لكل أب ((سؤال وجواب مهم جدا)) ولكل أم مؤمنة حنونه *****

ابنتي منحرفة: شخصية مستهينة بالمجتمع فكيف أعالجها ؟؟

تقول إحدى الخبيرات :

الوالدالفاضل، أشكرك على ثقتك الغالية، وأدعو الله أن يوفقنا لمساندتك والحد من معاناتك؛ فأنا أعلم كم يكون مؤلما أن يبتلى إنسان في أولاده.. وقديكون الابتلاء في فقد الولد بالموت أخف ألما من رؤيته يدمر نفسه وحياته وحياة من حوله.
ولكن ابتلاء الناس في الدنيا أمر لا بد منه، وما من ابتلاء شديد ابتلى الله به مسلما في الدنيا إلا وابتلي به أحد الأنبياء، وفي ذلك تهوين وترويح لقلب المؤمن؛ ليعلم أن الله ما ابتلاه لينتقم منه أو يعذبه ولكن ليرى حسن صنيعه وليرفع درجاته.
فإذا ابتلي مؤمن بمرض عضال تذكر نبي الله أيوب فثبت وصبر. وإذاابتلي بفقد ولده وقرة عينه تذكر مصاب الحبيب صلى الله عليه وسلم فصبر ورضي...
وقد ابتلي سيدنا نوح بولد غير صالح كافر يبارز الله بالمعاصي، فهل تركه نوح وتبرأ منه؟! هل أبعده وأقصاه ليهنأ بالهدوء والاستقرار ويتفرغ للدعوة دون أن يعيره أحد بابنه وفضائحه؟! .
إن شعوره بالمسئولية تجاهه لم يهدأ لحظة -برغم أفعاله وجحوده- ظل قلبه المفطور يناديه بحنان الأب الخائف الملهوف: يا بني اركب معنا.. يا بني اركبمعنا.. يا بني لا عاصم لك اليوم من أمرالله.
وأناأعلم أن قلبك الملهوف المفطور هو الذي دعاك لترسل لنا رغم انفعالك وغضبك الشديد لتبحث عن بصيص من نور لإصلاح ابنتك الغالية، هداها الله .
سيدي، أعلم أنك استنفدت مع ابنتك كل الحيل لتمنعها من الغرق، ولكن إذا علمت أن هناك طوق نجاة أخيرا تستطيع أن تلقي لها به.. أليس من الرحمة أن تحاول فعلذلك؟ .
إن ابنتككما ذكر الدكتور وائل مريضة فهل ستبذل الجهد لعلاجها؟ هلستسرع في ذلك بعد أن علمت أن حالتها يصعب علاجها كلما كانت أكبر سنا؟.
هذايا سيدي حقها علينا؛ فليس ذنبها أننا لم ننتبه لمرضها وتصورنا -كما يتصور كثير من الناس لجهلهم بالعلوم النفسية وجدواها- أن مصائبها نتيجة لانحرافها وإجرامها.
ونحن إذا تريثنا وفكرنا بموضوعية، لعملنا أن المقدمات تؤدي إلى نتائج، فإن كنا قدمنا لها التربية الصحية الصحيحة في حزم دون عنف ولين دون ضعف وأنشأناها على القيم والمثل الدينية لوجدنا ثمرة ذلك صلاحا ونجاحا، وإذا وجدنا العكس فلا بد أن يكون هناك داء ولا بد أن يكون له دواء.
وقد تفاجأ بعد بداية العلاج أن محاولات الإصلاح السابقة غير المدروسة كانت تزيد الهوة وتعمق الاضطراب، فضع يدك في يد الطبيب المتخصص وأعنها على تطبيق البرامج السلوكية التي يتم العلاج من خلالها، واسأل الله لها الهداية ولا تيئس من رحمة الله فإنها أوسع وأعظم مما تظن.