التظاهرات بين ضرورة ضرب المحتل واحترام الدم العراقي
التظاهرات بين ضرورة ضرب المحتل واحترام الدم العراقي
الدكتور سعد الدين الراوي
ان مما تحلَّى به المجاهدون الشجعان انهم التزموا بثوابت ايمانية وقواعد اسلامية حقة وآداب فيها مراعاة تنفيذ الاوامر فكان جمال العمل الجهادي يظهر على المجاهدين من جهتين: الاولى: الالتزام الحقيقي وبكل جدِّية بالامر الالهي الذي لا يقبل الشك في قوله تعالى : (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) ) «التوبة». وقوله: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) ) «التوبة». فلم يكن بدٌّ من عدم التفريط بهذا الواجب العظيم وهو الجهاد الذي تكفلت به كل الشرائع السماوية لأحقية الدفاع عن النفس فضلا عن تأكيد ديننا بآيات وأحاديث كثيرة عليه فهو ذروة سنام الاسلام كما أخبر النبي "صلى الله عليه وسلم " بذلك. الثانية: عدم التخلي عن الحس الوطني مع العراقيين والتعامل مع ضرب المحتل بكل موضوعية التزاما بالفرض الديني والواجب المقدس من قوله (قَاتِلُوهُمْ) وهو توجيه السلاح الى الكافر حصرا والتزام ذلك على كل الاصعدة بشتى انواع الاسلحة مع حضور دائم للحالة الاخوية للفرد العراقي حتى حصل الاطمئنان في قلوب كل العراقيين ومنهم النصارى وغيرهم من أقليات هذا البلد الذين تعايشوا فيه على مر الزمان كالإخوة المتآلفين لولا مكر المحتل وحيله والاعيبه مما ادخل في قلوبهم الرعب وشككوهم بالمسلمين بأسماء حركات وتوجهات مسيسة، ولهذا كان هناك لونٌ جديد قد بانت من خلاله لهجة جديدة وسلاح معنوي ناصح منبِّه يسمى ب(المظاهرات) فكانت الحل الامثل في هذا الوقت امام ظلم وبطش بني جلدتنا ووطننا، وبين استخدام السلاح المحصور في المحتل دون المساس بأي عراقي كما هو شان الالتزام الإيماني بأسمى معاني الشرف وصحة المعتقد وسلامة المنهج على ما يسير عليه مجاهدونا ابطال جيش رجال الطريقة النقشبندية فسلاحهم يقول للمحتل « كلا» ولكن بلهيب من النار ليس لها من دون الله كاشفة، ولسانهم يقول للباطل « كلا» نصحا لأبناء جلدتنا بالبعد عن الظلم وتنبيها لهم على ان الموقف بمكانٍ من الخطورة وقد يتطور الى ما لا تُحمد عقباه عليهم فيكون رفضا صريحا شعبيا عاما ولهذا نحن نرى ضرورة العمل على توحيد الكلمة للوقوف صفا واحدا امام ظلم المحتل وعملائه الذين ألزمتنا عهود الدين ومواثيق الشرف وقواعد الوطنية وروح العروبة والمشاعر المتأصلة بحب أبناء الوطن الواحد وبعدم توجيه السلاح الناري عليهم لان الجهاد مشروع لدفع الضرر لا لجلبه، ولقد كانت لقيادتنا الشرعية المتمثلة بالقيادة العليا للجهاد والتحرير والقوة الموالية لهذه القيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية السبق في بث هذه المفاهيم الوطنية والمعاني الجهادية الأخلاقية فيوم أخذ السلاح يدوي ويضرب كانت سواعد جيش رجال الطريقة النقشبندية من أول السواعد التي خضبت شوارع بغداد والعراق بدماء أحفاد القردة والخنازير يوم اعلنها الشعب ثورة ضد المحتل واعوانه وازدادت وتيرة عملياتهم النوعية والبطولية ضد المحتل الامريكي، وكان ما أرادوا فتحققت طموحات الشعب وأخذ المحتل ينهار وبدأت تباشير الفتح تظهر على الأفق وأخذ أزلام المحتل يلملمون أغراضهم مع ساداتهم لكي يرحلوا من بلدنا الأغر وتكون العزة جميعا لله ولرسوله وللمؤمنين بكل قيم الحرية والتحرر وعدم الخضوع لمنهج الكافر المحتل، والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللأشراف من أهل هذا البلد، والخزي والعار للمحتل وأعوانه ومرتزقته فيا احبابنا واخواننا نحثكم على المضي بكل جدية ناطقين بأعلى الصيحات بكلمة « لا للمحتل ولا للطغيان نعم للكرامة»، ونحن معكم على هذا الطريق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .