اليك يا والدي

[frame="10 80"]اليك يا والدي

أكتب وأعلم انه لن تصل اليك كتاباتي ابدا
أكتب اليك بحنين قلما شعرته نحو الحياة
وأمنية مستحيلة برجوع الماضي
وحلم ضائع ما عرف يوما سوى مرافئك
والدي العزيز...
مرت أيام طوال على فراقك ولست أعلم كم؟
ما أعلمه أنني لازلت أتخيلك مسافرا لبعيد كما اعتدتك
يصعب علي تخيل رحيلك الابدي...
كل صباح أتخيلك...تطل علي بوجهك البشوش
أتذكر حنانك ومسحة يدك على رأسي
أتذكر ابتسامتك الساخرة من تصرفاتي
و استيائك من نشوة الحماس حين تعتريني
لازلت اذكر شموخك وطولك المديد
وعيونك التي كنت أخشاها أكثر من اي شئ بالعالم
ما زلت اشتم عطرك المفضل بين ارجاء الدار
وكانك ما رحلت يوما وغرفتك التي مافارقتها اطيافك
رحلت يا أبي وتركت بالقلب غصة لن تمحيها السنين
رحلت ذات صباح صيفي...وقلبت دارا الى شتاء بارد وصقيع
تركتنا رغم كبرنا صغارا تائهين ضائعين
يوم رحيلك لأول مرة شاهدت دموع الرجال تذرف لترثيك
قرأت بعيوننا الضياع لأول مرة منذ عرفت الحياة
مر علي شريط الذكريات بلمحة...وتذكرت حياتي الماضية معك
وحملت سؤالي الكبير...كيف ستكون الحياة من بعدك؟
أي الالوان ستكسو حياتنا...بعد ان ترحل يا كبيرنا
ليت الموت يفتدى...وفديتك بروحي و لاتركتك للرحيل
لكنها الاقدار حين تشاء فيكون ما تريد
والدي العزيز...
مر العمر امامي معك...وتوقف لحظة رحيلك
ما علمت كيف اتمم الباقي من العمر دونك
تذكرت دموعي التي كانت تنساب بحرقة
وقفت طويلا أتاملك في لقائي الاخير
وتمنيت ان يتوقف الزمن حينها حتى لايحملوك بعيدا
بكيتك صامتة بحروف تعرجت على خدي دموعا


بعض الكلمات مهما عظمت لا توفي عظمة الصمت بوجودك
بكتك أمي وأختي وأخي وكل من عرفك ...وبكيتك أنا
حملوك مكفنا محمولا ...وكنت تحمل الكل ولا تشتكي
أبي الحبيب...
رضيت برحيلك ...ومالي حلا سواه
ولكنك ستظل دوما متجسدا بكل حلم ارتقيه
وتبقى ملهما لكل نجاحاتي
فالحياة لن تتوقف بعد رحيلك...ولكنها ستظل عابقة بذكرك
خشيت دوما رحيلك..ولكنك حين رحلت بقيت بقربي أكثر
دعواتي وابتهالاتي أن يرحمك الرب ويغمد بالرحمة روحك الطاهرة

تحياتي ....ابنتك الحبيبة[/frame]