
رابعها في اليد : فلا تمتد اليد إلى الحرام لا تمتد إلا إلى ما فيه طاعة الله عز وجل.
خامسها في الرجل : فلا تمشي في معصية الله تعالى.
سادسها في القلب : فتخرج منه العداوة و البغضاء و حسد الإخوان و الأخوات و تدخل فيه النصيحة و الشفقة على المسلمين.
سابعها في الطاعة : أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، و يخاف عليها الرياء و النفاق.
فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله فيهم : {وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } و قال : {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} نصر بن محمد السمرقندي.

أختي في الله : جعلني الله و إياك من الخائفين .. الخاشعين ..
فهل علمتي أختي أن الخوف : "من أجل منازل الطريق و أنفعها للقلب و هي فرض على كل أحد.. قال الله تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] و قال : {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40] و قال : {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44] و مدح أهله في كتابه و أثنى عليهم فقال : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} [المؤمنون: 57] إلى قوله : {أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } [المؤمنون61] الإمام ابن القيم.

أختي الحبيبة : نور الله قلبي و قلبك بمعرفته تعالى، فالخوف أختي نور لقلبك به تبصر الخير و الشر.
قال أبو حفص : "الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر".

أختي الغالية : " و كل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل فإنك إذا خفته هربت إليه". الإمام ابن القيم.
أحدث لربك توبة *** فسبيلها لك ممكن
و اصرف هواك لخوفه *** مما تسر و تعلن
فكأن أهلك قد بكوا *** جزعاً عليك و رننوا

أختي المسلمة : ألا أنفحك بنفحات الصالحين .. و أريج أولياء الله المتقين .. عسى النفس المفرطة أن تصحو .. عسى القلب المدلل أن يقفو ..

أخيتي : إنها زهرات أهديكيها .. من بساتين العارفين .. و رياض الخائفين .. فمتعي أختي ناظرك ببهائها.. و سرحي القلب في سنائها .. فهنالك ترتاح النفوس .. و يذهب البؤس ..

أختي في الله : فهيا بنا إلى روضة الأرياض .. و شفاء المريض .. فتأملي معي : نبينا صلى الله عليه و سلم يخبر عنه من رآه يصلي : «وإن في صدره لأزيز كأزيز الرحى من البكاء». رواه أبو داود و الترمذي و النسائي.


و سألوه ذات مرة صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله قد شبت فقال : «شيبتني هود و أخواتها» رواه الترمذي.
و في رواية : «شيبتني هود و الواقعة و المرسلات و هم يتساءلون و إذا الشمس كورت».

أختي : إن النبي صلى الله عليه و سلم كان سيد الخائفين .. و أولى من خشي رب العالمين .. فضاهاه في ذلك أصحابه الميامين .. الذين كانوا من بعده أئمة الهدى و الدين .. و سادة أولياء الله المتقين .. فعليهم من الله الرضوان إلى يوم الدين ..
و هذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يقول : "والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل و تعضد!"
و قال يوماً : "ليتني خضرة تأكلني الدواب".
و هذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ يوماً تبنة من الأرض و قال : "يا ليتني كنت هذه التبنة، يا ليتني لم أك شيئاً مذكوراً، يا ليتني كنت نسياً منسياً يا ليتني لم تلدني أمي".
و هذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته، و قال : "لو أنني بين الجنة و النار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير".
و هذا أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يبكي و يشتد خوفه من اثنين : طول الأمل و اتباع الهوى و يقول : "فأما طول الأمل فينسي الآخرة و أما اتباع الهوى فيصد عن الحق".
و هذا أبو عبيدة الجراح رضي الله عنه قال : "وددت أني كنت كبشاً فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي و يحسون مرقي".

أختي المسلمة : هداني الله و إياك إلى التمسك بهدي الصالحين.. و الحشر في سوادهم يوم الدين .. أختي ليت شعري لا أدري كيف مشاعرك و أنت تتأملين معي هذه العظات البليغة .. و الأوابد النادرة الفريدة ؟!!

أختي : أترى أين ذهب قلبك و أنت تقفين عند هذه المواعظ ؟!!
أختي أتحسستيه و أنت تقرأين ذلك ؟!
و إذا تحسستيه، هل كان له وجيف أو خفقان ؟
فإن كان أختي فأنت بخير .. و إلا أختي عليك بتأديبه بسياط الخائفين .. عساك أن تدركي ركبهم و إن فاتك أول الركب الميمون.

