عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > منتديات عامة > موضوعات عامة
مواضيع اليوم
موضوعات عامة المواضيع التي لاتشملها أقسام المنتدى

عمانيات   عمانيات
 
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24/04/2012, 03:49 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
يا رايحين للنبي الغالي

"يا رايحين للنبي الغالي هنيالكم وعُقبالي"..

هكذا غنّت ليلى مراد في أغنيتها الشهيرة التي تطل علينا في شهر ذي الحجة ومواسم العمرة؛ لتملأ قلوبنا اشتياقا لزيارة بيت الله الحرام.. حتى ندخل في رحاب الرحمن.

تهفو القلوب لدى سماعها وتجد نفسك تلقائيا تغبط من سيذهب ليؤدي مناسك الحج والعمرة، سواء كنت أديتهما من قبل وتريد أن تكرر التجربة، أم لم يكتبها الله لك بعد وتحنّ لهفة إلى الذهاب.

ولكن انتظر عزيزي واسمح لي أن أهدئك قليلاً وأطالبك بأن تقلل من حماسك، وأن تستبدل بغبطتك هذه دعاءً بالحمد والشكر بأنك لست في مكان من سيذهب.

فأنت لا تعرف مصيرك.. فربما ربما في يوم ما ألقيت تصريحا أزعج جلالة ملك السعودية وأنت لا تدري؟ وربما وهو الأسوأ تكون محاميا مثلاً ورفعت قضية لصالح مواطنين مصريين لا ترضى عنهم الذات الملكية السعودية.

وهنا بدلاً من زيارة بيت الله الحرام ستزور سجون السعودية.. وبدلا من أن ينهمر على جسدك ماء زمزم ستنهال فوقه سياط الجلد.

وكل ذلك لأنك اتخذت موقفا أخلاقيا في بلدك.. وضعْ تحت ذلك ألف خط.. "ب ل د ك".

الواقع طبعاً أنني أتحدث عن المحامي المصري أحمد الجيزاوي.

والذي قام منذ فترة برفع قضية أمام محكمة جنوب القاهرة (في مصر مش في بلاد بره والله) ضد السلطات السعودية، يتهمها فيها بممارسة الاعتقال التعسفي والتعذيب في حق عدد كبير من المواطنين المصريين دون أية إجراءات قانونية وطالب بالإفراج عنهم.

قضية مثل أي قضية يمكن أن تسمع عنها، ولو كنت محاميا فهي قضية مثل أي قضية يمكن أن ترفعها.. نوقشت القضية في الإعلام وناقش المحامي وجهة نظره، وتعسّف السلطات السعودية مع العمالة المصرية.

والحقيقة أنك لو حاولت أن تتذكر عدد المرات التي ناقشت بها أنت شخصياً وأصدقاءك تعسف السلطات السعودية في أي مرة يثار الأمر أمامك، أو عدد المرات التي ناقشت بها فكرة الكفيل وحقوق المصريين وغيرها وغيرها من الأمور بالتأكيد لن تتذكر.

وبالتأكيد أنت لا تتخيل وأنت تفعل ذلك أنه ربما كان هناك حكم غيابي يصدر ضدك الآن بالسجن والجلد؛ لأنك "أهنت الذات الملكية"، وأنك بمجرد أن تضع قدمك في مطار جدة سيتم إلقاء القبض عليك واختطافك من بين أسرتك بدعوى تنفيذ الحكم دون أن يعرف أي شخص أي شيء عنك.



والواقع أن هناك أكثر من نقطة قادرة على إثارة العجب والدهشة، وأن تطرح عددا من التساؤلات الجديدة.

- فأولاً: هل حقاً كموقف أخلاقي -ولا أعرف مدى صحة الموقف القانوني- أن يذهب رجل ليعتمر وليزور بيت الله فيُصنع له كمين؟!

وهل يُستغل كون الأراضي السعودية تحمل أنفس ما يحن له المسلمون، وركنا من أركان العقيدة فيوضع شخص ما تحت ضغط المشاعر الدينية لينافق نظاما ما.

فلو أردت ألا تمنع من أداء مناسك دينك ولو أردت ألا يقبض عليك لو جرؤت وذهبت لتؤديها، فعليك أن تنافق الحكومة السعودية وآل سعود، وأن تصمت عن الحق وأنت تراه، بل وتتخلى عن بني وطنك لو طالبوك بالدفاع عنهم.. فقط لتحتفظ بحقك الديني في زيارة أراضيك المقدسة.

