أصْدِقاؤُنا الذين تورّطنا بِهم ,
وأعطيناهم الكثيرَ منّا ومن أشيائِنا , كلامِنا , صدقِنا , وراوئحنا , بلْ حتّى صارحْناهُم في أسمائِنا , الذين لازالتْ ذكراهم تسرحُ بنا , ونصطدمُ بهم في أقربِ مُفترقِ ذكرى يطوينا معهم , وندفعُ لهم مشقّةَ التذكّر. عاهدونا قبل أن يرحلوا أن يكونوا بِـ -جوارنا- , ولفرطِ ما أتيناهُم صاروا لا يستطيعونَ رُؤيتنا , انقلبوا ضدّنا , كانوا يرونا في العتمة , وأصبحوا لا يستطيعونَ مُشاهدتنا حتّى في الضوء , كُنا نتسلّقُ قلوبهم كـ أطفالٍ ويبتهجونَ بنا , ينامونَ على ذكرانا وتراتيلِ أصواتنا , يسمعونَ أغانينا فيهم , أماكنُهم لا زالت شاغرة بعد ذهابهم , لكنّهم .. نسوا أن يُقدمّوا لنا شيئاً واحِداً حالفونا عليه :
نسوا أن يأخذوا منّا - هُم - , أو يأخذونا معهم ,
ويُبقونَا كما كُنّا - لوِحدنا - .. !