كلَّما انتفض القلمُ ليبوح بما يجول في الخاطِر، وما يسكُن في القلب مِن جرح جائِر، تبقَى هناك كلماتٌ قابعة تأبَى الخروج؛ لأنَّ الورق لا يحتمل وجودَها، ولا الحبر يستطيع رسمَ حروفها، حتى اللِّسان يعجِز عن النُّطق بها، فتبقَى خالدةً خلف الابتِسامات تتفنَّن في رسْمِها.
تبقى الكلمات تَحكي عنْ قصَّة آلام وأحزان، آمال وأمنيات، تتحاكَى في خلجات النفْس، حلمها بأن تكون أنوار شمس الصباح حبرًا يكتُب انتهاء قصَّة دموع تصرُخ تحتَ جناح الطير الغافي على قمَّة الجبل المتألِّم من دموعه لدموعي؛ إذ هو شلاَّل يهدر مِن عنده حتى سفْح الجبل، غمر الزهور أرْحل الفراشات، والحزن ما زال يجوب أرجاءَ المكان.
يبقَى الأمل يطلُّ في كل حين من عندِ الرحمن الرحيم، فلا حزن ولا أنين فالله حي لا ينام، وخزائن الجليل ملأى إلى يومِ الدِّين.