ثانياً: في أي عرف يضار محامٍ رفع دعوى ليترافع عن حقوق مواطنين؟ وبأي تهمة؟ بتهمة سيئة السمعة لم تعد توجد إلا في بعض الديكتاتوريات العربية "المساس بالذات الملكية".

وهي الجملة التي تحيك في صدرك بمجرد سماعها، وكأن بهؤلاء يؤلهون من يحكمهم، وكأن الملك معصوم من الخطأ فلا يُخطئ ولا يُنتقد، ومن يجرؤ على ذلك فقد عاب في الذات الملكية التي لا تمس.. واقتربوا أن يطلبوا منه أن يسجد للملك ليقبّل الأرض بين قدميه ليعتذر له وكأننا عدنا لمراسم الجاهلية مرة أخرى.

أي تأليه هذا وأي فرعنة لبشر مثل كل البشر، وأي إهدار لحقوق الإنسان أن يتم سجن وجلد شخص كل جريرته أنه مارس عمله بما يرضي الله فأغضب بشرا مثله؟!

ثالثاً: وهي النقطة الأخيرة التي تثير التساؤل والحزن في آن.. أين الحكومة المصرية من خطف مواطن مصري لا يعرف أحد حتى اللحظة أين هو وماذا فعلوا به؟

وكيف تصمت على أن يهان المصري لدرجة أن يعاقب في السعودية على ما قاله أمام القضاء المصري؟

وإذا كان المصري مهانا قبل الثورة في ظل النظام السابق فكيف يظل يهان بذات الشكل وربما أسوأ بعد أن قام بثورة المفترض بها أن تحفظ كرامته؟

ولكن بكل أسف فلقد قمنا بثورة على أشخاص.. ولم نقم بواحدة على الفكر والجمود والبيروقراطية والانبطاح والتبعية والتسول..

ما زال رئيس الوزراء المصري يقف أمام مجلس الشعب المصري أيضاً ليشكو أن الوعود بالمساعدات المادية من دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص لم تصل بعد.

وكأننا متسولون ننتظر نظرة شفقة أو قرش لنقيم أودنا..

ومع الأسف ما زال بعض المرشحين للرئاسة والذين يستعدون ربما لحكمنا في السنوات القادمة لا يتكلمون عن كرامة المصري أو زيادة الإنتاج أو الاكتفاء الذاتي، بل يتكلمون عن رفع سماعة الهاتف والاتصال برؤساء الدول العربية لحل مشاكل مصر..

أي أنه يعدنا بمزيد من حياة المتسولين. فببساطة الدولة التي تعطي تتوقع ممن تعطيه قبول الذل والإهانة والتبعية.

ربما كان بعض من يحكموننا لا يرون للمصري كرامة –لأنهم أول من يهينها فيتجرأ الآخرون عليها- ولكننا كمواطنين مصريين خرجنا بالملايين لنهتف: "عيش حرية كرامة إنسانية".

المواطن وضع الكرامة في ذات الخانة بجوار العيش الذي يعني له الحياة.. فأصبحت الحياة والكرامة صنوين لا يفترقان.

وببساطة فلو لم تتحرك السلطات المصرية لإعادة كرامة المواطن المصري ولأخذ موقف حازم مما حدث للجيزاوي..

فسيعرف المصريون كيف يحافظون على كرامتهم ويدافعون عنها مثلما دافعوا ويدافعون وسيدافعون عن حريتهم... فالتحركات بدأت بالفعل في كل مكان وأمام السفارة السعودية؛ للتظاهر والاعتراض، ولن يتحرك المتظاهرون إلا بعد عودة كرامتهم.

وسيعرفون كيف يعرف أصحاب الذات الملكية ما هي الذات المصرية الأبية التي لم تعد تقبل الإهانة.







من مواضيعي :
الرد باقتباس
 

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
برجراف عن المهر العالي(انجلش) الحرف العنيد English Forum 6 26/10/2021 04:50 PM
قصيدة العالي جميلة فوق السحاب شعر و أدب 12 08/04/2011 01:18 PM
وش غير الغالي .. عمرم شعر و أدب 3 12/12/2010 02:31 AM
إساءة الروافض لعنهم الله وأخزاهم للنبي صلى الله عليه وسلم ابو مارية إسلاميات 0 14/08/2010 08:00 AM


الساعة الآن: 07:27 PM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات