ل[COLOR="Teal"]ماذا نجدُ أحيانًا كثيرة أنَّ بعض الفتيات يشتكين من العنوسة؟
فقال الفيلسوف: لا بد أن تدركَ الفتاةُ أنَّ الزواجَ أحدُ مظاهر الرِّزق الذي يقسمه اللهُ كيف يشاء، كما هو الحال في كلِّ شؤون الحياة، واللهُ وحده هو الذي يمنح الرزقَ وهو الذي يمنعه، ولو أجمع الإنسُ والجنُّ على أن يقدموا لامرأة زوجًا لم يكتبْه اللهُ لها لما استطاعوا، ولو اجتمعوا على أنْ يحرموها من زوجٍ قدَّره الله لها فلن يجدوا إلى ذلك سبيلاً؛ لذا لا بد من الإلحاحِ بالدُّعاء؛ فالدعاءُ يردُّ القضاءَ، فهما يتعاركان في السَّماء وأيهما أقوى ينزل، ولتعلمِ الفتاةُ أنَّ كل ما يحصل لهما هو قضاء وقدر، يجبُ عليها التسليمُ به وعدم تسخطه، وأنْ تحمدَ الله على كلِّ حال، كما قال بن الخطاب - رضي الله عنه -: "نفرُّ من قدرِ الله إلى قدر الله".
على الفتاةِ أن تعي أنَّ الله لحكمةٍ يريدُها قد يبتلي المرأةَ بحرمانها من الزَّواجِ بالشروط التي تريدها، أو يحرمها من الزواج نهائيًّا ولو لم تشترط شروطًا، قال - تعالى -: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء : 35]، يقول ابن كثير: "أي نختبركم بالمصايبِ تارةً، وبالنعم تارة أخرى، فننظر مَنْ يشكرُ ومن يكفر، ومن يصبرُ ومن يقنط"، وبقاءُ المرأةِ بلا زوجٍ لا ينقص من أهمية المرأة أو حاجة المجتمعِ لها، فهناك كثيرٌ من المهامِ والأنشطة التي تسدُّ بها خليةَ المجتمع.[/COLOR]