للناس تجارب مع نفسها لكنها قاسية، تدوين الحكايات في دفتر الايام نسيان متعمد ومكابرة عنيفة تسرق كل جميل، هنا تبقي الغمامة سوداء قاتمة، تمنع الرؤية، وتنسحب من تحتها خيوط حكايات لأناس لا يهمهم سوي أنانيتهم، تجردهم من انسانيتهم تماما، لا يبقي لهم سوي المماطلة في تقدير الموقف واكتشاف الذنب بعد فوات الأوان، الضمير في هذه الحالة موقوف حتي اشعار آخر.
للناس قطيعة، فصل الجسد عن المشاعر، همجية الحياة بكل ألوانها وملامحها.. المفجع ان القراءة صعبة للغاية! هذا العمي يزاول مهنة تفحص للأشياء وهو يفقد صوابه ويخرجه من اطار الصدق، هذا هو الآخر مات، هناك من لا صدق لديه تبدلت مشاعر الناس تماما.. هل تعرفون كيف تتكون الصخور بقسوتها هم كذلك، صماء خالية.. لا تساوي حفنة من تراب بخس الثمن؟ أصبح الناس يتلونون في حياتهم او حياتهم تتلون بهذا المقياس في نمط رديء، يحاولون غسل ذنوبهم بقلوب أخري.
للناس خطوات- وهي تتوغل في صراع مع نفسها أولا وأخيرا، صراع خفي- يحطم ذاتها وكرامتها وانسانيتها، تسابق الزمن قبل أي شيء، حتي تذوب في مراهنة خاسرة انها تتفوق علي غيرها بالمرض الخبيث الذي يصل بها للنهاية. للناس ظلم ضد اولادها واسرتها، تتفوق بالمزايدة انها افضل من غيرها في التربية والحفاظ علي الأسرة من الانحراف، في المقابل يضيع الصوت الآخر، اولا رأي له الرفض هناك مباح لهم، وتثبت بعض التجارب ان الحي مفقود، وان الموتي كثر، وان مقابر الأحياء تزداد ولا أحد يسمع اصواتهم.
للناس مآرب، تقتلك حيث لا تريدك، حيث تحسدك علي النجاح، حين تتفوق عليها، حين تتقدم خطوة للأمام، حين يشيد الآخرون بنظام عملك واجتهادك وأبجديات، هناك عيون يحاصرها الرمد بكل أنانياتها تغضب تحطم نفسها، عمي وتواصل حتي فقد الفقدان نفسها، للناس شعارات كثيرة معها مراهنات أخطر من الغدر والخيانة والطعن من الخلف، للناس ابتسامة مسروقة مزيفة تهديك اياها في ساعة سيطرة مرضها علي كل جميل في الدنيا، للناس وجوه اختيرت في عرض مجاني، وهبوط في السعر وببلاش، وجوه مركبة لا تعرف تفاصيلها الا بعد الضربة القاضية، فهل نكون اكثر حذرا من هؤلاء الناس بكل هذه البشاعة والقرف؟
:icon6: