جلست على الاريكة واستعادت شريط الحياة كانت طالبة مجتهدة خلوقة وجميلة
ماان التحقت بالجامعة حتى اعجب بها الكثرون وفاز بها استاذها الدكتور عندما تزوجها كانت له المطيعة المخلصة تخلت عن احلامها و افكارها لتصبح اميرة في مملكته وراحت تهيئ له جو الراحة والطمئنينة ليتفرغ لمشاريعه واعماله
انجبت ولدين كبرا في طاعة الله وحبه واحسنت تربيتها حتى اشتدا عودهما فتركا البيت العائلي مرت عليها السنين كانها لحظات ووجدت ان مهمتها قد انتهت لاشيئ يجعلها تتعلق بالحياة سوى انها مؤمنة القت بنضرها الى البيت الواسع الكئيب البارد والى صورها واولادها وزوجها وترقرت الدمعة من عينيها ولمعت مع ذكريتها وصوت صراخ الاطفال وتأنيب الوالد وحضنها الدافئ وعادت ووقفت امام صورة والديها وهنا انحدرت الدمعة على خديها طالبة لهما الرحمة والغفران
تنهدت وعادت ومرت امام النافذة ورأت اولادها يحملون شهدات التخرج ويلوحون لها بان تحضر اشهي حلوى ابتسمت للفراغ وعادت واستغفرت وشدت الرحال الى الحمام توضأت ثم فرشت السجادة وما ان رفعت يداها للتكبير حتى طرق الباب طرقا شديدا اسرعت نحوه وخفقات قلبها تسبقها عندما فتحت كان اولادها عادوا ومعهم احلى هدية رحلة العمر الى البقاع المقدسة مكافاة لها من فلذات كبدها يشكرانها على كل مافعلت لاجلهما
شكرا امي هذا ما نستطيع فعله لاجلك