اهمية الجهاد بالمال

أهمية الجهاد بالمال
المجاهد أستاذ حميد البرزنجي
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .أما بعد فان من اهم الواجبات على المسلم اليوم هو الجهاد بالمال ولابد ان يكون دائما وفي كل حال لان الجهاد بالنفس لايتم الابعد الجهاد بالمال و لهذا قدمته الشريعة الاسلامية مع ان الجهاد بالنفس اسمى درجة واعلى منزلة عند الله تعالى لانه يكون عند مباشرة القتال فقط ولا يجب على كل فرد الا في حالة النفير العام كما هو اليوم على ارض العراق وفلسطين و افغانستان وغيرها من البلاد المحتلة واما الجهاد بالمال فيجب على الدوام على كل فرد من المسلمين لان اعداد القوة و الاستعداد لدفع العدو وصد عدوانه امر واجب على الدوام وفي جميع الاحوال وهو لايتم الا ببذل الاموال وانفاقها على الجهاد في سبيل الله. قال سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَ الله وَعَدُوَكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ الله يُوَفَ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ) "سورة الانفال" فالاية الكريمة عامة ، ومن قواعد الاصول ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فالواجب على العرب والمسلمين في هذا العصر بنص القرآن صنع المدافع والدبابات و الطائرات و الغواصات و الصواريخ و كل الات الحرب التي يملكها الاعداء ومن هذا المنطلق القرآني قامت هيئة التصنيع في جيش رجال الطريقة النقشبندية بتصنيع الصواريخ و العبوات الناسفة وصواريخ السديد لمقاومة طائرات الاحتلال البغيض ناهيك عن الحشوات الدافعة والمسيرة بتقدم إلى الامام يوما بعد يوم من تصنيع إلى تصنيع وكل يوم يأتي رجال التصنيع في هذا الجيش العرمرم بفكرة جديدة و يعمدون إلى تفعيلها و تطويرها وهذا كله بفضل الله تعالى على عباده الصادقين فان الله يفتح لهم ما اغلق على غيرهم وبموارد محلية وبايدي مجاهدين مخلصين لدينهم و امتهم و كرامتهم و من هنا نجد ان بعض العلماء قال في تفسيره لهذه الايه انها دليل على وجوب اعداد القوة الحربية لاتقاء باس العدو عند هجومه ولما عمل العظماء من قادة هذا الدين بمقتضى هذه الايه ايام حضارة الاسلام كان الاسلام عزيزا عظيما حيث امتدت سلطته على منبسط الارض فخضع لشوكته الكافرين والظالمين وعاش بنوه احقابا متتاليه وهم سادة الامم وقادة الشعوب و بيدهم زمام الحول و القول وقطب رحى العز والمجد لا يستكينون لقوة ولا يرهبون لسطوة ولقد قدم لنا الصحابة الكرام " رضي الله عنهم " اجمعين القدوة الحسنة و المثل الطيب الذي يحتذى به في الجهاد بالمال و الانفاق في سبيل الله و كان في مقدمة هؤلاء المجاهدين سيدنا ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي وغيرهم "رضي الله عنهم " أما ابو بكر " رضي الله عنه " فكان له الفضل على سائر المسلمين لسبقه برسالة الاسلام و لسبقه في الجهاد بنفسه وماله في سبيل الله فقد شارك بماله كله في غزوة تبوك فقال له رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ) ماذا ابقيت لاهلك يا ابا بكر؟( فيقول ابو بكر " رضي الله عنه " ابقيت لهم الله ورسوله فيقول الرسول " صلى الله عليه وسلم " )و كفى بالله وكيلا (. اما عمر " رضي الله عنه " فقد جاء بنصف ماله واما عثمان " رضي الله عنه " فقد اشترك في تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك باوفى نصيب فكان في هذا الموقف العظيم اجود الامة و اسماها و اعظمها نفقه في سبيل الله فقد تبرع من خالص ماله ب (300) بعير و (50) فرسا و (1000) دينار و قد دعا له "صلى الله عليه وسلم " بقوله اللهم ارض عن عثمان فاني راض عنه فعلى كل المسلمين الاغنياء ان يقتدوا بهؤلاء الصحابة الاجلاء في الجهاد و الانفاق في سبيل الله و الدفاع عن الاوطان اللهم اهدي اغنياء المسلمين لما فيه خير العباد والبلاد يارب العالمين . و صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين .



هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد27
لتحميل المجلة
اضغط هنا