التدهور الخطير في العلاقات بين لبنان وسورية

يتعرض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى هجوم عنيف وغير مسبوق من قبل وسائل الاعلام اللبنانية، حيث تناولت هذه الوسائل تحركاته الاخيرة للتعامل مع تطورات الاوضاع في لبنان والعلاقات اللبنانية ـ السورية.
واتهمت وسائل الاعلام اللبنانية عمرو موسى باتهامات خطيرة وهي قيامه بصفقة مع سورية على حساب الكشف عن حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري وما تبعها من اغتيالات وعمليات ارهابية وانه يحاول إطلاق مبادرة لطي ملف التحقيق في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري في مقابل بعض الوعود بالتهدئة الأمنية.
وقد عبر الأمين العام عمرو موسى في بيان صحفي أمس عن دهشته لما تناقلته وسائل الاعلام من تصريحات وتعليقات وقال لـ «الوطن» انه يشعر بالقلق من هذا التدهور الخطير للاوضاع في لبنان وبين سورية ولبنان وان من واجبه كأمين عام درء المخاطر، وانه يتحرك وفقا لميثاق الجامعة العربية لوضع الامور في نصابها الصحيح والمساعدة على المعالجة الرصينة للتهديدات التي تقلق امن لبنان وملف العلاقات اللبنانية - السورية.
ولم ينف موسى ان هناك مبادرة، لكن هناك تحركا واتصالات ومشاورات مع اطراف لبنانية وسورية وعربية في محاولة للتحرك وربما مبادرة او موقف عربي للتعامل مع هذه القضية بمختلف أبعادها.
ونفى بشدة ان تكون هناك صفقة على حساب معرفة الحقيقة في قضية اغتيال الحريري ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
وأوضح موسى بان تحرك الجامعة يتم في اطار القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وما تقوم به لجنة التحقيق الدولية المشكلة لهذا الغرض.
منوها بأن مسعاه ينصب على كيفية معالجة عدد من الملفات التي من شأنها تخفيف حدة الاحتقان ومنها ترسيم الحدود ومستقبل العلاقات بين البلدين. وأكد انه لن يقف موقف المتفرجين على تدهور العلاقات اللبنانية - السورية، مشيرا الى انه لا يمكن ترك الساحة للتدخلات التي تحاول العبث بأمن لبنان وسيادته وجر العلاقات اللبنانية - السورية الى نقطة «اللاعودة» ومحذرا من التدهور الخطير في العلاقات بين البلدين.
ونفى موسى أن تحركاته من اجل طرف على حساب طرف آخر، بل ان تحركاته للكشف عن الحقيقة ووقف مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الارهابية التي اصبح لبنان مسرحا لها.


وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دعا الخميس عمرو موسى الى التوجه الى دمشق «لوقف القتل والا هذه المعادلة (التي يعمل لها) هي إخراس الاعلام اللبناني».
وكان نائب من كتلة جنبلاط اعلن الخميس ان موسى «غير مرحب به» في لبنان ان كان سيأتي لتبرئة سورية من اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وقال وائل ابو فاعور «ان كان عمرو موسى يأتي الى لبنان لطمس الادلة في الاغتيال سياسيا بعد ان حاول البعض طمسها ماديا فهو غير مرحب به».
وكانت تصريحات جنبلاط وأبوفاعور جزءا من هجوم منتظم تشنه الغالبية البرلمانية ضد المهمة التي قام بها موسى في 14 ديسمبر في اعقاب اغتيال النائب اللبناني جبران تويني. الى سورية ولبنان بهدف وقف تدهور العلاقات بين البلدين.