[glow=FFFF00][glow1=FF0000]شرذمة من النسوة تكون على هيئة حلقة، اخذت شكلا دائريا مبعثرا، بدأن في معاقرة عادتهن اليومية، والتمر المخلوط بالسمن البلدي المقشود. كل صباح، يمارسن فن هوايتهن المعتادة، من التطرق إلى أحوال القرية واسرارها المدفونة في حجرات البيوت.
على مقربة من حلقة النسوة اطفال اشباه عراة يتجاذبون اواني الماء العكر، يعكفون لاهين عابثين.. يتضاحكون يتصارخون.. اتسخت ثيابهم المطرزة بالوحل الندي من اثر الأمطار الأخيرة،هطلت على القرية بعد طول جفاف.. يقتربون يهمون بالقاء أسئلة تاكاد تحرج امهاتهم المستغرقات في حديث هامس مبهم.. تدور رحاه حول احد رجال القرية.. تزوج بالأمس..ضحكات تسري ممزوجة بطعم القهوة الذي يضفي نشاطا ونشوة تسريان في اجسامهن المترهلة.. يتطرفن إلى مراسم العرس في الليلة المنصرمة والعراك الذي نشب بين أهل العروس ومتعهدي الحفل.....و....و...والبذخ في تقديم أكوام الارز المنتشي بقطع اللحم المطبوخ بالابزرة الغالب عليها نكهة القرفة، وصحاف الحلوى اللذيذة الزاخرة بالهيل والسكر الأحمر.
كانت ليلة فريدة في القرية، اتسمت بطابع الفرح والعراك الذي لابد منه في مثل هذه المناسبات.
لا زال الحديث المبهم دور في جلسة النسوة المتربعات على اقدامهن المتعبة.. انهمكت إحداهن في إرضاع وليدها المدلل حتى يكف عن صراخة الذي طغى على ذلك الحديث.
وأخرى تمسح ما علق بفمها من تمر ولزوجة السمن المعتق.
شمس الشتاء اخذت تدب تترك دفئا لذيذا.. القطط الصغيرة تتثائب في كسل وخمول.. على بعد جلس شيخ ضرير تحت شجرة سدر وارفة يسترجع ذكرياته المهترئة.. يخاطب عصاه رفيقة عمره.
وحديـــــــــــــــث النسوة لم يستوضح بعد[/glow1][/glow][glow=FF0000][glow1=333366]هذه القصة القصيرة من تأليف الكاتب القدير:حمد بن رشيد بن راشد[/glow1][/glow]