أختي في الله : أولئك النفر من الصحابة رضي الله عنهم بشرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة، فكانوا يمشون على الأرض و الناس يعلمون أنه سيطأون بأرجلهم أرض الجنة .. و مع هذا فقد رأيتِ أختي حالهم و شدة خوفهم من الله تعالى .. فما أعجبها من أحوال تحرك القلوب الغافلة .. و النفوس الجافة .. فوآااه من هذه القلوب القاسية .. و الأماني الكاذبة.
لا يذهبن بك الأمل *** حتى تقصر في العمل
إني أرى لك أن تكون *** من الفناء على وجل

أختي المسلمة : أما أسقيك من هذه العين النضاحة .. لعلكِ أن تفيقي على لذاتها فتستدركين فارط أمرك.
و هذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول : "إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي : يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت ؟!"
و هذا تميم الداري رضي الله عنه قرأ ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية : {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} جعل يرددها و يبكي حتى أصبح !
و هذا أبو هريرة رضي الله عنه بكى في مرضه فقيل له : " ما يبكيك ؟
فقال : أما إني لا أبكي على دنياكم هذه و لكن أبكي على بعد سفري و قلة زادي و إني أمسيت في صعود على جنة أو نار لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي".
و هذا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : "لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلىّ من أن أتصدق بألف دينار".

أختي في الله : كم كان الإمام ابن القيم صادقاً عندما قال : "والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف، و وصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن و من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، و نحن جمعنا بين التقصير بل التفريط و الأمن".
و قال أبو عثمان الجيزي : "من علامة السعادة أن تطيع و تخاف أن لا تقبل، و من علامة الشقاء أن تعصي و ترجو أن تنجو".

أختي المسلمة : تلك هي الثمار الدانية .. و المحاسن الغالية .. و مازال أختي مركب الخائفين يسير .. و نفحهم يملأ الدنيا بالعبير.
فهذا إمام العارفين الحسن البصري : أتى بكوز من ماء ليفطر عليه، فلما أدناه إلى فيه بكى و قال : "ذكرت أمنية أهل النار و قولهم : {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} [الأعراف: 50] و ذكرت ما أجيبوا : {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50]
و هذا طاووس كان يفرش له الفراش فيضطجع و يتقلى كما تتقلى الحبة في المقلى ثم يثيب فيدرجه، و يستقبل القبلة حتى الصباح ! و يقول: طيّر ذكر جهنم نوم الخائفين.
و هذا سفيان الثوري كان ينهض من الليل مرعوباً ينادي : "النار النار شغلني ذكر النار عن النوم و الشهوات".
و لما حضرت مسعر بن كدام الوفاة دخل عليه سفيان الثوري فوجده جزعاً فقال له : لم تجزع ؟ فوالله لوددت أني مت الساعة، فقال مسعر : أقعدوني، فأعاد عليه سفيان الكلام
فقال : إنك إذاً لواثق بعملك يا سفيان، لكني والله لكأني على شاهق جبل لا أدري أين أهبط ؟! فبكى سفيان فقال : أنت أخوف لله عز وجل مني.
و وقف قوم بعابد يبكي فقالوا : ما الذي يبكيك يرحمك الله ؟
قال : قرحة يجدها الخائفون في قلوبهم
قالوا : و ما هي ؟
قال : روعة النداء بالعرض على الله عز وجل.

أختي في الله : فلتخافي الله تعالى خوف المؤمنين الصادقين .. و اعلمي أختي إن بأس الله لا يطاق .. و إن عذابه أليم شديد .. و لكن أختي لا تيأسن من رحمة الله و رجائه .. فلتخافي الله خوفاً ممزوجاً بالرجاء و إذا رجوته أختي فامزجي رجاءك بالخوف ..

أختي : أما رأيت كيف مدح الله تعالى زكريا عليه الصلاة و السلام و أهل بيته فقال : {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]
(رغباً) : إنهم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون منه من رحمته و فضله..
(رهباً) : يعني رهبة منهم من عذابه و عقابه بتركهم عبادته و ركوبهم معصيته.
ليس يرجو الله إلا خائف *** من رجا خاف و من خاف رجا

أختي المسلمة : ما أحلى الرجاء مع الخوف .. فإن نار الخوف لا يخفف حرها إلا الرجاء.
الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب و هو الله و الدار الآخرة، و يطيب لها السير.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إن أكبر آية في القرآن فرجاً آية في سورة الزمر : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]

أختي في الله : أتدرين ما هو الرجاء ؟
الرجاء أختي الغالية هو : حسن الظن بالله تعالى، و ليس الرجاء بالأماني و الظن الحسن بدون عمل صالح !
و إن شئتِ أختي فاسمعي كلام الإمام ابن القيم يخبرك عن حقيقة الرجاء، قال : "و حسن الظن هو الرجاء فمن كان رجاؤه هادياً له إلى الطاعة و زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، و من كانت بطالته رجاءً و رجاؤه بطالة و تفريطاً فهو المغرور".
ثم أختي لا أزال و إياك مع الإمام ابن القيم و هو يعرفنا بحقيقة الرجاء .. يقول : "و قد قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 218] فتأملي كيف جعل رجاءهم إتيانهم بهذه الطاعات ؟
و قال المغترون : إن المفرطين المضيعين لحقوق الله المعطلين لأوامره الباغين على عباده المتجرئين على محارمه أولئك يرجون رحمة الله!!
أيا عجباً للناس في طول ما سهوا *** و في طول ما اغتروا و في طول ما لهوا
يقولون نرجوا الله ثم افتروا به *** كزاد الذين استعصموا الله و اتقوا

أختي المسلمة : الرجاء سلم الخائفين .. و ظل الخاشعين .. و أمنة التائبين .. لا مكان في دوحه للمذنبين المغترين ..

أخيتي الحبيبة : و ها هو موكب الخائفين يمر علينا في حدائق الراجين، امتلأت نفوسهم بالرجاء و ما أهنأهم بالإقالة يوم اللقاء..
و دخل النبي صلى الله عليه و سلم على شاب و هو في الموت فقال : «كيف تجدك ؟».
قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله و إني أخاف ذنوبي
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو و آمنه مما يخاف». رواه الترمذي.

أختي في الله : فليحسن رجاؤك بالله تعالى، مع حسن العمل.
و ليحسن أختي رجاؤك للمسلمين، أن يتجاوزوا عن خطاياهم .. و ينفعهم بحسن الرجاء يوم يلقاهم ..
قال ابن عون : "ما رأيت أحداً أعظم رجاء للموحدين من محمد ابن سيرين".
و قال ابن المبارك : جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة و هو جاث على ركبتيه و عيناه تهملان فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً.
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم.
إذا أمسى فراشي من تراب *** و صرت مجاور الرب الرحيم
فهنوني أحبائي و قولوا *** لك البشرى قدمت على كريم
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : "سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل موته بثلاثة أيام يقول : «لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بالله عز وجل». رواه مسلم.

أختي المسلمة : حفظني الله و إياك من كل سوء و هدى قلبي و قلبك إلى الحق.
أختي الغالية : "القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران، و متى قطع الرأس مات الطائر، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر".. الإمام ابن القيم
أتيتك راجياً يا ذا الجلال *** ففرج ما ترى من سوء حالي
إلى من يشتكي المملوك إلا *** إلى مولاه يا مولى الموالي
و ها أنا ذا عبيدك عبد سوء *** ببابك واقف يا ذا الجلال
فإن عاقبت يا ربي فإني *** محق بالعذاب و بالنكال
و إن تعفو فعفوك أرتجيه *** و يحسن إن عفوت قبيح حالي

أختي المسلمة : كم من هذه النفس محبة للآمال و الرخص العريضة .. سرورها في الكسل و الأماني الرخيصة .. و ها أنا أختي أدلك على علامات الطريق و أرشدك إلى ملاك الأمر فاستعصمي به أختي تفوزي ..
قال مالك بن دينار : "إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف و علامة الرجاء فقد تمسك بالأمر الوثيق، أما علامة الخوف : فاجتناب ما نهى الله عنه .. و أما علامة الرجاء : فالعمل بما أمر الله به".

فاجمعي أختي الهمة .. و كوني من هؤلاء : {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57]
( من إطلاعاتي و نقلته إليكم للفائدة بإذن الله )

للأمانة منقول بتصرف


__________________





من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
عشر قواعد للتعامل مع الشهوات زهرة الاسلام إسلاميات 4 22/03/2010 02:40 PM
عندما تجدها ضعيفة أمام الشهوات فارس بلا جواد إسلاميات 5 01/10/2007 11:19 PM
ليس الخوف من القبر ولكن الخوف الحق من الأعمال الخاطئة hassanalshami إسلاميات 5 27/03/2007 09:35 PM
قصص شفاء بالقرآن الكريم زهرة الخزامى قصص حقيقية 5 12/07/2006 10:12 AM


الساعة الآن: 02:03 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات